Wednesday, June 20, 2012

رحلتي عبر الذات لاستكشاف رسالتي في الحيا ه...؟
البرنامج التدريبي
اللغه والتفكير

صبرى زهره الصفدي
جامعه القدس
19-6-2012

          قصه رحلتى عبر الذات لاستكشاف
                    رسالتى بالحياه؟؟
مقدمه:- بناء على الافتراض الزاعم......"أنا أفكر...فأنا أسال وأتأمل ، اذن انا اتعلم...."
رفعت رايه الابحار بطرح سؤال مركزي طرحته وسأطراحه فى جولات حواري مع الذات ألآف المرات، وكل مره بكلمات مختلفه، وكلما مرّت الايام ،وتطورت لدي انماط التفكير وما يرافقها من تراكم كمي وكيفي لمقدرتى فى التعبير اللغوي ، بكل ما احتوته هذه القدره من مفردات ومرادفات، ومن نقائض للمرادفات ، كلما وجدت نفسى اغرق فى يم من التيه بأنفاق الذات البشريه، التى ابحث عنها فى داخلي، ممّا اوصلني الى العديد من حالات الشعور بالعجز والوصول الى نهايه مسار \ مسارات مغلقه ...!!!!
فأتوقف مستسلما ، حائرا لفتره معيّنه .... وما ان اتجاوز لحظات العجز والاحباط تلك، حتى الحظ تجدد غليان الدم فى عروقي ، تحفزني فى البحث مجددا ، متناسيا او بالاحرى متجاهلاً كل ما تم التوصل اليه، وهذا ما اطلق عليه العوده الى المربع الاول.
أبدء بالتسائل والتأمل متنقلا من مرحله عمريه مكانيه (الزمكانيه) التى اشار لها اينشتاين فى نظريته النسبيه  الخاصه.
ها أنا اليوم على وشك مقاربه نهاية عقدي الخامس ،وما زلت اعيش حافز قوي يدفعني الى الوصول لحالة الاستقرار فى الاجابه على سؤالي المحورى ... سؤال يتمحور حول... هل انا فعلا ادرك واعي  ما هية رسالتى بالحياه ؟
وهل هذه الرساله هى رساله ثابته ام متحركه؟
وهل هي في حاله ديناميكيه دائمه التفاعل مع عامل الزمكانيه الاينشتانيه ؟.
لهذا تجرأت وقررت الغوص فى خبايا النفس البشريه لدي علّنى اصل الى مكان ما !!!.
فى القدس وفى صباح يوم الاثنين وما بين الساعه السادسه والسابعه صباحا ولد لرجل فلسطنيى مسلم عجوز، طفلا ذكرا بتاريخ 15-8 1955 م
وكنتجه لشعورالوالد بشعور الفرح وبما رافقه من دموع الخوف من الظروف المحيطه والقادمه التى سيشهدها الوليد قرر ان يسمى ابنه البكر صبرى؟؟؟؟؟
بدايه المرحله تجبرنى بوضع مفهوم وتعريف لمصطلح الذات (من أنا) ؟؟؟!!! ... أنا كل ما امثل من لحظات عشت بها مشاعر قويه كألالم ،الفرح ،الحزن ، الغضب .....الخ من مشاعر إيجابيه إوسلبيه على حد سواء، هذه المشاعر المتراكمه عبر التجارب الممتده هى المكوّن والمنتج والصانع لرد فعلي الخاص، تجاه كل ما يدور فى عالمي الصغير ... انا الحاله الذهنيه الاجتماعيه المركبه والمتراكمه لعمليه التفاعل مع محيطى عبر محطات\مراحل عديده فى اماكن وازمنه مختلفه والتي تتجاوز بالمحصله المجموع الحسابي والرؤيا الميكانيكيه لها .... لكن  واقتداء بديدوس (فرانز كافكا ص 213 )
عشت حلما من احلام اليقظه فى محاوله الوصول الى حاله الحريه والانطلاق بالطيران...  فوجدت ان الخيار الافضل لى ان اسأل، اسئله تتعلق بذاتى منطلقا من... ماذا ،لماذا، كيف ،أين ومتى؟.
وان اقاربها من خلال وضع اجابات منفيّه لها على سبيل المثال لا الحصر.... انا لست افعالي ،نجاحاتي ،فشلي وسقطاتي ...انا لست محصله لتراكم انجازاتي ، إنتصاراتي ،اخطائى ،تجاربي ودروس حياتي ،حتى توصلت لحقيقه بسيطه تتجلى في ...انا مجرد انا ...
و المهم وجدت نفسي على مفترق طرق يجبرنى ويدفعنى ويحفزني لعمل افضل ما استطيع،  وان اكون بأفضل ما اكون فى كل لحظه اعيش ....
لماذا ادعي هذا ؟...  لانى توصلت لحقيقه ثابته تشير الى نتيجه مفداها ان معتقداتي متحركه ، متغيره باستمرار ، حتى تجاربي وانجازتي وسقطاتي هى ايضا متغيّره ومتناقضه بذاتها ،ولان عقلى متغيّر بسرعه وبتسارع يتجاوز تغيّرات النشره الجويه . (كيف يتطور الاذكياءwww.Steve Pavline.Com (

كخلاصه أوليه اسأل ذاتي ...هل استطيع ان ادعى بأننى مجمل قراري المدرك و الواعى، لانى لا استطيع تعريف نفسى الا طبق المرحله ، و وضعيه المكان وموضعى بالمكان وفعلي فى المرحله واستمرار فعلى.
فانا حاله فعل فكرى وعملى يتكون من البعد الوطنى حيث لا استطيع الاان اكون حيث يكون الوطن و اناس الوطن ، فأنا قومى عربى اتواشج مع أمتى فى هذا القطر (فلسطين) انا عالمى اتواصل مع العالم الشعبى وعلى راسه العالم الاسلامى الذى لطالما نبضت عروقه لهبا حرصا على دمنا المهدور وهكذا توصلت الى حقيقه تحديد فكره الهويه والانتماء التى تعرض لها العديد
من الكتاب\ النقاد بدء من معلوف \ عزمى \ ادورد \ الشهيدغسان كنفاني مطلق قنابل الكلمات، وحبر الدم كما وصفه شاعرالمقاومه محمود درويش \وصولا الى فرانز كافكا في جريجوري التعس والمقهور( التحول ).
اسئله صدمتنى وانا فى بدايه الطريق ...
ماذايحدث لو خرجت من طائفيتى \ فئويتى \ قطريتى فى المقابل اطلق انسانيتى ؟ ( امين معلوف – الهويه والانتماء)...
ماذا لو تناولت فطورى بالقدس وغذائى فى بيروت وعشائى فى السويس؟...
 ماذا لو كان هذا العقد من هذا القرن هو عقد نهوض ثقافه جديده توئسس لثوره عالميه اطلق عليها تسميه كما العديد يسمها(الثوره التكنوثقافيه) ؟...
وخلاصة ثانية توصلت اليها من خلال التأمل، تجلت في إكتشافي لملامح خوف اخفيه عن الآخرين وأخفيه عن نفسي أيضا وهو مشاعري الحقيقية التي تزودني بشكل كامل بنوع اصيل ومختلف عن صورة الحياة وعن صورة الآخرين... (صورتي الذاتيه-الغير موضوعية).
هذه المشاعر المهمة بالنسبة لي هي غالباً أكثر اصالة وإنفتاح وإنسانية من عقلي الموضوعي، وهي تلقائيه وعفوية وتعكس فقط صورة صبري الطفل دون تأثير التجارب الحياتية المعقدة التي مررت بها وعاصرتها، وهي تمرد على التفكير والخروج من الصندوق واجراء مسح وازاله للبرامج الوسطيه التي تم برمجتي عليها .

 بكلمة أخيره كتبت عنها يوماً ما في مدونتي ، تتعلق بي وبشيء أسميته حينها بكلمة ... ظليّ... هو شيء اعتبرته مهم جداً في تعلمي المستمر بالحياة  ويتلخص بمقولة كررتها أثناء هذا التدريب وتتعلق بفكرة الإزدواجيه و وجود الشيء وضده في داخل كل واحد منا... فأنا أكثر مؤولفاً مع الذات "الأنا" التي تشعر، تفكر، تتصرف بطريقة أنا معتاد عليها والتي تشكل شخصيتي الذاتيه كما أعرفها ويعرفها الاخرون ...
 لكن هناك شخص آخر مختبىء في داخلي وهو ما أطلقت عليه "الظل"، وهو يحتوي على الجوانب الأقل قبولاً، تطوراً في تلويني أو في تلوين شخصيتي أو ذاتي ... هو الأقرب لشيء فج – غريزي وهو من يقوم بتحريك وهز صورتي عن نفسي.
إن تداخل اللعبة بين الوعي واللا وعي لدي وهما اللذان يعيشان حالة من الوحدة والصراع في آن واحد، تمثل حالة الرقص لدي... أثناء الرقص هذا يتقاربان حيناً ويبتعدان في حين آخر، وهما في حالة مستمرة من التغيير الذي يغير شخصيتي من مرحلة الى أخرى، وهو ما يعكس إداء الدرامه الداخلية التي تزودني بالحركة، الهدف، التناقض كروح مولده للنمو والتطور...
ولا أستطيع إلا أن أذكر أن هناك صبري أخر بداخلي يلعب دور المساند والداعم للمتناقضين من أجل الحفاظ على شخصيتي المميزة والفريده وهي أشياء ذات دلاله وعلامة واضحه في محطات حياتي المختلفة ...
كتب شكسبير ذات مرة أن كل العالم هو مرحلة وجميع الرجال والنساء ليس إلاّ لاعبين فقط، بمعنى من المعاني. فقدري عبارة عن كتاب يحدد دور لعبة فردية مع إستكمال تعيين المرحلة لتلقي الظلال والحروف رقصة تمارس إيقاعاتها في ضجيج الحياة. قد يكون من المفيد لي أن أتذكر هذه الإستعارة من المسرح، لأنها يمكن أن تساعدني على فهم المعنى الحقيقي للمصير كما يتضح من قصة رحلتي حيث يترقبني مصير لا يكمن في بلد ما كما التعرّض لقدر حتمي عشوائي الأحداث، إنها تكمن في موقف الشخصيات التي تمثل إحتياجات أعمق، تمثل الصراعات والطموحات بداخلي.
في كل الأحوال من المهم أن يتماثل أمام عيني حقيقة أن اي شخص يمكن أن يكون غير نفسه أو نفسها، وكل تجربة الحياة، سواء كانت صغيرة أم كبيرة هي عابرة وتحويليه كما ذكرها كافكا بتحوله الى فراشة ضخمة "صرصار" ، ما هي إلا إنعكاس في بعض الطريق لطابع الفردية.
لعل إفتقاري للموضوعية أحياناً وإندفاعي في الصراع مع السلطة هو حاجة من حاجاتي العاطفية!!؟؟ وما يثير ويلفت الإنتباه لدي هو تكرار ردة الفعل عندما أشعر بسلوك فوقي – إنتهازي – إستغلالي – عنصري من قبل أحدهم فإن ذلك يحولني الى ثائر ودكتاتور في مواجهته، ولعلّ غياب الشفافيه والصراحه و وجود اجنده مخفيّه تحت الطاوله من جهه وكذلك امتثال التجربه لدي بأنّ النوايا الحسنه هي اقصر طريق لجهنم .
وأعود لاتذكر للمرة الثانية ما قاله شكسبير ذات مرة وما معناه وارتباطاً بالذات العليا لدي "أن العالم عبارة عن مسرح كبير ونحن الرجال والنساء ليس إلا ممثلون على خشبته نؤدي أدوار مختلفه، فمنا من يكون نجماً وأخر يلعب دور الكمبارس... الخ، لهذا أفهم رحلتي بمعنى التعبير الإستعاري لدوري في الحياه". وهكذا فإن قصتي في في هذه الرحلة تعبير عن القدر الذي رسم دوراً لي في مسرح الحياة وليس بالضرورة لا يعكس  تعرضي لأحداث عشوائيه، فما يقع عليَ او لي يعود لعدة أمور أهمها:-*
·                    حجم التناقض والحماس بداخلي .
·                    غرائزي – أمني – قدرتي على البقاء.
·                    نداء الكون ورسالته لي حسب نظرية الفلك الداعيه الى عدم القلق ، لانها توحي لك بما تقول وكيف يكون تصرفك ورد فعلك .
وحتى نصل الى خلاصة تقارب الحقيقة عن ذاتي فإن كل تجربة صغيرة أم كبيرة ما هي الا جزء من تحول معين يحدث لي وبشكل تراكمي حتى يصل لمرحلة الولادة والإنبعاث... ولادة شيء جديد في شخصيتي.
ختاماً ومحاولة للوصول الى نتيجه بعد هذا العرض المتداخل والمركب. لا يسعني إلا القول أن آرنست همنجواي في قصة الشيخ والبحر رسم لي بوصلة حتى لا أضل الطريق..."عش اللحظة وعيناك شاخصتان نحو الشاطىء عائماً بالقرب من أسماك القرش دون أن تسمح لهم بإلتهامك، وهذا ما صرخ الشهيد غسان كنفاني بأذني قائلاً لي لا تمت قبل أن تكون نداً. في الختام ... إذا كان لهذا الكون من خالق فهو بالضروره والتاكيد يرعاني لاني منه وهو مني....... للعجب وليس - لا عجب... ان اكون انا ،هو انا، وانا، هو ما انا عليه اللحظه .