Friday, March 25, 2011

رساله مفتوحه لكل عربي حر،شريف ومسؤول



24\3\2011
رساله مفتوحه
لكل عربي حر، شريف ومسؤول...
إن الوطن العربي يعيش منذ بداية هذا العام حاله لا يمكن تسميتها بغير حالة غضب شبابي \ جماهيري تطالب بالتغيير ، هذا المتغيير الذي يعكس حراك ليس بمقدور عقل إستيعاب وتحليل ، او حتى الألمام بكل تفاصيله ، بسبب كثرة العوامل وتداخلها في التأثير على مجريات الامورفي هذه الساحه او تلك ... مما يستدعي القلق ويثير الخوف تجاه تحديد اتجاه ومسار مؤشر  البوصلة . لو افترضنا ان من يعنيهم هذه البوصله هم ( ملايين العرب من اصحاب ثقافه عربيه – إسلامية المنبع ) ، ومصالحهم تتجسد في كلمه صغيره لا تتجاوز الخمسة احرف  " تغيير " ، بناء عليه نجد ان الغالبيه العظمى من جماهيرشعبنا العربي في مشارق ومغارب هذا الوطن ترغب وتتوق لهذا التغيير ،بهدف التخلص من جبال جاثمه على صدورها ، جبال كان ثقلها يضغط على انفاسهم نتيجة كثرة وتنوع السياط  التي احنت هاماتهم عبر عقود طويله ، سياط الكبت \ الاضطهاد \ الاعتقال والنفي \ الاستغلال والقمع \ الظلم والجوع ، سياط قامت بخنق الحريات ومصادرتها ، صادرت الحقوق وابسطها حق التعبير على مستوى الافراد والجماعات ، وما الى ذلك من توصيفات لاتتسع لها ولتفاصيلها صفحات المجلدات والكتب .في كل الاحوال نجد انفسنا ملزمين على التركيز على كلمة السر " التغيير" ، فأي نوع من التغيير نريد ؟؟؟،... هل نريد التخلص من كل الانظمه الديكتاتوريه بدون استثناء ؟، انظمه ديكتاتوريه حكمت الوطن العربي تحت مسميات متعدده لكن النتائج كانت متشابه لحد بعيد ... انظمة الحزب الواحد ، الاسره الواحده ، حزب حاكم وحزب الحاكم ... فعلى سبيل المثال هناك انظمه حكم غارقه حتى النخاع  في ارتباطها و لدرجة المطلق مع الغرب المتوحش وقد اتت اللحظه التي تقوم الشعوب وبقيادة شبابها قبل شيابها بمحاولة اسقاطها وازالتها ، وهناك انظمه ديكتاتوريه اخرى تتسلح بجمله ثوريه بالتعاطي مع العالم الخارجي ، لكنها لا تعكس اية ثوريه تقدميه في التعاطي مع جماهيرها وطموحات الجماهير في التنميه والرفاه ،  وهناك انظمه رغم شفاعة موقفها الممانع للمشروع الصهيو- امريكي في المنطقه ورعايتها لمفهوم المقاومه ،  الا َانها عاجزه عن الخروج من أسر الخوف من حرية جماهيرها ... في كل الاحوال نحن اليوم امام تغيير بشر به بوش الابن ( شرق اوسط جديد )، لكن ورغم المحاوله الجاده والمكثفه للسير به تجاه رغباته وطموحاته بهدف اعادة السيطره على مقدرات الوطن العربي المتنوعه ، وذلك من خلال اعادة تقسيم المقسم  الذي فرضته اتفاقيات سايكس بيكو ، هذه الاتفاقيات التي ابقت في القطر الواحد مساحه لتعايش طوائف واقليات مختلفه ، اما اليوم فإن ابطال الغرب البواسل يعملون ليل نهار من اجل تقسيم المقسم ، فهم نجحوا نسبيا في العرق ، السودان ، والان لربما يحاولون الكرَه في ليبيا بعد ان كادوا ان ييأسوا في فعل ذلك في لبنان ، اما فلسطين مركز ومحور قضية العرب فهي دخلت منذ عقدين حيز حكومات متصارعه بين غزه ورام الله ... من هنا نحن امام سؤال مركزي يحتاج من الجميع تقديم اجابه عليه من خلال موقف واضح وملتزم ... سؤال يدفعنا بتحديد إجابه اوليه تشير بإتجاه ، اي نوع من التغيير نريد ؟، هل نريد  تغيير يكتفي بالشكل والرمز ولا يمس جوهر وبنى النظام ؟، حيث يبقي على دستور مجيير ، وبرلمان اصفر ( بصَََيم  )،وقضاء اسير وسلطه تنفيذيه طليقة العنان، فيما تعمل ومدعومه بإعلام تابع وخانع وياكل بثديه ... ام نريد تغيير حقيقي يتناسب طردياً مع آلامنا وعذاباتنا وتضحيات رجالنا عبر العقود ،غير ناسين او متناسين شلالات الدماء المهدوره في ساحات الحريه ... مما يستوجب على الشباب ومن يناصرهم من الجماهير الغير محزبه ومنظمه من اهمية بناء الاداه التي تحمي وتستكمل مهام التغيير ، فإسقاط رمز \ حكومه هنا او هناك يحمل في رحمه من الناحيه  العمليه نواة الثوره المضاده ، نواة الاحتواء والمصادره وبدعم مكثف من قوى اقليميه ودوليه ، وهذا ما يدفعني للخوف على مستقبل التغيير القائم في الوطن العربي.
الاهم مما تم طرحه من اسئله في الجانب التغييري ، يتجلى بسؤال  يتعلق بالخروج من القطريه القائمه والذهاب بإتجاه الوحده العامه ، وعلى حساب المشروع الامبريالي القديم ( سايكس بيكو)، والمشروع الجديد ( شرق اوسط جديد ) ، فاذا كان خيارنا هو الوحده ، فعلى الجميع ادراك ان الوحده العربيه تمر من بوابه واحده اسمها القضيه الفلسطينيه ، فليس هناك فرصه لوطن عربي  يرغب بالتعافي وهو يعيش تحت وطئة نظام سرطاني مزروع في قلبه  و منتشر في مختلف انسجة جسده ، كيان عنصري \ استيطاني يشكل رأس الحربه الامريكيه بالمنطقه . وهذا ما يستدعي الوعي والادراك لاهمية اسقاط المشروع الصهيو- امريكي في المنطقه الهادف لطمس وتذويب قضية اخر شعب مستعمر ويخضع للاحتلال ويعيش اكثر من نصف شعبه في دول الجوار والشتات . فالتغيير ان لم يحمل في المستقبل اعادة تقويم الامور في الوضع الفلسطيني والعربي الذي مزقته مشاريع الاعتدال
( الاعتلال العربي ) ومشروع الدولتين القائم والمعشش في اذهان العديد من النخب السياسيه الفلسطينيه التي خاضت غمار مفاوضات وعلى حساب التخلي عن ثوابت كانت تجمع المقاومين، ليصبح مشروع الدولتين مشروع انقسام وسعي محموم لنيل نصيب من الكعكه  المزعومه ، ان الفلسطينيين سيصبحون اقرب لعملية التحرير عندما يجدون المحيط العربي حاضن لهم ولمشروعهم الوطني المتفق عليه ، مشروع الدوله الواحده... " دوله ديمقراطيه برلمانيا وحدودها تمتد من البحر الى النهر ويعيش كافة ابناءها دون تمييز او تعصب للجنس \ الدين\ العرق \ المعتقد\ وبظلال وافره من العدل والمساواه الاجتماعيه . لهذا اتقدم لشبا ب ثورة الغضب العربي ( العروبي) ، المؤمن برسالة هذا الوطن من محيطه الى خليجه (العربي )، ان ينتبهوا وان يبقوا على اليقظه والحذر تجاه ما يجري وسيجري في كل قطر عربي من اقطارهم ( فنحن كالجسد الواحد ،إذا تداعى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى)، على الشباب العربي ومعهم كل شرفاء الوطن الانتباه للحراك المكثف والمتنوع من قبل الغرب وحلفائه من عرب امريكا نحو احتواء ومصادرة ثمار هذا الحراك ، بل انهم يسعون في توجيه الحراك باتجاه اهدافهم الغير معلنه في هذا القطر او ذاك، فعلى سبيل المثال لا الحصر نلاحظ الاهتمام الغربي البالغ تجاه ما يحصل بسوريا ( الممانعه ) وبين ما يحصل في البحرين او اليمن ، ولتعلموا ان الاخطر على مسار التغيير ليس بطش النظام المباشر ( اجهزته الامنيه) ، والغير مباشر ( البلطجيه ) بل هم اولئك القابعون في الغرف المظلمه يكتبون ويوجهون الة اعلامهم المأجوره والساعيه لزرع سمومها في حالة اليقظه والوعي العربي القائم ، لان الوعي بنظرهم هو الاخطر، وهذا امر اتفق معهم فيه ... فالثورات تحتاج للوعي بقدر ما تحتاج للسلاح ولا يمكن الاكتفاء بأحد العنصرين ، او تغليب احدهم على الاخر. فقد قالها شهيد ثوري وقبل ثلاثون عاما ... قال  ( الفكر يفعل كالرصاصة يا رفاق مادام ملتصقا بها كل التصاق والانتفاضة لن تجوع مدام منبعهاالجموع )...
ان الحراك الغربي المدعوم من كل الانظمه المواليه له والخاضعه لقراراته وبكل ما تتسع من شرائح مثقفين مأجورين هم ليس إلاَ الوية الجيش الجرار نحوكم وبهدف سحقكم وتطويعكم ، هم الوية الطابور الخامس المقيت ... 
هذا المجموع المعقد داخل اقطارنا، هو اول وليس باخر من زرع بذورالقطريه على حساب الوحده ، والديقراطيه اللبراليه المنفلشه على حساب الحريه والديقراطيه البرلمانيه الملتزمه بمصالح الامه ، اليس هم منظري "الفوضى الخلاقه "، التي دفع ويدفع بها الغرب بكل ثقله في اوساطنا ، حيث يأمل هذا الغرب الامبريالي المتوحش من زرع بذور الفرقه والتقسيم ، في زرع بذور التعصب والطائفيه المقيته ، في زرع الحريه الفرديه التي تسود على حساب حرية المجموع ،  بهدف تعميم الخيانه والتأمر على الوطن و امنه حيث يحيله  الى حاله تصبح فيها الخيانه اكثر من وجهة نظر ، بل تصبح ثقافه لها ادواتها ومنظريها ... ثقافه لن تكون باي حال من الاحوال عروبيه – اسلامية المنحى والانتماء ، انما ثقافه غربيه تدفع شعوبنا باتجاه الثقافه الغربيه المسممه  والساعيه لاغراق شعوبنا العربيه والاسلاميه بالغرق في بحر دمائها ، ولكن هذه المره بايدنا في اغلب الاحيان وبأيديهم في احيان اخرى .
من هنا يتوجب علينا الوعي والادراك الواضح والجلي باهمية وجود تيار \ تنظيم ثوري قادر على احداث التغيير الذي يتناسب مع طموح الامه ، بل قادر على حمايته والسير به الى الامام من خلال برنامج واضح لمرحلة ما بعد التغيير( إسقاط النظام )...، فالوقائع تشير ان اسقاط النظام ، لايعني بالمطلق والمضمون نقاء وخلو الساحه من عوامل الهدم والارتداد للوراء ( القوى المضاده للثوره )، قوى خسرت النظام لكن لم تجرد من اسلحتها وادواتها القذره بعد  وتتطلع الى اجهاض الثوره واستعادة السيطره المفقوده تحت مسميات وبراويز مختلفه ، فنحن اليوم لا يرغب احد منا بكرازيات جدد في المنطقه بعد ما حصل بالعراق ...
هناك العدو الاكبر والمستفيد الاعظم من سوق عربي استهلاكي واسع ،ومن ايدي عامله رخيصه ، ومن ثروات طبيعيه هائلة المخزون ومن موقع استراتيجي يربط الشرق بالغرب ...
 انهم الغرب المعادي لنا ولطموحاتنا بالحريه والكرامه ، معادي لمصالحنا منذ بدايات القرن الماضي ويحاول جاهداً ليعيد ترتيب المنطقه بتدخل عسكري مباشر ، او غير عسكري ( سياسي \ دبلوماسي " مخابراتي " ) بهدف خلق واقع جديد يتلائم ويخدم مصالحه ومشاريعه المستقبليه . 
لم يعرف التاريخ يوما نجاح ثوره بدون تيار \ تنظيم طليعي يقود الجماهير ويأطرها في نهر الثوره العظيم ... هذا الامر يخيفني هذه الايام ويقلقني إلى ان اشهد  حراك ثوار الغضب قد نجح في تأطير نفسه وافرز قياداته  و رموزه القادره على متابعة المسير، فالناس تميل باستمرار لوجود قائد ملهم تسير معه ومن خلاله لتحقيق رسالتها حتى نكون بمستوى المسؤوليه تجاه شعار استراتيجي يسير بالوطن العربي نحو تأسيس دول مدنيه حقيقيه تسودها العداله الاجتماعيه وينعم بظلالها الانسان العربي وهو يستنشق هواء العزه والكرامه ... عندها نستطيع ان نقول ان العرب اصبحوا جاهزين لنصرة قضيتهم المركزيه " فلسطين العربيه – الاسلاميه مهد الديانات والرسالات السماويه "... حيث لا يمكن لشعوب عربيه وحكام عرب ، خاضعين لسيادة الغير وقامعين لذواتهم وشعوبهم ان يشكلوا مشروع تحرري لانفسهم اولا ولفلسطين ثانيا ... والكلمه الاخيره تقول ويجب ان تقال ... اذا كانت القضيه الفلسطينيه هي محور الصراع العربي مع الصهيو-امريكي  في المنطقه ، فان الشعب الفلسطيني وحده هو القادر على اعادة اطلاق المشروع العربي المستقبلي ... بالتاكيد يتضح ذلك حين يشرع الفلسطينيون من اعادة النصاب لموضوع مشروعية المقاومه بكافة اشكالها ، يعيدون الالتزام بالثوابت الوطنيه الجامعه لوحدتهم الوطنيه ، ويعيدون خلق وتطوير مؤسسات العمل الوطني بدء من م.ت.ف ، وانتهاء ب تعامل وحدوي جامع في الشارع الوطني ... يسير نحو تأسيس دولتهم المدنيه الواضحة المعالم والمحققه لطموحات وامال شرائح وفئات الشعب العربي الفلسطيني المختلفه وبانسجام وتماهي واضح مع المحيط العربي والاسلامي الحاضن لهم ... فليس مأمولاً ان ينصر العرب فلسطين وهم غير ناصرين لانفسهم . وليس مأمولا ان ينتصر الشباب العربي وهم غارقون  في طائفيتهم \ قطريتهم \ فئويتهم وفي المقابل يكمن لهم عدو يطمح لطمس هويتهم العربيه الوطنيه.
اننا اليوم على مفترق طرق، يوجب على الجميع ومن الجميع عدم فقدان البوصله، بل توجهيها بعد ترتيب بيتها الصغير نحو عنوانها الكبير  فلسطين.
   

No comments:

Post a Comment