Monday, February 7, 2011

وجهان لدولار واحد
أنتم أمام الطبعة الأولى للدولار الصادرة في تصميمها الحالي منذ عام 1957, إنها تتكون من مادة القطن الممزوج بالنايلون (لينين) مضافا إليها اللون الأحمر والأزرق, خيط من الحرير يقطعها عرضياً متخللاً النسيج ... إنها مادة حتى في حال تعرضها للغسل لا ينتج عنها تلف الورقه الدولارية... يستخدم عليها حبر خاص (خليط) حيث يشكل هذا الخليط أحد الأسرار الغير معروفة للعامة... إنها مليئة بالرموز,,,هذه الورقه التي تم غمرها بمادة بالنشا "مادة كربوهيدراتية" حتى تصبح ورقة الدولار مقاومة للماء من جهة و تظهر بمظهر جيد و مقوى من الجهه الاخرى, في مقدمة الدولار يتجلى ختم بارز للبنك المركزي للولايات المتحدة في أعلى الورق ترى صورة الميزان (توازن الميزانية) ... اما في الوسط تجد عدة النجارة المربع-تيT-Sequare) (, و هي أدوات تستخدم من أجل القطع المتساوي من قبل الحرفيين ... تحت هذه الأدوات مباشرة يوجد صورة مفتاح خزينة الدولة و هذا كله سهل الملاحظة, و لكن على الوجه الآخر للورقة النقدية يوجد أشياء توجب الملاحظة ... يوجد دائرتين معاً تشكلا ختم الولايات المتحدة.
 في اول إجتماع للكونغرس وعلى مستوى القارة الأمريكية طلب من بنجامين فرانكلين مع مجموعة من الرجال تصميم الختم, لقد استغرقهم ما يقارب الأربع سنوات لوضع التصميم و سنتان إضافيتان لإقرار التصميم للختم...
 -ترى بالواجهة هرم صفحه 2-الجهه اليمنى وجهه مضاء و الجهة الغربية منه ما زالت مظلمة.

و هذا إشارة أن البلاد ما زالت في بدايتها -حيث ترمز أن الرجل الأبيض لم  يبدأ بعد باكتشاف الغرب كما يشير أن الرجل الأبيض لم يقر بعد ماذا يستطيع أن يقدم للحضارة الغربية.

الهرم غير ملاصق لقمته وهذا دليل أنهم ليس بقريبين حتى من الإنتهاء. ما بين جسم الهرم و قمته ترى بوضوح صورة عين بشرية يطلق عليها بالإنجليزية ( zenith, an eye in a triangle) و هي رمز لاهوتي قديم ... إنها معتقد فرانكلين ذاته "أن الإنسان لا يستطيع عمل ذلك لوحده بل مجموعة من الرجال و بمساعة من الله يستطيعون ذلك".

مكتوب على ذات الوجه  بالخالق نثق و باللغة اللاتينية فوق الهرم مكتوب (  ANNUIT COEPTIS  ) أي ان الله بارك عهدتنا أي عهدتهم للقارة الامريكية , و في اللغة اللاتينية تحت الهرم مكتوب( NOVUS ORDO SECLORUM ) و هي تعني بكل دقة أن النظام جديد قد بدء او بمعنى اخر " النظام العالمي الجديد" , و في قاعدة الهرم يوجد أرقام رومانية تشير إلى عام 1776.

و عند النظر بتأمل الى الجهة اليمنى من ذات الوجه تلحظ الدائرة الأخرى بعد ان لاحظنا دائرة الهرم , تجد انها موجودة في كل المقابر الوطنية للولايات المتحدة , و هي في مركز كل تماثيل الأبطال للولايات المتحدة , و لكن تم تحويرها لتناسب المكان قليلاً... و هي تشكل ختم رئيس الولايات المتحدة الذي يكون مرئيا بوضوح في كل مكان يتواجد فيه الرئيس لإلقاء خطاب أو كلمة ما ... حتى اللحظة لا أحد يعرف ماذا يعني هذا الرمز.
 أما النسر الجامح فقد اختير ليعبر عن النصر و هذا يعود لسببين , أولاً... فهو لا يخاف العاصفة , إنه قوي و ذكي بشكل كافي ليحلق فوقها , ثانياً... إنه لا يحمل على رأسه أي تاج ملكي لكي يعطي دلالة عن الإنفصال عن المملكة المتحدة (بريطانيا) , يجب ملاحظة أن الدرع غير مترابط حيث يدل ذلك أن أمريكا (الولايات المتحدة) تقف الآن بجهدها وحدها فقط, فوق الدرع تجد قضيب أبيض بإشارة إلى مجلس الشيوخ و كمجلس موحد لشعب واحد... في أعلى النسر نجد عبارة (   E PLURIBUS UNUM  ) أمة واحدة للعديد من الناس.



فوق النسر يوجد ثلاثة عشر نجم تمثل المستعمرات في ذلك الوقت , و هي كانت ثلاثة عشر , كما يمثل          غيوم من عدم الوضوح في طريق الإنتشار لتجدد مفهوم أننا قادمون كرجل واحد ... عند النظر للنسر نجد أنه ممسك بقدمين (مخالبه) في قدمه اليسرى غصن زيتون , و في اليمين مجموعة من الأسهم و هي رمزية واضحة للقتال من اجل السلام حيث نلاحظ أن النسر دائماً يرغب بالنظر لغصن الزيتون , ولكن في زمن الحرب فهو يحدق باتجاه الأسهم.

أما بالنسبة لرقم 13 ( ثلاثة عشر ) حيث يعتبره الكثيرون أنه رقم تشاؤم , و رغم الإشارة على كونه رمزية لواقع ذلك الزمن , أي إلى عدد المستعمرات أنذاك ... فهو يتكرر كثير في الدولار حيث كان عدد المغنون في إعلان الإستقلال 13 , يوجد في العلم الأمريكي ثلاثة عشر شريط , كما يوجد ثلاثة عشر درجة في الهرم , و هي ذاتها عدد الأحرف اللاتينية المكتوبة هناك ( E Pluribus Unum ) , و ثلاثة عشر نجم فوق النسر و ثلاثة عشر مجموعة من الريش في كل جناح من أجنحة النسر , و ثلاثة عشر عمود في الدرع , و ثلاثة عشر ورقة في غصن الزيتون و ثلاثة عشر عدد الثمار....

الوجه الآخر للدولار الأمريكي

هي صورة ليست بذات الوصفة و المعنى الذي أوردنا في بداية المقال, لكن جدير بالمطالعة و التأمل و على القارئ أن يقرر بذاته أي من الصورتين يرغب في الإحتفاظ على شرط المقاربة الموضوعية للتاريخ و الأحداث المتعلقة بالولايات المتحدة خلال ما يقارب من قرنين و نصف من الممارسة.  بحيث بتوجب وضع الإيجاب و السلب في ميزان الحكم العادل ...لهذه الورقه التي تمثل مبدء السيطره الاقتصاديه في هذا العالم,الذي يزداد توحشا واستغلالا من قبل فئه قليله لغالبية سكان الكره الارضيه...فقط علينا التذكير الوارد ضمن العباره التاليه:-

اعطني السيطره على نقد الشعوب, بعدها لايهم من يصنع القوانين...مئير روتشيلد
"Give me control over a nation's currency, and I care not who makes the laws" (Mayer Rothschild).

مقدمة الإنسان استخدم منذ القدم الإشارات و الرموز,  الشعارات كما الكلمات بهدف التعبير عن أفكار يرغب بنقلها من شخص لاخر.
بداية لنلق نظرة تاريخية حول عهد التنوير الذي أخذ حيزه خلال القرن الثامن عشر, و هذا ما تعرف به اليوم الولايات المتحدة التي كانت ترزخ تحت تأثير الفرنسيون في ذاك الزمن.  لقد دخلت القارة الشماليه في ذلك الوقت حرب ما عرف بالحرب الاهلية أو الإستقلال ... لقد انتهت الحرب و تجلت نهايتها باعلان الإستقلال في الرابع من تموز عام 1779 م , لذا شرع مجلس الشيوخ بوضع تصميم لورقة نقد, تعكس قيمهم ومفاهيمهم للأجيال القادمة ... و قد ترأس هذا العمل بنجامين فرانكلين, ج. آدمز,و توماس جيفرسون, بمساعدة فنان فرنسي يدعى بيير دويسميترالذي صمم ختم ولايتي دلوير وفرجينيا ...في عام 1780 تم إيحال مشروع التصميم للجنة جديدة, كان أبرز رجالها ميسرز لوفل  وسكوت هوستن بالإضافة للفنان فرنسيس هوبكنسون, وهو من كان مسؤول عن تصميم العلم الأمريكي, وهذا بقي يراوح المكان لمدة عامين.
ولكن مع بداية عام 1782 اختارت ذات اللجنة خبراء آخرون أبرزهم ميدلتون, روتلدج و الياس باوينو بمساعدة من وليم بارتون الذي اعتبرخبيرا في علم أعلام النبلاء, و خلال فترة لم تتجاوز الأسبوع تم تقديم مشروعي تصميم الورقة النقدية الى مجلس الشيوخ و من ثم الى رئاسة المجلس الذي رفضها, وبالتالي قام شارلز شوماسون شخصيا باجراء بعض التعديلات ليأتي بتصميم رقم (3) من إيحاء ورقة النقد للخمسون دولار التي تواجد فيها هرم يحيط به عبارة (   DEO FAVENTE PERENNIS) أي المختارون من الله عبر الزمان  \ او لربما ذات المعنى لشعب الله المختار...  حيث قدمت اللجنة ذلك التصميم الى مجلس الشيوخ ليتم إقراره ... وهذا ما حصل فعلاً ...
ملاحظة , بعض المؤرخون يضعون فرانكلين, جيفرسون, هيوستن ووليم بارتن ضمن دائرة الإنتماء الى الحركة الماسونية, مع إقرار أن هؤلاء الأشخاص هم من استمروا بالعمل في التصميم الأول الذي أعدته اللجنة الأولى حيث يعتقد أنهم استخدموا رموز وشعارات ماسونية, و هذا مالا نعرف بالحقيقة المجردة.
لكن فحص ختم الولايات المتحدة نجد أن النسر الجامح (أصلع الرأس) يحيط شريط حول رأسه مكتوب عليه ما ذكر سابقا من عبارة أمة واحدة للعديد من الناس, و يغطي صدره وشاح أبيض و أحمر الشرائح, وعددها ثلاثة عشر كما هو في العلم الامريكي, يحمل في قدمه اليمنى (يسار الصورة) غصن زيتون ويتجه وجهه نحوها, و في القدم الأخرى يحمل ثلاثة عشر سهماً وعيناه تسترق البصر باتجاهها ... وفوق رأس النسر هناك ثلاثة عشر نجماً فضيـاً لامعاً يحيط بها حزام من غيوم بيضاء.
و في الدائرة اليسرى من الدولار (أي يمين الصورة) يتجلى الهرم و في قمته عين في مثلث صغير يعبر عن إنفصال القمة عن جسد الهرم ويحيط بذلك المثلث الصغير هالة ذهبية تعلوها كلمات تشير لمعنى أن الله بارك لهم هذه الأرض "العهدة" ... لربما عهدة تتعلق بشيئ أكبر من عهدتهم على القارة الأمريكية ... لربما العالم أجمع؟!!! و في قاعدة الهرم شعار , يعبر عن معنى قريب جداً من النظام العالمي الجديد وبالمعنى الحرفي "نظام جديد قد بدأ....".
أولاً بالنسبة لما كتب حول رأس الهرم (بارك الله عهدتنا) على القارئ الأخذ بعين الإعتبار الفعل والموضوع      بالمفهوم النحوي للغة... في عام 1892م لقد  اقترح أن الموضوع الغائب أخذ حيزه ليصبح الشعار في حيز الفعل و التنفيذ لتصبح العين الساهرة ... العين تعود الى الساهرة اي الى الله... و أخيراً لتأخذ آخر معنى لها أن الله فضل لنا العهدة ... أما بالنسبة لعبارة . العالم الجديد أو نظام العالم الجديد ... تعود الى شعر  روماني حيث كلمة          NOVUS))  تعني جديد, شاب, مبتدئ وكلمة (ORDO )  تعني نظام, سلسلة, هدف.
و كلمة   (  SECLORUM  ) تعني أجيال, قرون, والترجمة الإنخليزية الأرجح لها تشجع مفهوم النظام العالمي الجديد والذي يردده الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش بعد 11\9 ...
   بالنتيجة لكل ما ذكر فالأختام المستخدمة على الدولار التي أقرت عام 1782 و 1841 قد رفضت عام 1883 من قبل لجنة ترأسها البروفيسور إليوت نورثون في جامعة هارفارد حيث علق عليها قائلاً وبشكل قاطع إنه شعار عمل ... شعار ماسوني من الأخوة وفضلاً عن ذلك لم يكن ينظر الى الواقع حتى عام 1935 عندما بدأ المشروع على الدولار ...هناك من يدعي أن عدد الريش في الجناح الأيمن يساوي 32, وهو ذاته عدد الدرجات في المحفل الماسوني الأسكتلتدي.
و أن وجهة النسر نحو الزيتون قد تم تغيره في عام 1935 أيام رئاسة روزفلت حيث كان متجهاً نحو الأسهم.
أما الجناح الأيسر الذي يحوي على 33 ريشة يطابق عدد درجات المحفل الماسوني الأسكتلندي لمره الثانيه. بالنسبة إلى ذيل النسر وعددالريش به يساوي تسعة (9) فهو عدد يشابه درجات المحفل في فرع يورك. وعند الرابطة بين المحفل الأسكتلندي الموجود في فرنسا والمحفل الأمريكي في يورك نجد المقاربة حول فكرة الوحدة بين فرنسا والولايات المتحدة في الصراع من أجل الحرية...و المساواة و الأخوة...
إن عدد الريش النهائي فيها يساوي 65 (3+40+10+8+4) حيث تشير الى ((GUM YAHAD                                             و هي تعبير إستخدمته الماسونية في ادبياتها, أما الإكليل فوق رأس النسر فهي مقسمة الى 24 درجة متساوية, وهذه إشارة الى شعارية العمل في كل ساعة من ساعات اليوم.
أما ترتيب النجوم يمكن بسهولة إيصالها إلى مثلثات متقاطعة و هي إشارة واضحة إلى نجمة داوود السداسية (نجمة داوود) و هي حلم المعبد (هيكل سليمان) حتى اللون الأزرق السماوي والفضي والذهبي تمثل الشمس و القمر في السماء الصافية وهي تعبير عن الأضواء الثلاثة في قاعة المحفل الماسوني التي تم تعميمها من التجربة الفرنسية للمحفل هناك...
حتى ألوان الدرع على صدر النسر (أبيض - أحمر _ أزرق) هي شبيهة بالألوان ذاتها على القوس الملكي الماسوني العائد للملك سليمان تاريخياً ... العين الساهرة في قمة الهرم هي ذاتها منقوشة على مجوهرات السيد الأكبر للحركة ... غير ناسين أن المثلث المألوف لدى الماسونية يعود إلى رقم ثلاثة الذي تهتم به الحركة كثيراً في فلسفتها في أماكن ومواضيع فكرية متعددة ... حتى الهرم له جانب مضاء وآخر مظلم حيث يرمز إلى الجهل والمعرفة (الحقيقة).
إن تكرار رقم 13 بدءا من المستوطنات نهاية بعدد الأسهم, وهذا التكرار لتسع مرات يدفع بالتفكير جدياً بقبول التأثير الماسوني ...
عودة إلى ختم الولايات المتحدة (ختم البنك المركزي) أحد الأوجه يعود إلى صورة جورج واشنطن وهذا يعود بدءاً لتاريخ 1968 حيث توازن الموازين يظهر العدالة.
عزيزي القارئ هذا غيظ من فيض عليك التأمل المقاربة و الشك بحثا عن اليقين ... في النهاية الحقيقة نسبية و الحقيقة المجردة مطلقة... مما يستدعي البحث والتعلم وما بين الماضي و الحاضر يكمن المستقبل ... هذه المقالة ليست للتسلية انما هي للمسائلة الإنسانية والتاريخية للغرب الحديث وما حمل الى البشر من معالم ثقافية, صناعية, عسكرية وسياسية من وسائل التعمير و البناء أو التدمير و الفناء ...

صبري صفدي

No comments:

Post a Comment