Tuesday, February 8, 2011

دليل تربوي \ لاطفال ما قبل المدرسه\1

                                                                       ...
                                                              أطفال  الرياض
بين التنشئه وتقويم السلوك


المحتويات
1-     اهداء
2-     مقدمه
3-     ماذانعلم اطفالنا
4-     الابعاد الاساسيه لعملية النمو والتطور
5-     تمهيد نظري \ تاريخي
6-     ماهية رياض الاطفال
7-     مقدمه للرؤيا \ الفلسفه\ الاهداف
8-     خارطة الطريق لتربية الطفل في سن الرياض
9-     مشاكل سلوكيه عامه
10- ملحق خاص \ مراحل النمو والتطور لسن ما قبل المدرسه
11- السمات الشخصيه والمهنيه لمربية اطفال الرياض.
الى الغاليه هبه والى كل هبات الله في الارض
اهديها\ هم ...عبر مربيهم هذا الدليل  و هم في سن الرياض , املا ان يشكل  لهم و لمربيهم عنصر تحفيز... وماده صوريه تدخلهم لهذا العالم . اتمنى على المربي\ يه ان يقوم بتفسير ما لم يفسر وتحوير  كل ما هو غير محور باتجاه زرع بذور انسان ايجابي لذاته ولمجتمعه .

مقدمة:- الأطفال لا تنمو بدون الحب المستمر
مرحلة الطفوله المبكره ( سن الرياص ) هي اسرع و اخصب وأقصرفترة عمريه، التي في حال تم  استغلالها بشكل مناسب ، تمكن المربيه من غرس بذور سمات في شخصية الطفل تسلح النفس والعاطفه بمواصفات السلوك الاجتماعي الايجابي والموطنيه الصالحه  ، فالفرصه ذهبيه تربوياً والامكانيات فوق المتوقع لانجاز ذلك ، لأن الطفل ما زال في طور البراءه و السذاجه وهو مرن وغض ( قابل للتقويم ) ولديه قلب ابيض لم يلوث او يدنس بعد من عالم الكبار بمعنى أنه ( لم يتعلم مهارات الغاب بعد!!!).بالاضافه لكل ذلك هو كتاب لم ترسم سطورصفحاته بعد.
على المربين  ألا يأخذوا أطفالهم كشيء مضمون،  بل ليس الأطفال إنما كل ما هو موجود حولنا.. حتى الشجر يشعر بذلك ويموت إذا توقف حبنا له.. فما لنا بالبشر أرقى المخلوقات واسماها. لأن الوالدين يقومان باستمرار بتصحيح السلوك وإبداء النقد له باستخدام عبارة "هذا صحيح وهذا خطأ"، أو "افعل ذاك ولا تفعل ذلك" ، لذلك الطفل بحاجة ماسة دائما لتأكيد وتجديد الحب له من قبل الوالدين\  المربين والآخرين ممن هم حوله.. وإلا سوف يشعر أنه غير جيد بداخله.. يحتاج الطفل أن يدرك أنه حتى في حال عدم قبول كل شيء يفعله أنه دائماً مقبول ككائن حي بشري... حبوا اطفلكم سبعا ، وربوهم سبعا وصادقوهم سبع ... ( الرسول الكريم ).
اظهر حبك له من خلال إظهار اهتمام أصيل به و بنشاطاته/ دراسته/ لعبه وذلك  من خلال الاعتراف بالإنجازات والسمات النوعية الإيجابية لديه، و باستخدام الثناء.. فالثناء له حرارة تذيب حبات الجليد المتراكمة في داخله.. ويتم ذلك بإبداء الرغبة لعمل شيء له ، شيئ يحبه الطفل.. كمساعدته في واجباته أو اللعب معه أو تمضية وقت معه.. أو حتى ضمه إلى الصدر في لحظات تقسو فيها الحياة والظروف عليه.. تذكري عزيزتي المربيه مفعول الضم إلى الصدر التبادلي وما له من تأثير ايجابي على معنويات الطفل.
 تعتبر تربية الطفل على جذور الحقوق والمسؤوليات هي عنوان أولي للمواطنة الصالحة والفرد الاجتماعي الايجابي، فهو يتعلق بتعليم الطفل مهارات حل المشاكل والتفكير النقدي وبناء الإطار الأخلاقي والمعنوي في شخصية الطفل وبالتالي رفع الإحساس بالذات واحترامها من خلال تحسين القدرة على الثقة بالآخرين ومشاركتهم.
كما يتعلق بتقوية العزيمة وإطلاق القدرات دون إلغاء المسؤولية الذاتية والجماعية تجاه المجتمع، وهذا بدوره لن يكون إلا تأسيس لأجواء تشاركيه تجسد السلوك الديمقراطي بين الأفراد كما تلغي روح الأنانية، التمرد، التعصب بكافة أشكاله. الأمر الذي يساهم في بناء مستقبل أفضل لأطفالنا الذين يتمتعون برعايتنا ووصايتنا اليوم وتأهيلهم لقيادة وبناء عالمهم في الغد.
من هنا يتوجب على المربي/المربية الإجابة على السؤال الرئيسي في هذا المقترح:
ماذا نعلم أطفالنا؟
مهما طالت أو قصرت لائحة المسميات والعناوين تحت (ماذا نعلم) لن يستطيع أحد تجاوز العناوين الأساسية التالية:
1.            مهارات بناء الثقة.
2.            احترام حقوق الأطفال.
3.            تشجيع وتعزيز إطلاق القدرات لديهم.
4.            رعاية الشعور بالمسؤولية لدى الطفل.
5.            مهارات اللعب والعمل مع الآخرين من خلال مبدأ المشاركة واللعب العادل.

إن امتلاك المربي لنظرية واضحة في السلوك التربوي تمكنه من تحقيق أهدافه التربوية بمستوى أعلى من ذلك الذي افتقد لرؤية نظرية.
من هنا نرى أن:
·        التعليم المبكر هو شكل تطوري للطفل وهو متعدد الأبعاد ومتداخل في التأثير، تأثير  يعتبر بالضرورة تبادلي بين بعد ما والأبعاد الأخرى، لذا يتوجب النظر لهذه الأبعاد من خلال تحليل نقدي شمولي (جدلي) يربط الجزء بالكل والعام بالخاص كما يربط  بين الشكل والجوهر.
لتوضيح ذلك،
يجب أن نؤكد على أن التطور في الجانب النفسي مثلا يؤثر على الجانب الفسيولوجي، العاطفي، الاجتماعي ... الخ.
فعندما تتطور مهارات اللغة لدى  الطفل تتأثر قدرته في الانخراط بالاتصال الاجتماعي مع من حوله. لذلك قلنا تطور الأبعاد لا يمكن اعتباره تطور معزول بين هذا البعد وذاك... فالعملية الدينامكية للتفاعل بين جميع الجوانب (الأبعاد)  يجب أخذها بعين الاعتبار. وبناء عليه يتوجب علينا  عند تأسيس أي نشاط تعليمي تحديد معيار المحتوى للنشاط ومعيار الأداء وتحديد آلية تحقيق أهداف النشاط، حتى نتمكن بعد حين تقييم نواحي النمو والتطور للطفل في مرحلة ما من مراحل نموه وتطوره العام.

إذا ما سلمنا بصحة هذا الطرح النظري يتوجب علينا:
التأكيد والإيمان بأن:
  1. جميع الأطفال قادرون على تحقيق نتائج ايجابية في العملية التطورية.
  2. بناء على ذلك يجب علينا وضع توقعات عالية لهؤلاء الصغار، بغض النظر عن خلفياتهم وتجاربهم السابقة. " علينا فقط تذكر أن لكل طفل نسقه التطوري الخاص به ".
  3. كل طفل هو إنسان مميز( لا يوجد نسخ كربونية لدى البشر) ، له نمطه وطباعه الخاصة في اكتساب القدرات والمهارات التطورية وهذا يوجب علينا عدم مقارنته بأخيه التوأم أو بطفل آخر بنفس سنَه...الخ.
  4. بعض الأطفال من الممكن أن يظهر لديهم تأخر في التطور بهذا الجانب أو ذاك وربما بعض " الإعاقة " ، ممَا يوجب على المربيه  في الرياض ببذل جهد خاص وإضافي يهدف بتبني توقعات ونشاطات تساعد تلك الفئة من الأطفال بتحقيق المعيار المخصص لهم في الأداء تجاه النشاطات التعليمية.
  5. كل طفل يأتي الرياض يحمل معه تأثير بيئته المنزلية ( ثقافة لها ميزاتها مع الثقافة السائدة في الرياض )، لذا يكون لها تأثير واضح على نتائج مقاربة المربي للطفل.
  6. في كل بعد تطوري على الطفل إظهار عدد من المهارات، الكفاءات المتعلقة بذلك البعد المرحلي من فترة نموه، سواء مهارة حركية مهارة سلوكية أو تعبيرية أو لفظية ألخ..
  7. جميع الأطفال في ذات المرحلة العمرية ليس بالضرورة أن يحققوا مهارات المرحله في ذات الوقت ، فتحقيق المهارات يتفاوت من طفل إلى آخر وهو مرتبط بالتأكيد ببيئة الطفل والمربي مما يستدعي  الصبر والإدراك لهذا التفاوت من المربي و الأهل.

مثلا طفله عمرها 3-4 سنوات يتوقع منها أن تقف وتقفز على قدم واحده... فإذا لم تنجز ذلك لا يعتبر شيئا سلبياً ،  لربما بعض التشجيع والتدريب يمكنها  من انجاز هذه المهارة في صف البستان (مرحلة ما بعد الروضة) ، والذي بدوره يقودها بإنجاز مهارة أخرى أعلى من عمرها الزمني.
  1. المعرفة بالنمو والتطور: وجود المعرفة بملامح النمو والتطور لكل بعد من الأبعاد ولكل فئة عمرية يساعد المربيه على وضع توقعات الحد الأدنى لتلك الفئة العمرية. وهي ضرورية بهدف إغناء النشاطات التعليمية كما هو الحال إثراء وتطوير البرامج في الرياض. لذا على الطاقم في رياض الأطفال الاتفاق حول توقعاتهم لما يمكن للطفل أن يتعلمه ( مثلا رياض الأطفال للعد من 1- 10) ، ما يمكن أن يؤديه مثلا ( فك ازرار البنطال ورفع السحاب) ضمن سياق المرحلة العمرية للنمو والتطور.
الأبعاد الأساسية في عملية النمو والتطور:
  1. البعد الاجتماعي/العاطفي.
  2. البعد الإدراكي/ المعرفي
  3. البعد الفسيولوجي
  4. البعد الإبداعي
  5. البعد الحياتي( مهارات التأقلم/التكيف/التفاعل مع الآخرين)
لنأخذ على سبيل المثال :
    • البعد العاطفي/الاجتماعي يستند إلى مبدأ تنمية الذكاء العاطفي لدى الطفل من خلال النشاطات التي تعزز وتنمي:
1.      وعي الذات ايجابيا.
2.      الوثوق بالطاقم والأقران.
3.      المبادرة والاستقلالية.
4.      ضبط النفس وتحمل المسؤولية لسلوكه
5.      القدرة على التحمل والصبر (قبول الآخرين)
6.      التعبير عن الذات
7.      التعاطف والتفهم للآخرين
8.      القدرة على تنمية الخيال، فالذكاء العاطفي يدر بالخيال ويأتي بالواقع.
9.      تدريب الطفل على روابط الأسرة والمجتمع وتعريفه على تسلسل العائلات.
10.  تنمية حواس الطفل، إن مجرد توجه الطفل في الروضة للعب مع زميله فهذا دليل على نمو الرابط الاجتماعي عند الطفل.

تمهيد نظري- تاريخي
وجد مكارنيكو أن أساس التربية والتعليم تحدد معالمها قبل سن الخامسة وأن ما ينجز في هذه السنوات يشكل 90% من العملية التربوية برمتها,
وأكد بلوم أن 50% من ذكاء الفرد يحصل في هذه المرحلة, كما يؤكد جليرت دي لاندشير (1977) بعد 25 سنة من الدراسة والملاحظة الميدانية في البلاد النامية بأنه كلما شرعت مراكز للتعليم قبل الابتدائي مزودة بالمعلمين الاكفاء في العمل بالبلاد النامية فإنها تكون مراكز لتنمية المواهب, ودعا العديد من علماء النفس الى الاهتمام بهذه المرحلة لأنها تشهد تطورات عقلية ونفسية وخلقية وجسدية لذا سميت بسن العبقرية أو مرحلة الخصوبة (المرحلة الذهبية) ومن هنا تبرز حاجة بل حتمية دخول الطفل الروضة.‏
يعتبر فرويد بحق الأب الحقيقي والمؤسس لرياض الاطفال فقد وضع تصورا خاصا بالاصلاح التربوي ينطلق من مبدأ (النمو الطبيعي والمتناسق لقدرات الصغير وذلك من اجل سعادة الإنسانية وتقدمها, وأسس أول روضة للاطفال في ألمانيا عام 1840 سماها حديقة الاطفال ومنها شاعت التسمية في أنحاء العالم روضة الاطفال, وتأسست أول روضة في لندن عام 1909 وكانت تهدف الى الاهتمام بأبناء الفقراء واشباع حاجاتهم الصحية والنفسية والغذائية.‏
الروضة هي الفرصة الأولى التي تتاح للطفل كي يتعلم تعليماً منظماً وفق برنامج محدد ولكي يصبح هذا البرنامج بحق يجب أن يلبي حاجات الطفل ولهذا فإن اللعب واللعب وحده فقط يتيح امكانية استيعاب ما هو مطلوب وإنجاز برنامج التنشئة الاجتماعية بنجاح.‏
إن مستوى النمو النفسي ودرجة الجاهزية للتعلم المدرسي تبدو أعلى بكثير عند الأطفال الذين ارتادوا رياض الأطفال.‏
 ذكرت نيفلين محمد صلاح ناصر\ رسالة ماجستير
" أشار هيل (1988) في دراسة له أن وظيفة رياض الأطفال تتمثل بتهيئة الأطفال للالتحاق بالصفوف الابتدائية، وتلبية بعض المتطلبات النمائية للأطفال في الأعمار التي تتراوح ما بين (4-6) سنوات، والاسهام بتعديل الخبرات والسلوكيات التي استمدها الطفل من عائلته بطريقة غير رسمية، وتعتبر مرحلة رياض الأطفال من المراحل الهامة، حيث يستمد الفرد من خلالها الخبرات، وأهمها الخبرات المتعلقة بالقدرة العقلية واللغوية، ويطلق البعض على مرحلة رياض الأطفال "مرحلة السؤال" وذلك لكثرة أسئلة الأطفال في هذه المرحلة للاستزادة المعرفية فالطفل يحب معرفة الأشياء التي تثير انتباهه ويريد معرفة وفهم الخبرات التي يمر بها، حيث يكون حوالي 10%-15% من حديث الأطفال في هذه المرحلة عبارة عن أسئلة. (الطيب وآخرون،1981).

 والواقع أن هناك كثيراً من الخبرات التعليمية الخاصة لتنمية هذا الجانب في مرحلة رياض الأطفال مثل: القصة التي يمكن من خلالها تنمية مهارة الحديث، وتقمص الشخصيات، وإثارة الانفعالات، وتنمية المهارات اللغوية من خلال المناقشة، وأن تعلم الطفل لمصطلحات جديدة، والتعبير عن الصورة المقروءة والتي يمكن من خلالها تنمية مهارة التمييز عند الطفل ومعرفة الأسماء والألوان والاتجاهات. ويمكن القول بأن الخبرات اللغوية التي تقدم للطفل في مرحلة رياض الأطفال تهدف إلى إحداث التهيؤ للقراءة عن طريق إكساب الطفل أكبر قدر من الخبرات والتجارب، وتشجيعه على التعبير الشفوي، والتعبير عن نفسه بوضوح، وتوجيه الطفل إلى معرفة بعض الحروف وتمييزها والتعرف على بعض الكلمات ورسمها وقراءتها وبذلك يتحقق الاتجاه نحو القراءة.  وفي الرياض يستمتع الأطفال بمحاكاة من يحبون من الكبار، والطفل يحقق أهدافاً تربوية عن طريق التفاعل والتعاون والحب والثقة بينه وبين المشرفات، وتعمل رياض الأطفال على تنمية قدرة الطفل على الابتكار والاكتشاف لتمييز ألعابهم بالخيال الواسع والمحاكاة كما تعمل على تكوين بعض المفاهيم البسيطة. (ذياب،1981)
وتعتبر مرحلة  رياض الأطفال مرحلة هامة لعدة أسباب:
1-                             أنها أولى مراحل النمو المعرفي حسب تقسيم بياجيه لها، وبناء على ذلك تكون الأساس التي ترتكز عليه حياة الفرد. وهي فترة من الفترات الحساسة، أي أنها فترة المرونة والقابلية للتعلم، وتطور المهارات، فمرحلة الطفولة فترة النشاط الأكبر والنشاط العقلي الأكبر. وهي مرحلة الخبرات والانطباعات الأولى (ذياب،1981).
2-                             وتعتبر أهمية مرحلة رياض الأطفال كونها تلعب دوراً استراتيجياً في إمداد الطفل بتجارب عاطفية علاوة على التجارب العقلية. وإن فهم الطفل لما يدور من حوله وللعالم الذي يعيش فيه أثره الذي لا يفكر لتنمية قواه العقلية وتقويتها، فإذا فهم الطفل عالمه الذي يعيش فيه، وما يجري حوله انعكس عليه ذلك إيجابياً فشعر بالأمن والاطمئنان (أبو ميزر وعدس ، 1993).
3-                             و تتجلى أهمية رياض الأطفال كما أوردها (مروان 1989) بصلتها الوثيقة بالطفولة المبكرة التي تعتبر وبشهادة الباحثين السيكولوجيين والعلماء التربويين والاجتماعيين وأطباء الطفولة المتخصصين والفقهاء والمشرعين وقادة السياسة المفكرين مرحلة مهمة وحاسمة في حياة الإنسان لأنها مرحلة وضع الأساس القوي في بناء الشخصية حيث ترسم أبعاد النمو، وبناء أساسيات المفاهيم والمعارف والخبرات والميول والاتجاهات والنزعات وكثيراً ما يقولون " نحن ما عليه الآن إنما حصيلة الطفولة المبكرة " لأنها مرحلة تتفتح فيها معظم قوى وقدرات واستعدادات الطفل، لذلك فهي في حاجة ملحة وجادة إلى أجواء نفسية مطمئنة، ورعاية صحية كاملة وبيئة تربوية وساحة ألعاب وبرامج تعليمية مثيرة ومحفزة للطفل ومحركة لفضوله واستطلاعاته تنمى قدرته العملية والإدراكية . (قناوي، 1993)
لذلك تكمن أهمية هذه الدراسة في معرفة أهمية رياض الأطفال وأثر الألعاب التربوية على تنمية قدرات الطفل الحسية والحركية وذلك من خلال البحث التجريبي والذي يتضمن فحص الأطفال القبلي ومن ثم التدخل التدريبي على بعض الألعاب المؤثرة في تنمية قدراتهم وكذلك فحصهم بعد هذا التدخل لقياس أثره على الفئة المستهدفة ومدى الاستفادة من التجربة.
1.2 الخصائص المعرفية لأطفال مرحلة الطفولة المبكرة (ماقبل المدرسة)
تمتد هذه المرحلة من بداية السنة الثالثة إلى بداية السنة السادسة من عمر الطفل، ويطلق عليها من المسميات تبعاً لتعدد الأسس المعتمدة في تقسيم دورة حياة الانسان، فعرفت باسم مرحلة ما قبل المدرسة وفقاً للأساس التربوي، والطفولة المبكرة (Early childhood) تبعاً للأساس البيولوجي، وما قبل التمييز للأساس الشرعي. أما اعتماداً على الأساس المعرفي كما وصفـه بياجيـه (Piaget, 1951 ( فعرفت باسم مرحلة ما قبل العمليات (Pre-Operational) والتي تكون فيها قدرة الطفل على الإدراك والتفكير محدودة إلى حد ما، ومرحلة المبادرة في مقابل الشعور بالذنب وفقاً للأساس النفسي الاجتماعي  (إريكسون، Erickson) 1956 وتبعاً للأساس الجنسي عرفت باسم المرحلة القضيبية (فرويد، Freud) 1917 ومرحلة المصلحية والفردية`تبعاً لأساس الحكم الأخلاقي (كولبرغ، Kohlbereg) 1976 : عن (الريماوي، 1997).
هذا وقد تحدثت الكثير من النظريات عن خصائص هذه المرحلة فبياجيه على سبيل المثال: يعتبر هذه المرحلة مرحلة انتقالية غير مفهومة على نحو واضح، لأنها لا تتسم بمستوى ثابت واضح من حيث النمو المعرفي، على الرغم من تطور العديد من المظاهر المعرفية أثناءها، ويفتقر تفكير الطفل إلى المرونة، ويوصف بأنه ذو البعد الواحد، أي أنه ذو تفكير بسيط لا يستطيع تركيز انتباهه على أكثر من جانب واحد فقط على المهمة التي تقدم له. وتظهر له صور التفكير الرمزي البسيط، والصور الذهنية البسيطة. وأن مرد التسمية باسم مرحلة ما قبل العمليات إلى عدم قدرة الطفل على الدخول في عمليات ذهنية أساسية معينة، لعدم توفر المنطق اللازم لذلك. وأن مستوى المفاهيم التي يطورها جراء تمثيله الرمزي للبيئة، ونمو قدرته على التصور الذهني للأحداث والمواقف هي مفاهيم غير ناضجة أو محددة الملامح، أو مصبوغة بدرجة من التشوه، ويسميها بياجيه بمرحلة ما قبل المفاهيم. إذ لا يستطيع الطفل وفقها التمييز بين فئات أو أصناف من الفئات مثل معرفته لنوع السيارة لا يجعله يستطيع تمييزها عن غيرها من السيارات بخصائص محددة (قطامي،2000).
أما بالنسبة للمهارات المعرفية لطفل مرحلة ما قبل المدرسة فإنها تشمل: الاستراتيجيات المعرفية والعمليات المعرفية.
يقصد بالاستراتيجيات المعرفية الأشكال التي يتمثل بها الطفل العالم الخارجي من حوله، وهي أشبه ما تكون بلغة العقل في تعامله مع الأشياء، ويعتقد بياجيه أن طفل هذه المرحلة يصبح قادراً على استخدام استراتيجيتين جديدتين هما استراتيجية الرمز واستراتيجية المفهوم:
1-     استراتيجية الرمز: (Symbols Strategy):
ويقول بياجيه في استراتيجية الرمز: بأنها استراتيجية معرفية يستخدمها الطفل لتمثل العالم الخارجي تمثلاً عقلياً وذلك من خلال استخدام الرموز اللغوية. وتعتبر استراتيجية الرمز طريقة اعتباطية لتمثيل أحداث مرئية أو صفات الأشياء أو الأفعال أو خصائصها المميزة، فالكلمة رمز، وإيماءة الرأس رمز، وكذلك التكشير، والابتسام، وإشارات المرور ..الخ.
الطفل في مرحلة الرضاعة يتعلم الرمز، وفي مرحلة ما قبل المدرسة يتوقع أن يصبح قادراً على صنعه، فيعبر عن الموقف بمجموعة رموز لغوية تترابط وفقاً لقواعد معينة لتكون الجملة، وكذلك يستطيع صنع الرمز أثناء لعبه، فتصبح لعبة الكرسي رمزاً للسيارة والعصا رمزاً للحصان، واللعبة التي على شكل إبريق شاي يصب فيه ويتظاهر بالشرب ...الخ (الريماوي،1997).
استراتيجية المفهوم  (Concept Strategy):
المفهوم هو استقراء مجموع الصفات المشتركة بين أشكال أو خطط تصورية عامة أو بين صور ذهنية أو بين رموز وتصنيفها في فئة واحدة، فمفهوم الإنسان مثلاً هو مجموع الصفات التي يشترك فيها بنو البشر (Furth, 1970).
ويتوقع من الطفل ذي الخمس سنوات أن يحاول تكوين مفاهيم بسيطة من خلال تصنيف المفردات المحسوسة بناءً على خاصية مشتركة واحدة، إلا أن مفاهيمه تقتصر على الأشياء الواقعية، فهي تمثل معرفة الطفل عن هذه الأشياء، ومعرفته تعتبر محدودة بحيث تجعل المفاهيم التي يكونها الطفل شيئاً بعيداً عن الموضوعية، وحتى لو استطاع الطفل تكوين بعض المفاهيم في السنتين الرابعة والخامسة من عمره فهي على الأغلب مفاهيم لأشياء ملموسة، ولا يقوى على الاطلاق تكوين مفاهيم مجردة كالحرية والديمقراطية والحق..الخ بياجيه في الريماوي (189-190).
ومرحلة ما قبل المدرسة تنقسم إلى مرحلتين فرعيتين بناءً على نظرية بياجيه هما: أ- مرحلة ما قبل المفاهيم تغطي من عمر 2-4 سنوات ب- ومرحلة ما قبل العمليات تغطي من 4-7 سنوات وفقاً لهذا التقسيم يمكن القول أن الطفل في بداية هذه المرحلة غير قادر على تكوين المفاهيم بمعناها الكامل، فمفاهيمه قاصرة على تمثيل الواقع وهي تمثل فقط معرفة الطفل عن هذه الأشياء. فإذا كانت معرفته للكلب أن له شعر ناعم الملمس فقط فإن مفهوم الكلب لديه يتسع لكل حيوان له شعر ناعم أملس وكلما اتسعت دائرة معارفه كلما تقلص عدد الحيوانات التي يشملها مفهوم الكلب.
وعليه فإن مفاهيم الطفل في هذه المرحلة قاصرة من جهة، بمعنى أنها لا تستغرق الجنس فقط، فإنها تستغرق أجناساً أخرى، وهي ذاتية من جهة أخرى بمعنى أن تجربة الطفل العاطفية مع الكلب أو الشخص تدخل عنصراً في تكوين المفهوم، فإن كانت خبرة الطفل عن الكلب باعتباره حيواناً أليفاً ناعم الملمس اقترب منه وراح يلعق يديه ويداعبه، فإن مفهوم الكلب لديه حيوان أليف بينما لدى طفل آخر في سنه غير أليف ويثير الذعر.
يقول بياجيه أن الطفل في هذه المرحلة تفكيره يكون أقرب إلى السطحية لا يستطيع أن يرى الظواهر إذا تم التلاعب فيها مثل:
إذا أتينا بزجاجة شفافة ووضعنا بها سائل ما وطلبنا منه أن يحدد ما وضعية السائل إذا كانت الزجاجة في حالة وقوف أو انبطاح يمين ويسار أو رأس الزجاجة إلى أسفل فإنه لا يستطيع أن يميز أن السائل في وضعية ينساب مع و ضعية الزجاجة فهو يعتقد أن السائل إذا غيرنا وضعية الزجاجة يبقى محافظاً على شكل وضعه فيها.
أما بالنسبة لمفهوم المسافة لطفل مرحلة ما قبل العمليات فهو لا يستطيع تحديد المسافة إذا وضعنا دميتين بينهما حاجز أو قطعة قرميد، إحدى هاتين الدميتين وجهها نحو الحاجز والأخرى يمينها إلى الحاجز وإذا طلب منه تحديد أيهما أقرب إلى حاجز القرميد فإنه بالغالب سيشير إلى الدمية التي وجهها إلى قطعة القرميد معتقداً أنها تسير باتجاهه.
وكذلك الأمر بالنسبة لمفهوم الوزن فالطفل في هذه المرحلة لا يستطيع التمييز لو أتينا بقطعة كبيرة من الملتينة وشكلناها بشكل كرات كبيرة بشكلٍ متساوٍ ثم أخذنا إحدى هذه الكرات وقسمناها إلى أربع كرات صغيرة وسألناه هل وزن هذه الكرات الأربع تساوي وزن إحدى هذه الكرات الكبيرة ولماذا؟ نلاحظ أن الطفل يجيبنا لا. لأنه غير مدرك أن الحجم والوزن اختلفنا في الكمية والمقدار، ولكن مرحلة إدراك المفاهيم لديه تبدأ بالنمو في مرحلة ما قبل العمليات فهو يستطيع استيعابها إذا تم لفت انتباهه إليها. (Bybee& Sund, 1982).
ثانياً: العمليات المعرفية
·        الانتباه، الإدراك، التذكر، التفكير:
1-       الانتباه Attention :
الرضيع مثلاً ينتبه إلى علامة واحدة بارزة في وجه الأم يعرفها بها كتسريحة الشعر، لون العينيين، شكل الأنف..الخ. وهذا هو الشكل التصوري العام لوجه الأم. ثم تتكاثر التفاصيل فينتبه إلى أكثر من تفصيل واحد كالعين والأنف والفم معاً، وتتزايد هذه التفاصيل لوجه الأم مع زيادة عمر الطفل 4 تفاصيل في سن الرابعة و8 تفاصيل في سن الخامسة و12 تفصيلاً السنة السادسة حسب اختبار رسم الرجل( لجود أنف Good enough,). إضافة لانتباه الطفل لعدد أكبر من تفاصيل الجسم، يتوقع منه أن ينتبه لأوجه الشبه وأوجه الاختلاف بين مثيرين أو أكثر، بما سيمكنه في المستقبل من تصنيف المثيرات إلى فئات واستنباط المفاهيم والقواعد. (الريماوي،1997)
2-       الإدراك Perception: هو العملية التي تشير إلى استخلاص وتنظيم وتفسير البيانات التي تصلنا من كل من البيئة الخارجية والبيئة الداخلية عن طريق الحواس، ولكي يتمكن الطفل من الإدراك يقوم بأنشطة عقلية من
مثير انتباهإدراكترميزتخزيناسترجاعمعالجةحل مشكلة.
وبهذا يكون الإدراك الحسي هو العملية الثانية من سلسلة العمليات المعرفية، وإدراكات الطفل تتم وفقاً لمبادىء التجاور والإغلاق ويستخدم في العملية الإدراكية الوحدات المعرفية التي أشار إليها بياجيه من أشكال تصورية وصور ذهنية ورموز ومفاهيم. وهو قادر على التمثيل لما يمر به من خبرات مستخدماً في ذلك الوحدات المعرفية (الريماوي،1997)
3- التذكر Memorizing :
هي العملية التي تشير إلى اختزان واستدعاء المعلومات التي تصل عن طريق الإدراك. ففي السنة الثالثة من العمر يكون الطفل كثير النسيان وفي نهاية المرحلة يكون أكثر قدرة على التذكر وبالتالي يقل النسيان. ويتوقع من طفل ما قبل المدرسة أن يستخدم مهارتي الاسترجاع والتعرف في مجمل أنشتطه اليومية ولكن ليس شرطاً استخدام هاتين المهارتين في هذه المرحلة حيث أشارت بعض الدراسات مثل دراسة; ووترز وأندرسون(Water & Anderson )  أن الاستراتيجيات الأولية للذاكرة تكون محدودة وذات محتوى خاص، وغير ثابتة الاستعمال، مع النمو تصير أكثر عمومية وثباتاً وأن قدرة طفل هذه المرحلة على التذكر والبحث المنهجي عن المعلومات إن وجدت تكون استثناء وليست هي القاعدة لأطفال هذه المرحلة، وغالباً ما يركنون إلى الموقف وتوجيهات الكبار لأداء عملية التذكر.(الريماوي،1997)
4- التفكير: التفكير هو عملية معرفية مركبة تتضمن الاستدلال أي استخدام المعرفة في استنباط النتائج والتبصر أي تقييم الأفكار و الحلول من حيث الكيف والاستبصار أي اكتشاف علاقات جديدة بين عناصر الموقف الواقعي أو بين وحدتين أو أكثر من الوحدات المعرفية(الشكل التصوري العام، الصور الذهنية، الرموز..الخ). يعتقد بياجيه أن وصول الطفل في القدرة على التفكير وخاصة التفكير في تفسير الظواهر الطبيعية غالباً ما يكون ما بين سن السادسة والتاسعة، إلا أن العديد من الدراسات ربطت بين قدرة الطفل على التحليل ونوعية المشكلة المطروحة عليه لتفسيرها. فكلما كانت المشكلة مألوفة لديه كلما استطاع أن يقدم لها تفسيراً معقولاً، وعندما لا يعرف تفسير الظاهرة سرعان ما يقدم لها تفسيراً وهمياً غريباً. ولكن الخلاصة تكمن بأن الطفل لا يملك الفكرة المجردة التي تشكل السبب في حدوث الظاهرة.(الريماوي،1997)
5- الاستدلال: ويشير إلى اكتشاف علاقات جديدة بين وحدتين أو أكثر من المعرفة، كما تبين دراسات (Bryent & Trabasso, 1971,1974) أشارت إلى أن أطفال الأربع سنوات يمكنهم أن ينجحوا في الاستدلال إذا ما دربوا على تذكر خصائص الأشياء، وبعض الدراسات نفت ذلك، حيث بقي موضوع قدرة طفل ما قبل المدرسة على الاستدلال موضع شك في ذلك.  عن (أحمد والشربيني، 1998) "
* انتهى الاقتباس من رسالة نفلين ناصر \ رسالة ماجستير (2005-2006
ماهية رياض الأطفال!
في سؤالنا عدد من المربيين والوالدين عن رياض الأطفال  نجد لديهم وصف متنوع حول رياض الأطفال النموذجي،  لكن هناك شبه اتفاق حول الأسس المكونة لبرنامج رياض الأطفال الجيد.
  • يوسع آفاق الطفل (قدراته) على التعلم من وحول العالم (تنسيق المعلومات)، وحل المشاكل.
" لهذا يرفع من إحساسه حول قيمة الذات وثقته بنفسه وقدرته على الإندماج مع الآخرين، واهتمامه في اكتساب مهارات جديدة ( تحدي لاكتسابها )."

  • توفير مزيج من النشاطات ( بمبادرة المربي ) و( بمبادرة الطفل ).
" نشاطات تسمح للطفل العمل بمفرده كما يعمل ضمن مجموعة."
  • نشاطات المجموعات الكبيرة نسبيا تتطلب الحلول و الإصغاء بحدها الأدنى.
" اغلب الأنشطة تعتمد على مبدأ التعلم بالتجربة أو الخبرة  من خلال مجموعات صغيرة وفي حال تقدمهم يتم توسيع العدد في المجموعات وزيادة فترة وقت العمل".
  • زرع بذور الحب للكتابة ، القراءة، نشاطات تختلف باختلاف القصص  أو كتابات الأطفال أنفسهم.
  • فكرة المسرح والتمثيل، حيث يعتبر التمثيل والوقوف على خشبة المسرح هي بؤرة الخيال عند الطفل، مجرد الوقوف والتكلم بأي مشهد فهو خوض في مجال الإبداع اللفظي والحركي.
هيا بنا نقوم بجولة تخيلية حول صف في رياض الأطفال وماذا يمكن أن نلاحظ في أجواء الصف.
أول شيء نلاحظه " كل طفل يعمل بشيء مختلف" ، ربما يفاجئنا ذلك، لكن الأطفال يلعبون بفرح ويعملون بمجموعات صغيرة بدرجة عالية من الاستقلال في زوايا التعليم المختلفة .
  •  (4-5 أطفال يستخدمون الليجو لبناء قصرهم في زاوية الليجو).
  • في زاوية الدراما (التمثيل) مجموعة صغيرة تقوم بدور طاقم مطعم يأخذون الطلبات، يحاسبون الزبائن، شيف المطبخ، مدير المطعم... الخ.
  • زاوية الكتاب: أطفال يستخدمون كتب المكتبة.
  • أطفال آخرين بجانبهم يكتبون، يرسمون في زاوية الكتابة.
  • زاوية المختبر: طاولة الماء أطفال يختبرون الأجسام المختلفة ليقوموا بتصنيف الأجسام الطافية عن غير الطافية. المربي يحرك المجموعات بالأسئلة وتلقي الأجوبة والتعلم يستمر تبادليا.
  • زاوية الآداب: المربي يجتمع مع الطلبة ليشاركهم حول ماذا تعلموا في الروضة، يقرأ لهم قصة ويمارس تذوق الأدب.
ملاحظة مهمة:- الأطفال هناك يحتاجون بتفعيل أنفسهم ضمن متطلبات البرنامج بل على العكس على البرنامج  أن يلبي رغبات واحتياجات الأطفال ويقابل قدراتهم بهدف دعم عملية النمو والتطور لديهم، تحديدا تجاه تنمية مهارات التفكير النقدي، الإبداعي : الملاحظة، التوقع، التجربة، التجزئة، المقاربة والمقارنة.

ماذا لوكان!!!
 برنامج رياض الأطفال اقل من نموذجي؟
ربما تكون خيارات الوالدين قليلة تجاه أي روضة أطفال يختارون لطفلهم، لكن اغلب الأهالي مهتمين برياض أطفال نوعي.
لذا، على الأهل منح المربي و إدارة الرياض قليلا من الوقت خلال العام حتى يتم ملاحظة الفرق لدى طفلهم.
رأيت أن البرنامج يتغير بين الشتاء والربيع: هناك اغلب البرامج تنطلق ببطء وذلك بهدف الشعور التدريجي بالثقة بالنفس والإحساس بالأمان وبعد تحقيق ذلك تنطلق عجلة التعلم باستخدام اللعب  ، فاللعب كبداية هو محور تأمين الإحساس بالارتياح للطفل لتقبل وجود صف ومجموعة كبيرة متنوعة من الأطفال معه.
يعتبر تواصل الأهل مع المربي حول الأهداف المتوقعة للفترة القادمة لطفلك وكذلك إبداء توقعاتك كأب أو كأم أمر مهم، لذا علينا إبقاء الحوار مستمرا مع الأهل، علينا تزويدهم بالمعلومات وتلقي منهم معلومات حول الطفل وبيئته.
من المهم أن يسمع الأهل تفسيرنا حول الأسباب التي نبني عليها نشاطاتنا، برامجنا، تقديمنا، هذا يساعد في خلق جو ايجابي مع الأهل وتعاوني، تبادلي في حمل المسؤولية تجاه الطفل.
ما هو الأفضل للطفل وجود مربي واحد أو وجود أكثر من شخص يتعامل معه؟
" يجب أن يتواصل فريق المربيين إلى إجماع حول هذا الموضوع "
  • قائمة المهارات المكتسبة لطفل رياض الأطفال.
  • على الأهل المربين فحص قائمة المهارات المكتسبة لدى الطفل بمعدل مره كل شهر على الأقل لفحص المهارات الجديدة المكتسبة والمهارات الممكن اكتسابها بالمرحلة القادمة.
"يتغير الأطفال بسرعة في هذه المرحلة العمرية ما لا يستطيع الطفل عمله هذا الأسبوع يستطيع إنجازه في الأسابيع القليلة القادمة، وفترة شهر في النمو مثلاً نجد فيها فروقات ملحوظة على النمو في كافة النواحي.
1.      الاستماع للقصص بدون مقاطعه.
2.      التعرف على السجع والتناغم في الكلمات وتذوقها .
3.      ينتبه لفترة قصيرة من المهارات التي يؤديها الكبار.
4.      يظهر استيعاب للفترات المختلفة من اليوم (صباح ، ظهر ، عصر)
5.      استخدام المقص.
6.      يلاحظ الأشكال الأساسية ( مربع، مثلث، دائرة، مستطيل)
7.      يبدأ في مشاركة الآخرين.
8.      يشرع في إتباع القواعد والأنظمة.
9.      يتمكن من إدارة احتياجاته في الحمام.
10.  يزرر القميص، البنطال، يرفع السحاب.
11.  يظهر نوع من السيطرة الذاتية.
12.  ينفصل عن الأهل بدون انزعاج.
13.  يتحدث بمستوى مفهوم.
14.  يتكلم بجمل كاملة مكونه من 5-6 كلمات.
15.  ينظر إلى الصور ويسرد قصص.
16.  يميز الكلمات المتناغمة.
17.  يحدد بدايات الكلمات.
18.  يميز بعض الإشارات (إشارة قف).
19.  يحدد بعض أحرف الأبجدية.
20.  يصنف الأجسام المتشابه، الألوان، الأحجام، الأشكال.
21.  يتعرف على المجموعات المكونة من 2،3،4،5 أشياء.
22.  يستطيع العد من 1-10.
23.  يرمي الكرة.
24.   يقف على رجل واحده ، ويحجل قليلا.
25.  يقفز بالهواء
* من المهم بمكان ان تقوم المربيه وادارة الرياض بتزويد الاهل بتقرير شفهي ، او كتابي حول تقدم التطفل في الرياض بشكل دوري.

اذا تمكن الطفل من انجاز اغلب هذه المهارات ويكون على الأقل عمره 4 سنوات فانه يكون مستعدا لدخول صف البستان.
ماذا يرغب المربي أن يرى بالطفل؟
يبدو بصحة جيده، ناضج، قادر، ومتشوق للتعلم...
حتى نقرر إذا ما كان الطفل مستعدا لدخول المرحلة الابتدائية( صف أول) علينا النظر لمناحي التطور التالية:
1.      مهارات أدبية: قراءه، كتابة أوليه.
2.      مهارات اجتماعية: درجة الاستقلال، درجة المسؤولية، درجة التعاون مع الآخرين ودرجة قدرات مهارات العمل المتعلقة بالفئة العمرية له.
3.      مهارات لفظية:القدرة على التعريف بنفسه (اسمه واسم عائلته وعدد أفراد أسرته والتعريف بأصدقائه).

المهارات الأساسية التي تمكن الطفل من الانتظام الناضج في الصف
1.      إتباع التوجيهات.
2.      حسن السلوك بدون مراقبه.
3.      تنظيف نفسه والعناية بنظافته الشخصية.
4.      الحالة المعنوية للطفل. " اغلب الأطفال ينظرون بايجابيه لأنفسهم" القدرة على التركيز مدة عشر دقائق إلى ربع ساعة زمنية   عند البدء بإعطاء الدرس.
5.      علاقة الأقران، يتفاعل معظم الأطفال جيدا مع الأطفال الآخرين، قليل منهم يواجهون صعوبة في التفاعل مع الأقران في الصف أو الملعب.
* يتوجب على الوالدين وباستمرار تذكر... أنهم المعلم الأول للطفل، ورغم تعلمه الكثير من المهارات في الرياض فانه يكتسب الكثير من الوالدين فهو يكتسب كيف يتعاون، كيف يتبع التوجيهات ويحافظ على نظافته، هذه الأشياء الناضجة تمكنه من دخول رياض الأطفال.
ملخص:
أولا: المساعدة تبدأ من البيت، فالطفل يعيش عدة مشاعر (متناقضة) قبل دخوله الرياض، يعيش "الفرح، الفخر، الإثارة لشعوره انه يكبر وينمو، الخوف ، الحزن لتركه البيت لذلك علينا تحضير طفلنا للسيطرة على تلك المشاعر المتنوعة والمتناقضة.
من اجل تحضير الطفل لعمليه الانتقال من الروضة إلى البستان علينا
               أن نبدأ مبكرا منطلقين من خلق البيئة المحبة التي أوجدناها للطفل في البيت.
"من المهم أن يدرك الطفل أن والديه يحبانه كثيراً". من المهم أن يشعر الطفل أن والديه يحبانه بدون شروط، أن يشعروا بالأمن والأمان في بيئة دافئة وصحية، وأن هذا الحب لا يتناقض مع وضع القوانين الحياتية والقوانين التي تعيش عليها الأسرة في البيت وخارج البيت، وخلق برنامج قابل للاستيعاب والتوقع من قبل الطفل من ضمن ذلك على سبيل المثال موعد النوم، موعد الاستيقاظ.
·        تناول وجبة العشاء كأسرة أمر مهم جدا.
·        تحديد مواعيد تنظيف الأسنان.
·        موعد الحمام.
·        موعد الدخول للسرير.
وبهذه المواعيد والقوانين الأسرية يتعلم الطفل ما هو مطلوب وما هو متوقع منهم.

ثانيا: التكلم معهم، الحديث معهم حول رؤيتك للبستان وأسلوبك في طرح الموضوع لهما تأثير كبير على قدرة طفلك في التعامل مع هذه المرحلة الانتقالية.
لذا على الوالدين التفكير بأن مرحلة العبور ( الانتقال) هي فرصه لطفلك لينمو ويتطور. تقول نورما ريتشارد ( من المهم مساعدة الطفل في التكيف مع الصعوبات التي سوف يواجهها تجاه الإحساس بالفقدان والانفصال(.
لذا من غير المحبب اخذ موقف الانتظار من الوالدين حتى تظهر الصعوبات أو المشاكل وبعدها يتم التعامل معها، بل على العكس يجب التحدث والتحضير حول المرحلة الانتقالية ومصاعبها وعلى الوالدين الإجابة على جميع الأسئلة التي يطرحها الطفل. فالطفل لديه مخاوف من " ماذا سيحدث بعد؟ وهذا يعود لنقص الخبرة في ذلك.
هنا يأتي دور الوالدين في السماع للأطفال بكل جوارحهم "الإصغاء" لذا فانه من غير المقبول أن يكتفي الوالدين بقول " كل شيء سيسير بشكل حسن"،
" لا داعي للقلق" بل يجب على الوالدين تلبية اهتمامات الطفل في الموضوع، فهو غير معقول توقع الموضوعية والواقعية من الطفل.
على سبيل المثال
يمكن أن نبدأ بطرح الموضوع بالقول:  كيف كانت رحلتنا لزيارة الرياض والمدرسة؟
في الروضة هل زرتم حديقة الحيوانات؟؟... كيف كانت الرحلة؟؟
أن  تفكر... وتقول هل  المربية ستقوم بأخذكم إلى أماكن أخرى لزيارتها؟
إذا شعرت أو توقعت أن طفلك حزين، عليك القول مثلاً: أحياناً يكونوا الأطفال حزينين عندما يتركوا الروضة ويرتفعوا إلى صف البستان! عندها نلاحظ مشاعر هؤلاء الأطفال؟
أخيرا، خلق عادة وقت العودة للمدرسة أسلوب آخر مهم يساعد الطفل في العبور من الروضة إلى البستان بسهولة أكثر، (من منا لا يتذكر الفرح  الذي غمرنا عندما اشترينا ملابس المدرسة الموحدة. حذاء جديد، حقيبة جديدة الخ. لذا علينا تضخيم الحدث لنجعل منه يوم إثارة وفرح للطفل. كما أن عمل زيارة لصف البستان والتعرف على المعلمة أو المربية كل هذه الأمور تجعل من العبور امرأ سلسا وبداية محفزة لدخول التجربة وخوض المرحلة الأولى للحياة المدرسية.

** مقدمة للرؤيا، الفلسفة، والأهداف:
من منطلق الحرص على أطفالنا " شباب وشابات المستقبل" ، نرى أن المربيين في رياض الأطفال ملزمون بوضع تصور نظري لهم حول دورهم في التنشئة والتعليم، وهذا الأمر غير ممكن إذا فقد أو تدنى لدى المربي الإحساس بالانتماء للطفل، إذا كان المربي عاجزاً عن رؤية أزماته الشخصية الناتجة عن مراحل نموه وتطوره أثناء الطفولة... في هذا الحال هو مربي غير قادر على قيادة التنشئة السليمة لهؤلاء الأطفال فهو مربي طمس الطفولة في داخله ولن يستطيع تجسيد نموذج ايجابي لمن حوله من الأطفال.
لذا يتوجب على كل فرد منا إجراء جرد حساب مع الذات وتقييم مفاهيمه، وسلوكياته، مواقفه المتعلقة بأسس وأبعاد العملية التربوية، فمن كان منا عصبويا، فئويا، عنصريا، أو كان منغلقا على ذاته، ناكرا لمشاعره وأحاسيسه لن يكون مربياً ناجحاً، لن يصَدر لأطفالنا إلا أزماته النفسية و ألاجتماعيه والعاطفية. وبالتالي سيزرع في أطفالنا بذور لا نرغب ولا نتمنى أن نرى أطفالنا يكبرون تحت تأثيراتها.
ينمو ويتطور أطفالنا من خلال اللعب بأشكاله المختلفة ومن ضمن ذلك، اللعب التخيلي الذي يبني أشكالاً ومجسمات وأفكار تجعل من الطفل مبدعاً يرسم ويخطط ويقلد ويحكي ويمثل من خلال تطور هذا اللعب الإيهامي في مخيلته، فالأطفال يتعلمون بالتقليد (تحديدا تقليد الكبار من حولهم).
أطفالنا قادرون على الاستمتاع بالتعلم من خلال اللهو، اللعب، الفضول والاستكشاف وتحديدا يتعلمون  من خلال خوض التجربة،  لذا يتوجب على المربية تأمين ظروف بيئيه تمنح الفرص و تشجع المبادرة والحركة التي تسهل للطفل الاستفادة من فرص التعلم التنوعي. فالموسيقى، الرقص، الغناء، التمثيل (لعب الدراما)، التعبير، التواصل هي أنماط نشاط تفتح الباب واسعا أمام التعلم لكن كل ذلك لن يصبح ممكنا إذا لم يتمكن الطفل من اكتساب مهارة التعبير عن المشاعر والأحاسيس وإذا لم نسلحه بجرأة التساؤل وطرح الأسئلة.
فالعملية التعليمية تعطي ثماراً غنية وفيرة إذا ما استندت إلى مبدأ التعلّم التعاوني، التبادلي والتعلم بالمشاركة.  ومن خلال تنوع الإثارة الحسية البصرية \ السمعية كأنماط تعلم لدى الطفل، خاصة إذا تم مراعاة وتقدير النمط التعلمي لدى الطفل وخيارات التفضيل في أنماط التعلم.
يأتي الأطفال إلى الرياض وهم يحملون ثروة من المعلومات، المهارات، القيم، المعتقدات التي تم اكتسابها من خلال تجاربهم في البيت من الأخوة، الأخوات، أولاد الأقارب، الجيران و الأهل بشكل عام.
    • يجب الحذر من أن نعتقد ونفكر فيما يعرف أو لا يعرف الطفل ( المحاولة الجادة لدخول عالم الطفل تتم  من خلال انتعال حذاءه).
فالمطلوب التعرف عليه من خلال فتح الباب له ليعبِّر عما بداخله... إن الطفل إذا ما شعر بالأمان ومنح الفرص الكافية للتعبير عن نفسه ورغباته، لسوف يذهل من حوله فيما يتعلق ما يستطيع أن يفعله.
    • التعاون والتفاعل مع الأسرة أمر في غاية الأهمية لإطلاق قدرات الطفل الكامنة.
    • التفاعل مع المحيط ومشاركته المسؤولية يعتبر أمرا ضرورياً وملح لكل رياض الأطفال عليه التعرف والتفاعل مع المحيط المشكل للأطفال المنتسبين إليه).
    • عقد لقاءات بين أولياء الأمور والمربين وإجراء عصف ذهني يهدف إلى التوصل لخلاصات تكوَن منطلقات مشتركة للتعامل مع الأطفال ومع الصعوبات التي تواجههم.
    • إن فلسفة ورؤية رسالة وأهداف الرياض تحدد كيفية تناول ماهيات الاختلاف وتحدد الأنشطة التي تعزز ذلك  ضمن الثقافة السائدة في البيئة المجاورة لها. كما تحدد نماذج ملموسة بأساليب مختلفة لصور التعايش والاجتماعي.
    • من اجل تعزيز روح التخطيط لدى الأطفال تقوم الرياض ببناء نشاطات تشجع المشاركة في اتخاذ القرار وفي التخطيط والتنفيذ مثل وضع برنامج أسبوعي لنشاطات تعليمية في الروضة وإعلام الطفل بها اليوم سنعمل كذا وغداً سنعمل كذا وبعد غد سنعمل شيء آخر حسب مفاهيم الأطفال وهكذا.
    • تعزيز التفاعل بين الأطفال من خلال خلق بيئة وأجواء آمنه ومشجعه للتفاعل.
    • على الرياض زرع بذور حب الاستكشاف والتجربة لإطلاق روح المحاولة في تحقيق الذات، فالأطفال ليسوا بمقلدين فقط، بل سريعوا التعلم ممن هم حولهم.
    •   المربيه تعشق التعلم لذا من الضروري إبراز الفرق بين تعلم القراءة والكتابة وبين تعلم كيف تتعلم ومن اجل تعلم كيف تتعلم علينا غرس بذور حب التعلم لدى الطفل.
    • إن تكرار النشاطات المختلفة يشكل رافعة التعلم وممارسة بذور الاستيعاب والتبني للمفاهيم، المعلومات وبناء السلوك لذا يتوجب على الرياض وضع أهداف واضحة تصلح لأن تكون معيار لتقييم النشاطات وتحديد مخرجاته.
    • عندما نؤمن أن الطفل له نسقه الخاص في التعلم والنمو والتطور نجد أنفسنا مجبرين على خلق فرص تساعد الطفل اكتساب ما نرغب إكسابه من معلومات ،مفاهيم، قيم، سلوكيات...الخ.
    • إن أفضل معيار لقياس الأشياء التي وددنا الطفل تعلمها بدءً من المعلومة وانتهاء بالمهارة والسلوك يتجلي عندما يقوم الطفل بالتعبير الجسدي، اللفظي أو السلوكي للأشياء التي تبناها خلال الأنشطة التعليمية.
    • على كل مربي أن يقدم جوابا لسؤال "ما هي الصلاحيات والقدره التي يسمح بها للأطفال في عملية اتخاذ القرار" . هذا السؤال والإجابة عليه تضع المربيه أمام فحص ذاتها من ناحية المفاهيم والمعتقدات والسلوكيات المتعلقة بتكوينها الاجتماعي.
    • اللعب يجب وبالضرورة أن يكون هادفا لتحقيق مفاهيم محددة،  فهي تكمن في تحوير النشاط ليحمل مفاهيم أصيله في التربية بدون المس بالمفاهيم المنوي تعلمها، مثال: (عندما نعلم الطفل أن كل إنسان له عينان اثنتان فهو مفهوم حسابي.. لكن تحويره بأننا لكل واحد منا لون عيون مختلف عن الآخر فهو مفهوم التنوع والاختلاف).
    • مدخل المواطنة الصالحة والإنسان الاجتماعي الايجابي لتعليم أطفالنا هذا العنوان السلوكي الكبير: على المربي أن يؤسس نشاطات ترفيهية مشوقة لتعرف  الطفل على عالمه وبيئته ومن ثم يعمل على إطلاق أشكال التفاعل مع تلك البيئة.
    • فمثلا تعويد الطفل على الالتزام باتباع الدور ، أو المشاركة بالعمل التعاوني والعمل التطوعي وذلك من خلال نشاطات تساهم بالحفاظ على نظافة المكان
 ( الصف، الملعب، المدرسة)، كل هذه النشاطات وغيرها تكرس السلوك وتؤسس للموقف كجزء من المعتقد الشخصي لدي الطفل لاحقاً. من جهة ثانيه نستطيع دعم ما سبق من خلال إتباع لوائح النظام ومن خلال روتين النشاط الذي يحتوي بين ثناياه توزيع المهام ومشاركة المهام. كلها أمور تساعد على توفير البنية المناسبة لتنمية روح الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع وهذا بدوره يؤدي إلى ممارسة ايجابية لعضوية اجتماعية منتمية في سنوات قادمة.
الطفوله ليست إلاّ شقاوه ... حلاوه ... مرح ... استكشاف ...فضول ... لعب

فلسفة النمو و التطور
الطفل هو المعلم و هو الباني للبالغ " الراشد"، لو سالت نفسك من منحنى القوة/الذكاء/المعرفة التي املكها ألان؟ ،انه الطفل الذي ولدت عليه، بعض الناس تموت آباءهم/أمهاتهم ولا يرونهم لكنه الطفل الذي ولدت عليه هو من صنع ما أنا عليه اليوم.وهذه هي أعظم حقيقة طبيعية.
وعليه يمكن القول إن الطفل هو والد الرجال، هذا لا يعني في أي حال من الأحوال عدم احترام ومحبة الإنسان لوالديه، بل يتوجب الشعور بالاطمئنان والحب تجاه الطفل أيضا.
في حال  عدم اعتبار الطفل نتاج البالغ  ، بل على العكس نعتبره منتج للبالغ المستقبلي  ،هكذا تصبح الحياه حلقة من خلالها يأخذ الطفل والبالغ اماكنهما في العمليه التطوريه وبناء عليه يصبح  ضروريا إدراك ومعرفة أطراف اللعبة وأهمية كل جزء بالمفهوم النسبي.
الطفل لا يفعل شيء غير النمو... من هو الذي يجعل الطفل ينمو؟ يجب أن يكون هناك قوة تمكن الطفل من بناء نفسه.
الطبيعة لها خططها لكل المخلوقات الحية.الإنسان في أحيان كثيرة يسلك مسارات تعاكس وتخالف المسار الطبيعي وذلك نتيجة جهل وكسل وأحيانا نتيجة غروره بالنتيجة يحصل على نتائج عكسية وأعراض جانبية ولو بعد حين.
عظماء المعلمين وكثير من المثقفين تقدموا بفلسفات حول التعليم متجاهلين قوانين الطبيعة بالتالي فإنهم  يصدرون مشاكل في الجهاز التعليمي، ملل في وسط الأطفال، تعب الاسره والمدرسه وبالتالي يصبح هؤلاء ضحايا عدم القدرة على تطوير قدراتهم وتحقيق الفرح بحياتهم.
علينا تجنب التعاطي مع الأطفال بقسوة، علينا تجنب غمر الطفل باللطف الزائد، علينا إتباع مسار الطبيعة في عملية النمو والتطور وذلك من خلال  تفهم قوانينها.
هذه القوانين تنطبق على الإنسان والحيوان كما  هي على النبات والأطفال بشكل مؤكد.
لدراسة قوانين التطور في الطبيعة نورد المثال التالي:كيف تفقس البيضة صوصاَ بعد احتضان أمه للبيضة لمدة 21 يوما، وكيف تعنى الأم بأطفالها وكيف يتعلمون بالتقليد أساليب الحياة.
سمات تطور الطفل
حياة المخلوقات لها جانبان:
أولا:الجانب الفسيولوجي.
ثانيا:الجانب النفسي/الذهني.
من بداية الحياة و منذ الساعة الأولى، منذ اليوم الأول هناك دلائل على وجود الجانب النفسي للحياة هناك دلائل على عمل العقل.
بالتالي يمكننا القول أن جانب الحياة النفسية للطفل لا يأتي فجأة بل لربما يكون هناك جانب نفسي حتى ما قبل الولادة.
بعد الولادة يدخل الطفل فترات مختلفة من التطور الفسيولوجي والنفسي هناك توازي بين الجانبيين خلال كل فترة تطورية.
الفترة الأولى:من تطور الطفل تمتد من لحظة الولادة حتى يتم استبدال أسنان الحليب لديه بمعنى من بداية الساعة الاولى حتى 6 سنوات.
الفترة الثانية:تنتهي بتطور مرحلة المراهقة 12_13 سنة.
الفترة الثالثة:تمتد من سن 18 سنة ،انه سن نمو وبروز طواحين الحكمة وهذا بدوره يعني أن المخلوق قد بلغ النضج الفسيولوجي .
هنا علينا التأكيد أن البشر أفراد مميزين لكل واحد منا نسقه ونمطه وسرعته الخاصة في نموه وتطوره لكن هناك معدل ضمن هامش واسع يمكننا تقدير المرحلة من خلال علامات القدرة الجسدية والذهنية لتلك المرحلة.
على سبيل المثال هناك طفل يكمل استبدال أسنانه الحليب في سن 6 سنوات بينما هناك أخوه التوأم يحتاج بضعة أشهر أخرى لعمل ذلك وهذا ينطبق على أضراس الحكمة.
ترتيب البيئة:
ترتيب وتحضير البيئة تلعب دور مهم في نمو وتطور الطفل، إنها مهمة لسد احتياجات الطفل اللازمة لتشكيل شخصيته. الطفل يمنح المكان والأثاث الذي يناسبه (الحجم) ،الطفل يقوم بنشاطات بالاعتماد على من حوله من الكبار ، هنا في الرياض "بيت الطفل" لديه الفرصة لتطبيق كل ما اكتسبه سابقا من خلال المراقبة وكذلك يثبت ويقوي وعيه نحو مزيد من التطور.
من اجل أن يكتشف شخصيته وأنماط تطوره فأنه يحتاج إلى الحرية في التعبير وحرية التطور الاجتماعي تجاه تطوره المستمر، لان الحرية تتكون بمنح الطفل فرصة العيش وبناء حياته حسب قوانينه الداخلية واحتياجات التطور لديه التي  تختلف من طفل الى اخر.
·        حرية الحركة:- الطفل يكتسب الخبرة من خلال الحركة والنشاط لان الحركة والنشاط هما أداءات طبيعية للطفولة.
الطفل يغزو ويكتشف بيئته من خلال الحركة ومن خلال تلك "الحركة المستمرة" يطور جسده ونفسيته.
*حرية الخيار:- من خلال حرية الخيار يختار الطفل نشاطاً موجها ًمن خلال دوافعه الداخلية التي تتعلق باحتياجاته الداخلية. وبذلك يشبع ذاته وبناء عليه يصبح الدافع الذاتي أساس عملية التعلم لديه.
*حرية الإعادة والتكرار:
الطفل يحتاج إلى حرية تكرار النشاطات المتنوعة حتى يعمل تجاه تطوره، التكرار ظاهرة طبيعية، هناك رغبة لا تقاوم تدفع الطفل لتكرار نشاطاته في حال توفر الظروف المناسبة لتطوره. انه من خلال هذا التكرار يتعلم إتقان حركته. يكرر الطفل النشاط حتى يتم إشباع احتياج داخلي لديه. انه من خلال هذا التكرار يتولد لديه القدره على التركيز.
*حرية التعبير:
حرية أساسية للطفل للتعبير عن مشاعره وأفكاره وخاصة لأنه في مرحلة يقوى ويثبت قدرته اللغوية "الحديث" ، حيث  يتوجب منح الطفل فرص التعبير عن نفسه مع أقرأنه والتفاعل معهم من أجل إطلاق نشاطات مشتركه.
*حرية التخالط والتجانس الاجتماعي:
يمنح الأطفال فرص العمل على تأسيس علاقاتهم واحد مع الأخر، إنهم يحبون حل مشاكلهم بأنفسهم، عندما يتدخل الكبار وفي احيان كثيره فإنهم يسببون أذى اكبر لهم، الطفل تلقائيا يطور الرغبة في مساعدة الآخرين إنها روح التعاون أكثر من سمة المنافسة مع الآخرين. إن الطفل يطور إحساس الاحترام للآخرين وان عملهم في البيئة ليس لإزعاج الآخرين عندما ينشغلون بالنشاطات . كل هذه السمات تتطور تلقائيا من خلال الحرية التي تمنح لهم في نجاحاتهم. الحرية تمنح للأطفال من اجل تطور شخصياتهم بدون معوقات تجاه التطور الذاتي، تمنح لهم حتى يصبحون معتمدين على الذات واكتساب الثقة بالنفس، هذه الحرية لها حدود وعلى الأطفال العمل ضمن هذه الحدود.  من غير مسموح عمل ما يرغبون فقط بل عليهم الالتزام بقوانين الحياة، يجد الطفل بيئته المنزلية مناسبة وكافيه مباشرة بعد الولادة عندما يتعود على بيته وهكذا تتوسع احتياجاته حتى يتمكن من الاندماج ليصبح فردا في مجتمع ولد به.
عند بلوغ الطفل عامه الثاني فانه يمارس احتياج مختلف عما كان عند الولادة حيث يكون قد اكتسب ثروة كبيرة من التجارب لان هذا الوقت  هو الوقت المناسب لاستثمار ثروته، عليه امتلاك هذه الثروة وإضافة الأشياء عليها  حسب ترتيب معين. هناك بعض السمات البشرية التي يتوجب تطويرها وتقويته بعض المعرفة الإنسانية التي يتوجب تعلمها. البيت والأسرة يعنيان السكن للكبار "البيت" وهو غير كافي لإشباع احتياجات الطفل.
الطفل يجب أن تتوفر له بيئة غنية حيث يجد كل احتياجاته الطارئة حتى ينمو كانسان في المسار الفسيولوجي والنفسي بحيث يشمل النمو ببعديه التوسعي والمكثف .
هذه البيئة هي البيئة الثالثة...الاولى هي البيت والثانية المجتمع الذي ولد به والثالثة صممت خصيصا ورتبت له ولنشاطاته التطورية ،إنها مهمة الكبار بالتحضير لهذه البيئة، يجب أن تبنى حسب احتياجات الطفل بين سن 2_6 سنوات وهو ما يسمى بيت الطفل حسب  "ماريا منتسوري".
1.      مجال العمل:يتوجب وجود رؤيا لعمل الطفل.
نعني بذلك وجود و توفر حيز كافي لكل طفل لأداء نشاطاته. المساحة المناطقية كافية لتحرك الطفل بحرية وان يختار مكانه للعمل في أي نشاط يختاره. يتوجب توفير حيز كاف يعكس العروض الجماعية والنشاطات للأطفال عندما يقوم كل طفل بالمشاركة. كما يجب أن توفر البيئة حيز العمل الخاص الذي يحتاج انجازه محددات معينة.
مثال على ما أقول زاوية الكتاب تحتاج نوع من العزل لتوفر الهدوء.
زاوية الموسيقى تحتاج إلى حيز يمنع تداخل أصوات أخرى مثل حركة السيارات أو ورشات العمل بالقرب من المكان.... الخ.
زاوية المختبر تحتاج لمعدات خاصة تراعي السلامة.
البيت يجب أن يتوفر به ديكور/ألوان/أدوات استخدام تساعد الأفراد الاستقلال بالإضافة الى حركة مضبوطة نسبيا.
البيئة المحضرة تكون مقسمة بشكل عريض إلى مناطق داخلية، مناطق خارجية، باب دخول، باب خروج.
المناطق الداخلية"خزائن"أدوات تساعد تطور الجانب الذهني- المعرفي "الذكاء مع الجانب الحركي في جو هادئ".
بينما الحيز الخارجي يمنح مساحة كافية لممارسة النشاط الحركي الفسيولوجي كما تكون بها أداوت وديكورات تجذب الأطفال وتساعدهم على تفهم جمال الطبيعة تثير ذكاءهم بعينات من النباتات،الحيوان،الطيور"تطور الذكاء البيئي". البيئة الخارجية لتصبح مكان للتعلم، كما توفر مدخل لنشاطات داخلية "كوخ فوق شجرة"  يعتبر مكان مناسب للقراءة ،للاسترخاء ، انه رائع أن يتم الدمج بين البيئة الداخلية والبيئة الخارجية.
2.      الأدوات: مواد و معدات
علينا تزويد الطفل بالمواد والأدوات اللازمة والمناسبة للعمل المنوي أداءه بحيث تراعي فرص العمل المستقل وتكون مرتبة بما يتناسب مع مدى الوصول ومدى الرؤيا لدى الطفل.
يجب أن يكون مكان خاص لكل أداة/ مادة حتى يتعلم الطفل إعادة الشيء إلى المكان الطبيعي وهذا يوفر إحساس بالأمان، إحساس بالتأقلم مع المكان وعليه يتم  تعزيز الشعور بالأهمية، لان لعب دور صيانة وترتيب المواد والأدوات هو شيء حيوي جدا لمتابعة عملية تمتين وتصليب المهارات المكتسبة أثناء عملية النمو والتطور.
3.      الصيانة:البيئة التي يتم ترتيبها يتوجب صيانتها لتكون في حال جهوزية بشكل دائم. النظافة و الترتيب تحتاجان عناية دائمة، علينا الحفاظ على الأدوات بحالة جذابة صالحة وكاملة الأجزاء ،عندما يكون عندنا أدوات في حيز واحد "صندوق عدة" علينا مراعاة وضع كل شيء في المكان المخصص له.
مثلا بناء برج من عشر مكعبات " تحجز العشر مكعبات في صندوق".
الصيانة تكون بعد النشاط أو يومية، أخر النهار أو حتى أسبوعية تشمل كل المكان.
مثال:الأقلام تحتاج رعاية وانتباه دائم،الحمامات المغاسل عناية  يوميه. ان وجود 20_30 طفل في بيت الطفل (الصف) وحركتهم الدائمة فيه تمكن و تخلق جو من الأخذ والعطاء وهي الارضية الحقيقية للبناء المجتمعي المبني على الاستقلالية والتفاعلية مع الكون.
4.      الإدارة:على مسؤولة الصف "بيت الطفل" بكونه امتداد لبيت الطفل الأصلي توفير بيئة صفية مشحونة بالحب والعطاء والانتماء، كما أن الحرية هي مسؤولية كبيرة توجب على المعلمة خلقها باعتبارها الرابط بين الطفل والبيئة. إنها تخلق كيمياء تفاعلية نتاجها علاقات حميمية ملئها الإحساس بالجماعة. حيث نجسد شعار  "نستقبلهم بالترحيب ونودعهم بشغف وامل تجدد اللقاء" .
المعلمة تجد اللحظة المناسبة وطريقة أداء لأي نشاط تطويري للأطفال، لكن الهدف المباشر والغير مباشر ينجز فقط عندما يكرر الطفل  النشاطات بتلقائية الاهتمام بعد الاختيار الذهني حتى يصل مرحلة الانغماس الكامل.
عندما يشعر الطفل بنجاحه يصبح محفزا تجاه المزيد من التعلم/التجربة/النمو والتطور ، مجرد نجاح الاداء في أي نشاط يعتبر بحد ذاته مكافئة له.
أسلوب المنتسوري يراهن على أن الاستقلالية عند الطفل في حياته وتعلمه، حتى تنجز عملية التعلم علينا أن لا نشعر الطفل بثقل رؤية اليد التي تساعده. فالمساعدة أفضل عندما تكون غير مباشرة في معظم الأحيان.
بالخلاصة تحضير البيئة بشكل ناجح توفر الكثير من النشاطات المتنوعة للأطفال بهدف العمل، الملاحظة، التعلم، اللعب وحتى عمل لاشيء بالتحديد. الأطفال الطبيعيون يعرفون بالضبط ماذا يريدون وماذا يحتاجون لمتابعة تطورهم ويختارون المواد والنشاط الذي يتجاوب مع مستوى تطورهم ويفعلون ذلك باستقلالية. وفي حال ملاحظتنا غياب القدرة المستقلة بمعرفة ما يريد وما يحتاج، يتوجب علينا تحجيم مساحة حرية الاختيار بالنشاط ... "مرة أنا اختار ومرة اخرى أنت تختار" وهكذا يتبادل لديه الجهد في الخيار والراحة من الخيار.
هنا يختار الطفل نشاط يثق بنجاح أدائه وبالتالي يحصل بالنتيجة على الشعور بالثقة والسلام. وتختار المعلمة نشاط للطفل تمكنه من الوصول إلى مدى قدراته بدون المبالغة في قدراته.
وهذا يمكن الطفل الاعتماد على برنامج التدريب ومتابعة تطبيق القواعد والتعلم بخطوات صغيرة.
من خلال هذه العملية التفاعلية تتكون العلاقة بين الطفل والمعلمة ويقاد الطفل نحو مزيد من الاستقلالية.
3.اكتشاف الطفل:
حتى نكتشف الطفل علينا المراقبة والملاحظة لنشاط الطفل دون تدخل من أي احد، وحتى عندما نلاحظ سلوك غير اعتيادي علينا عدم التصديق له من أول مرة بل يتوجب التصديق به في حال تكرار السلوك.
علينا دراسة الظروف التي يؤدي بها الطفل النشاط ودون تدخل من احد حتى نتيقن أن السلوك لدى الطفل هو سلوك حقيقي.
بناء عليه يعتبر الصف "بيت الطفل" السرير الذي ولد به حيث يتعلم  بدون أن يكون هناك حوافز تعليمية.
بالخلاصة حكاية ماري منتسوري  مع الأطفال المشردين والبيئة المجتمعية " في احد بيوت الاطفال المخصصه للمشردين ،فكرت الدكتوره ماريا منتسوري باجراء  تجربه بحثيه حول مقارنة القدرات الذهنيه بين   اطفال طبيعيون اصغر سنا مع  اطفال غير طبيعيون اكبر منهم سنا ....اثناء هذه التجربه شيئا ما حدث كشف عن شيئ لم يكن معروفا او متوقع من قبل، شيئ يتعلق بنفسية الطفل واحتياجات الطفل ( لقد منح الاطفال ادوات ومواد تعليميه حتى يتم استخدامها لبعض الوقت ) ، لوحظ خلال النشاط ان الاطفال يرغبون الاستمرار بالنشاط رغم انتهاء الوقت المحدد لهم وقد كان  لتكرار هذا السلوك عدة مرات اثرا ،دفع الدكتوره بالاعتقاد ان الاطفال احبوا عمل نشاط بنائي ناسب مرحلتهم التطوريه ، بناء عليه فتحت لهم باب الاستمرار به بقدر ما يرغبون ... بعد فترة وجدت ان الاطفال عملوا باهتمام كبير وكرروا النشاطات حسب رغبتهم الى ان وصلوا الى حاله متقدمه من التركيز. بالمحصله لوحظ  ان الاطفال كانوا يستخدمون الادوات ولا يرجعونها الى اماكن حفظها ، لكن في مرحلة ما من  تلك الفتره التي مورس بها النشاط لوحظ ان الاطفال قد اعادت الادوات الى اماكنها المخصصه دون ان يطلب منهم احد باعادتها او ترتيبها ، بل كان هذا العمل نتاج لاحساسهم بضرورة واهمية وجود نظام ما ...وفي الاحد الايام حيث كان المساعدون غائبون عن المكان فتح الاولاد الخزائن لوحدهم واخذوا ما يحتاجون للعمل وعند عودة المساعدين وجدوهم غارقين بنشاطات هم اختاروها وبناء عليه استنتجت الدكتوره ماريا " ان الاطفال قادرون على اختيار النشاطات التي تناسب قدراتهم".
لذلك نود التاكيد على التالي ... عندما يتجاّذب ويتجاوب شيء مع احتياج داخلي ويتقابل مع رغبة داخلية فان شمعة الاهتمام تضيء لدي الطفل... عندما تجد شمعة الاهتمام ظروف مناسبة للعمل فان التكرار التلقائي يصبح النتيجة.... وعندما يمارس هذا التكرار التلقائي للنشاط باهتمام فان النتيجة الطبيعية تكون التركيز.
 لكن التركيز ليس نهاية النتاج التعليمي بل هو البداية.  إن أي تعلم حقيقي  يحدث فقط بالتركيز، فالأطفال يستطيعون العمل المركز عندما يجدون الظروف المناسبة.
5.      الصمت ،الاستقلال، الحرية:-
 في المدارس التقليدية يعتقد دائما أن الهدوء "الصمت" يتم الحصول عليه من خلال إعطاء الأوامر "التهديد"!!.
الصمت يعني إيقاف الإزعاج و توقف التفاعل بمعنى سيادة الفوضى وعدم النظام.
الصمت هو حالة السلوك لدى الأطفال التي تمكن المعلمة بتنفيذ الخطة الصفية "الدرس" ، الصمت لا يعني عدم الحركة \ إيقاف الحياة بالمعنى الميكانيكي إنما هو الرغبة والإدارة التي تعزل الروح عن المشتتات الخارجية. لهذا إصدار الأوامر لا يمكن له أن يفعل ذلك بمعنى "اتحاد الرغبة والإدارة لأكثر من 20 طفل"، بل هو الصمت الناتج عن عمل جماعي وَحد الرغبة والإدارة لخلق هذه اللحظة المميزة من خلال سلوكهم الموجه نحو تحقيق رغبة داخلية.
حتى نعلم الأطفال الصمت على المعلمة إدخالهم في عدة تمارين لممارسة الصمت الذي يضيف لقدراتهم الملحوظة لضبط أنفسهم .
المعلمة تجذب انتباه الأطفال تجاه ذاتها الصامتة بينما هم يراقبون صمت المعلمة و هي واقفة/جالسة بدون حراك، حتى أن حركة أصبع منها تعتبر مصدر مشتت للصمت. المعلمة تتنفس لدرجة تكاد تسمع أو تلاحظ، كل شيء يجب أن يكون بالمعلمة صامت. هذا العمل ليس سهلا لكن في اللحظة التي يفهم الأطفال، تقوم المعلمة بنداء طفل والطلب منه بتمثيل دور الصامت وما أن يقوم الطفل بتحريك احد رجليه ليكون بوضع راحة، حتى تصبح الحركه  بحد ذاتها ضجيج. يحرك الطفل يده  لتصبح مصدر احتكاك مع الكرسي فيتولد صوت إزعاج جديد، صوت أنفاس الطفل ليست هادئة تماما كما هو الحال لدى المعلمة.
 خلال التمرين تتحدث المعلمة قليلا وبصوت ناعم بينما يبقى الأطفال مصغين وناظرين لها.
كثير منهم يصبح مهتم بحقيقة انهم لم يكونوا بالسابق ملاحظين كثرة المشتتات التي تصدر منهم ومن حولهم والتي  لم يلاحظوها بالسابق وان هناك مستويات مختلفة من الصمت.
هناك صمت مطلق حيث لا يوجد أي شيء يتحرك وهنا يحاول جميع الاطفال عمل وتقليد صمت المعلمة ،ينتبه الاطفال لكل حركة حتى الصغائر منها التي تصدر منهم ومن حولهم وهذه هي بداية تشكيل رغبتهم في التزام حالة الصمت الناتجة.
وهكذا تبدو الحياة انها تختفي تدريجيا وان الغرفة تصبح خالية وكانه لا يوجد بها احد. وبعد بدء الاطفال بسماع صوت ساعة الحائط تَِك... تك... حيثما يعلو الصوت ٌكلما إقتربنا من حالة الصمت المطلق.
من جدار خارج الصف والذي يبدو صامتا في هذه اللحظة، تبدأ أصوات محتلفة بالوصول اليهم صوت زقزقة عصافير او طفل ماشي بالخارج ،الاطفال ينبهرون بهذا الصمت وبهذا الغزو الذي حققوه.
انظروا المعلمة تقول:"كل شيء الان هادئ وكأننا لسنا موجودين" عندما يصل الأطفال درجة من الهدوء تقوم المعلمة باسدال الستار وتقول لهم والان اسمعوا الذي يناديكم بالاسم.
ومن غرفة مجاورة خلف الأطفال خلال الباب المفتوح  تهمس كما انها تنادي احدا عبر الوادي، وكان هذا الصوت الخافت يصل أذان الاطفال وينادي ارواحهم.
كل واحد ينادى على اسمه يقف بصمت محاولا عدم تحريك كرسيه ويمشي على رؤوس اصابعه حتى لا يسمع.
لكن مساره يمكن أن يلاحظ عبر الصمت المطلق الذي لم يخرق بسبب استمرار تجميد الحركة من قبل الآخرين ويصل الطفل الباب بوجه سعيد/ فرح ويحدث قفزات في الغرفة المجاورة محاولا كبت انفجار ضحكاته. مناداة اسمه يعتبر تفضيل هبه(هدية) بالرغم ان كل  واحد منهم يعلم انه لسوف يتم مناداته.
البدء بالطفل الأهدأ بالغرفة وهكذا كل واحد يحاول التزام الصمت حتى يستحق استدعاءه.
بالخلاصة عند تكرار اللعبة لسوف تكتشف المعلمة كيف يقوم طفل عمره 3 سنوات بالصمت والبقاء بدون حركة بطوع إرادته ورغبته وحبه للعملية.
درس الصمت:
قصة إحضار الطفل الرضيع بالكوفلية وصمته "هدوئه" المطلق أمام الأطفال وكيف أصبح الرضيع معلما للأطفال لبدء الهدوء والصمت.
 5.قابلية السلوك:
من لحظةالولاده- 6 سنوات هي مرحلة مهمة في حياة الإنسان. جذور تكوين  وبناء الشخصية تكمن هنا. يجب عدم إعتبار أي  طفل تحت مسمى سيئ أو شرير، بل  من الممكن القول عنه أنه شقي لانه بالواقع  يعيش خارج فكرتنا الأخلاقية.
الطفل لديه إحساس بالصواب والخطأ لكن في المرحلة الثانية من 6_12 سنة يبدأ الطفل إدراك الصواب والخطأ، ليس فقط تجاه أفعاله بل تجاه أفعال الآخرين. مشاكل الخطأ والصواب هي سمات عمرية لهذا السن حيث يبدأ الإطار الأخلاقي بالتشكيل وهذا ما يقوده إلى الحس الاجتماعي.
 في الفترة الثالثة 13_18 ، حب الوطن يبدأ بالتشُُكل، يبدأ بتشكيل الشعور بالانتماء إلى مجموعة اجتماعيه والاهتمام بشرف المجموعة.
الطفل الذي تعرض لأذى ومعاناة العنف، أو الذي واجه مشاكل في سن صفر- 6 سنوات من المحتمل أن يتشكل لديه انحراف في الشخصية. العقبات التي واجهها الطفل أو الحرية التي تمتع بها تقرر طبيعة تطوره.
منذ وقت التلقيحإمتدادا الىالحمل، الولادة، وما بعد الولادة  إذا ما تم التعاطي مع الطفل بعلمية، فانه ما أن يبلغ الثالثة من العمر حتى يشكل نموذجا جميلا لطفل مميز. طبعا لا يمكن الوصول لمستوى المثالية وذلك بسبب الظروف الغير ممكن إيجادها بشكل متكامل ومثالي، وكثير من المعوقات تكون قد دخلت على خط حياته.
 في سن الثالثة يبدأ الأطفال إظهار ملامح شخصيتهم والتميز عن بعضهم البعض حيث يكون الاختلاف والتميز يتناسب مع كثافة تجاربهم التي ساهمت في ملامحهم وكذلك في الفترة العمرية التي تعرضوا لها.
نواقص الطفولة التي تكتسب بعد الولادة من خلال صفر حتى 3 سنوات يتم تصحيحها وتنقيتها بين سن 3-6 سنوات حيث تنشغل الطبيعة في استكمال العديد من القوى المتشكلة لدى الطفل.
في هذه المرحلة يتدخل:
1.      أية أمراض وراثية عانى منها الوالدين.
2.      سن الوالدين عند ولادة الطفل؟
3.      حياة الأم أثناء الحمل،هل تعرضت لأذى/أمراض/إصابة.
4.      هل كانت الولادة طبيعية؟ والطفل بصحة جيدة؟، أو هل كانت فترة تعيق جانب من حركة النمو والتطور؟.
5.      أسئلة أخرى مهم طرحها، هل كانت هناك نزاع بين الوالدين؟، هل تعرض الطفل للخوف أو الصدمات؟.
غالبا جميع أطفال 3 سنوات يعانون بشكل آو بأخر من نوع  ما من النمو الغير طبيعي، لكنه قابل للتصحيح في معظم الاحيان.
بعض الانحرافات الملاحظة:
*انحراف الأطفال الأشداء:" هم الاطفال المقاومين والذين يتجاوزون العقبات التي تواجههم".
*انحراف الأطفال الضعفاء" هم الاطفال  الذين يغرقون في أوضاع غير محبذة.
عيوب الأشداء: هم أطفال يصعب توقع سلوكهم ولديهم قابلية للعنف و نوبات من الغضب،عدائيه،تمرد"الغريزة الهدامة". التملكية سمة شائعة لديهم والتي تقودهم  إلى الأنانية والحسد وإلى عدم استقرار التوجه والهدف . هم غير قادرين على التركيز والانتباه  ويجدون صعوبة في  التوافق" التأزر العضلي عصبي" لليدين لذلك  "يسقطون الأشياء" . لديهم ارتباك ذهني وسعة خيال، هم أطفال كثيروا الصراخ وكثيروا الإزعاج.
يزعجون ويضايقون الآخرين، غير عطوفين اتجاه الأطفال الضعفاء والحيوانات. على طاولة الطعام كثيرا ما  يظهرون الجشع.
عيوب الضعفاء:
هم أطفال سلبيون بالطبيعة وعيوبهم سلبية كسولين/خاملين/ يبكون من اجل ما يريدون ويحاولون جعل الآخرين ينتظرونهم يتمنون باستمرار أن يسليهم ويداعبهم احد ما، وهم بسهولة  يدخلون الى حالة الملل. يجدون كل شيء مخيف ويلتصقون بالكبار من حولهم. أحيانا كثيرة لا يقولون الحقيقة "دفاع سلبي" أو سرقة أشياء "تعويض نفسي" يحدث أن تظهر لديهم عيوب جسدية ذات أصول نفسية مثلا "رفض الأكل" فقدان الشهية سوء الهضم، الخوف من الظلمة،مشاكل في الكبد وفقر الدم.
العديد من الأطفال خاصة الأقوياء لا يصدرون الشعور بانهم سعداء في البيت.أباءهم يحاولون التخلص منهم و يرغبون بتركهم لمن يربيهم"الجدة،المربية في البيت" أو إرسالهم إلى المدرسة\ الحضانة، بمعنى ادق يصبحون أيتام و والديهم أحياء.
هم مرضى لكنهم يعيشون في جسد صحي وهذا يؤدي إلى سلوك منحرف حتمي.
الوالدين يستغربان ويتساءلان ماذا يفعلون بهم؟، البعض يبحث عن مساعدة ونصيحة، والبعض يحاول حل المشكلة لوحدهم، أحيانا يقررون إتباع القسوة معتقدين إن ذلك يحل المشكلة وعلى الاغلب  يستخدمون كل الوسائل الصراخ/الصفع/حرمان الأكل ....الخ لكن الطفل يصبح أسوء وأكثر مشاغبة او يتبنى الأسلوب والعيوب المتبعة من الوالدين. الإقناع اللطيف يتم إتباعه بعد ذلك "ليش جعلت أمك حزينة!!؟"... بعد ذلك يتوقف الوالدين عن القلق والانزعاج.
الأطفال السلبيون والانعزاليون نادرا ما يجلبون كل هذا الانتباه سلوكهم ليس مشكلة، الأم تعتقد أن الطفل جيد مطيع لا يفعل شيء خاطئ، التصاقه بها تعتبره تعبير عن العاطفة "يحبها كثيرا"، بحيث لا .يذهب الى السرير بدونها . لكن بعد فترة تلاحظ أن نشاطه وحديثه عكسي "هو غير واثق بنفسه" صحته جيدة لكنه حساس ، كل شي يخيفه حتى انه غير مهتم بالأكل والطعام، هو إنسان روحي هكذا تصفه لا يأكل إلا إذا قصصت عليه قصه سيكون ملك الشعراء في المستقبل.  ولكنها بالنهاية تعي انه مريض.
كل هذه المشاكل قابلة للحل إذا تفهمنا حلقات النمو والتطور حيث يعزى كل قصور(عيب) بالشخصية نتيجة لفهم خاطئ لحاجات االطفل في سنواته الأولى.
1.      الطفل الُمهمل خلال صفر- 3 سنوات،  الذي عانى من قلة أو فقدان التعرض البيئى" خوض التجربه" أو نقص الحرية بالحركة فان عقولهم تكون  فارغة بسبب غياب فرصة بناء المحتوى. هذا الدماغ الجائع هو أساس المسببات الشيطانية.
2.      سبب أخر نقص النشاطات التلقائية الموجه من خلال المحفزات الخلاقة. هؤلاء الأطفال الغير مسموح لهم لمس شيء غير ألعابهم تحت طائلة  الخوف من تخريب الأشياء، يفقدون اهتمامهم التلقائي في الأشياء من حولهم. فهم لن يتعلموا كيف يعالجون الأشياء كيف يستخدمون الأشياء، قليل منهم يجدون الظروف الضرورية لاستكمال التطور الطبيعي. بالأغلب يتركون هؤلاء الأطفال لوحدهم مع القليل ليعملونه، والكثير من النوم، ويكبرون ويجدون أنفسهم أن غيرهم يفعل الأشياء لهم وبهذا يكونوا قد منعوا من حمل دوائر نشاطاتهم. والنتيجة هي السلبية والانعزال. المخاوف الغير مبررة تملا هذه المرحلة.
مدرسة ماريا منتسوري هي بشكل رئيسي من أوجدت الأجواء التي تدفع باتجاه اختفاء تلك العيوب حيث توفر بيئة يستطيع الاطفال التحرك والتفاعل معها بحرية فهم محاطون بأشياء ثير الاهتمام و يستطيعون التنقل بين اهتمام وأخر ومن تركيز إلى أخر، وعندما يصل الأطفال هذه المرحلة التي يتمكنون من خلالها تركيز عقولهم على شيء حقيقي وذو اهتمام لديهم  فان عيوبهم تختفي.
التمارين الحرة لقواهم تغذي عقولهم وما هو فوضى في العقول يصبح منظم ومرتب، والسلبية تصبح ايجابية ونشطه، والمشاغبة تصبح مساعده في الصف.
كيف تساعد أطفالنا ليصبحوا مسؤولين؟
امتحان صغير أعط خمس علامات على أشياء تفعل مع الطفل وصفر على أشياء لا تفعل أو أي رقم بينها حسب قناعتك بالسلوك...   0             1            2      3        4        5
·        أنا أعطي طفلي مخصصات منتظمة                
·        لطفلي عمل له يؤديه حول البيت           
·        أنا لست دائم الانتقاذ لطفلي عندما يوجد لديه مشاكل
·        لدينا عادة وروتين لمساعدة كل واحد ينهي واجباته
·        أنا لا أنجز مهمات طفلي المدرسية.
إذا كان مجموع النقاط 20 أنت تربي طفلا مسؤولاً، 15-20 مسؤولين بدرجة متوسطة، تحت الخمس عشر عليك إعطاءه مسؤولية أكبر.

كيف نمكن أطفالنا قبول واحترام ذاتهم و احترام الآخرين؟

نستطيع مساعدة أطفالنا اكتساب الاحترام لذاتهم وكذلك للآخرين من خلال مساعدتهم بتطوير المهارات التالية:
1.      انعكاس الذات: قبل أن يتمكن الطفل قبول أوجه ذاته عليه أولا إدراك بعض السمات لديه.
انعكاس الذات تعتبر مهارة معقده علينا اعتبارها وسيلة للتعلم حول الذات من خلال تقديم ذلك كمثل يحتذى به بواسطة سرد قصص متنوعة ولإيراد مثل حول ذلك، عندما يتصرف طفل بطريقة غير فاعلة ولا يعرف لماذا تصرف هكذا، علينا تشجيعه من خلال التفكير التأملي أو الأحداث التي قادته لذلك التصرف (السلوك).
2.      تحديد المشاعر: التصرف مطلقا يقاد مع المشاعر ومن خلالها بالإضافة لتنشيط انعكاس الذات، التدريب يساعد أطفال الرياض تحديد وتسمية المشاعر. فهي تمكنهم من استخدام الكلمات التي يحتاجون للتعبير من خلالها عن مشاعرهم، بالتحديد تجسيد نماذج تزكي مفهوم أن المشاعر جزء من الحياة، في بعض الأحيان علينا السماح للطفل بالشعور السلبي فهو يعتبر ضرورة وخطوة أولى تجاه إدارة المشاعر السلبية.
3.      التكيف مع المشاعر: الأطفال المدركين لمشاعرهم، قادرين على التفكير حول طرق فاعلة لإدارتها، لأن تقليد إدارة المشاعر المختلفة يؤدي حتما لوضعها تحت السيطرة، لذا علينا إفهام الطفل قبول الأوجه الصعبة للشخص وللموقف.
4.      تعليمهم قبول رأي الأخر وتقبل الآخر: على الأطفال تقبل أن الآخرين لهم رؤيتهم ووجهة نظرهم المختلفة نوعا ما عن رؤية وجهة نظر ذلك الطفل. تعتبر نوعاً ما مهمة صعبة للطفل: معظم الأطفال في سن  الرياض يرون العالم من خلال منظارهم الضيق للأمور، لذلك تعليمهم أننا مختلفون ونرى الأشياء بصورة مختلفة أمر في غاية الأهمية. ( لكن إذا بسطنا الأمور وقدمنا محاسن رؤيتنا على مساوئ رؤية الطفل سيفهم الطفل حينها مفهوم اختلاف وجهات النظر).

·        تثمين الفرد: الأطفال الصغار الذين شرعوا مجددا في تعلم كيف يشكلون فرد بين أقران ( مجموعة)، يصبحون غير مرنين برغباتهم و بالنظر للأمور والتصرف بشكل يشابه إقرانهم، لذا على المربين التأكيد وبأكثر من أسلوب على أننا في هذا العالم مجموعات تتشابه وتختلف ولكن لكل فرد يوجد شيء يجعله فريد ومميز بالشكل، بالجوهر، وحتى بالاهتمامات. وهذا بدوره يشجع الأطفال ( تثمين الفرد وكذلك المجموعة).

2. التعاطي مع النزاعات (التناقضات).
إننا نستطيع أن نساعد أطفالنا من خلال تشجيع موقف التحمل والصبر في التعامل مع الآخرين. وذلك بزرع البذور المهارات التالية.
* معاملة الآخرين بالاحترام،  الطفل الذي يتعلم معاملة الآخرين باحترام، يقر ويقدر رغبات ومشاعر الآخرين حتى لو لم يتوافق معها  أو يوافق عليها.
في سن الرياض علينا زرع مفهوم " انك لست مجبر أن تكون صديق الجميع وانك لا تستطيع أن تكون كذلك، لكن تستطيع أن تعامِل الجميع باحترام وبلطف، حتى تعامَل باحترام ولطف.
أنت لست مجبراً أن تحب ما يحب أصدقاؤك من العاب، ملابس، الخ... لكن عليك معاملة الآخرين وأشيائهم، ألعابهم، أغراضهم باحترام وشجاعة وذلك من خلال إقرار رغباتهم ومشاعرهم وان رغباتهم و مشاعرهم وأغراضهم تعتبر كما هو الحال تجاه رغباتك و أغراضك ومشاعرك  تبادلية القبول بتنوع الرغبات المشاعر الأغراض ).

*   التواصل بدون إصدار الأحكام.
الأطفال الذين تعلموا مهارة الصبر والتحمل للآخرين، يعرفون كيف التواصل مع الآخرين بدون إطلاق الأحكام. ففي مرحلة رياض الأطفال علينا مساعدتهم في إيجاد طرق مثمرة للتحدث مع الآخرين فمثلا بدل أن نقول... لأحدنا "ولد سيء"... فانه من الأفضل ان نقول له حول مشكلة محددة ..." أنا لم أكن راضٍ عندما سكبت الألوان على ملابسي" ، أو أن نضحك على ملابس احدهم التي تبدو لنا غريبة، نقول له: " أنا لم أرى من قبل مثلا هذه الملابس". " هل تستطيع أن تقول لي كيف حصلت عليها".
من هذا المنطلق إن تجسيدنا لأنماط التواصل الايجابية هو مفتاح الدخول لتعليم الأطفال التواصل بدون إطلاق الأحكام.

* رعاية الاحترام والتقدير من خلال متعة التنوع.
لعل زرع بذرة الفهم المتعلقة بتنوع واختلاف العالم في مكوناته هو مفهوم جميل ويمكننا الاستمتاع بتذوق ذلك. إننا عندما ننجح برؤية هذا التنوع بشكل ايجابي نجعل أطفالنا يرونه بطريقة مشابهة فإننا نفتح أمامهم أوسع الأبواب تجاه سلوك غير منحاز.. بل أكثر من ذلك تقبلي للذات بكل خصوصياتها كما هو الحال تقبلي للآخرين بخصوصياتهم وهذا الأمر بحد ذاته يؤمن لنا تربية طفل قادر في المستقبل على ممارسة دور اجتماعي ايجابي ومواطنيه صالحة أينما وجد في هذا العالم.
من اجل تعزيز مهارة قبول الآخر (بتنوعه واختلافه)
على المربيه
  • تجسيد طرق ملؤها الاحترام عند السؤال عن قضايا تتعلق بالاختلاف والتنوع. أطفالنا يلاحظون وهم متشوقون ولديهم فضول للمعرفة لكل الأمور الجديدة والمختلفة، لكنهم يفتقدون اللغة لاستكشاف الفروقات بدون إحراج أو إساءة لذا وجب مساعدتهم وتعزيز فضولهم هذا.
  • يجب إظهار مناحي التشابه العامة بين الأشياء مثلا كل البشر لهم عينان، يدان، قدمان، الخ،  ومع ذلك  كلنا نبكي، نأكل، نعمل، نلعب، نضحك، لكن كل واحد منا يفعل الأشياء بطريقة مختلفة، هنا يجدر بنا التأكيد على أن الطفل في هذه المرحلة غير قادر على التفكير التجريدي وهو يتعلم فقط من خلال التفكير الملموس كما يتطلب تزويده بالمعلومات  من خلال تجسيد تمثيل الأفكار حتى يتسنى له تقليدنا وتبنيها ، وبهذا نؤسس السلوك والموقف لديه.
  • يجب علينا تجسيد تداخل العلاقة بين الناس مع بعضهم البعض و بين الناس والبيئة، فلا يوجد شيء اسمه استقلال كامل فنحن مجبرون على التعايش والتعاون واعتماد بعضنا على الآخر بدرجة معينة، وعندما نبتعد عن التعايش والتعاون ندخل في عزلة ونخسر الكثير من الأشياء التي تؤثر على حياتنا سلباً، لذلك تعلمنا أن... "الناس خلقوا لبعضهم البعض".
  • يجب علينا تجسيد المهارات الاجتماعية التي تعلم أطفالنا التعاون، المشاركة، المسؤولية التبادلية وهذا يمكن انجازه من خلال استخدام اللعب بالمشاركة عندما نقوم بإنجاز جدارية كل فرد أخذ قسطاً ودورا في انجازها، لكنها بالنهاية تجسد جهد الجميع.

تعليم مهارات التواصل في حل الخلافات  
بداية من اجل التأسيس لروح الأمن والإحساس بالسلام الداخلي للطفل علينا زرع بذور التفهم، التعاون، إدارة الغضب، حل المشاكل، مع الإدراك لأهمية الأجواء السلمية في البيئة المحيطة للطفل.
من اجل تحقيق ذلك على المربيين والوالدين.
  1. الثناء الايجابي على كل سلوك اجتماعي يظهره الطفل فورا.
  2. على المربيه والوالد/ة تبني سلوك المثل الأعلى للطفل حتى يتبنى الطفل ما ترغب رؤيته بسلوكه.
  3. علينا التفكير حول الخلاف والنزاع بكونه فرصه حقيقية للاستماع والتعلم بدل اعتباره شيء سلبي.
  4. علينا زرع بذور التفاهم والتفهم من خلال تعليم الطفل الكلمات والمصطلحات التي تمكنهم من التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم.
  5. علينا التفكير مليا بنوع الطفل (الشاب) \(الفتاة) التي نود أن نرى بالمستقبل.

ماذا نعلم؟
-النزاهة
-الشجاعة
-التحمل
-الانضباط
-الإخلاص
-الوفاء
- الاعتماد على الذات
- الاحترام- الحب
- الحساسية وعدم الانانية.
 - العدل
- الرحمة
- اللطف والصداقه

·        من اجل تعليم الأطفال مهارات النزاع في هذا السن المبكر، نحتاج توفير الأفكار المفاهيم السلوك المتكرر ليصبح جزء من موقف طبيعي يمتلكه الطفل ويتبناه ضمن الإطار الثقافي لبيئتنا العربية- الإسلامية.
" ان المعلومات ذات العلاقة والمعنى للبيئة الثقافية هي الأسهل للفهم ولتعلم الأعمق.
·        هناك نمط تواصلي مناسب للكبار والصغار يطلق عليه "رسالة أنا"
·        رسالة (أنا) هي إشارة واضحة حيث أن كل فرد يمتلك جزئه في الخلاف من خلال التصريح كيف يشعر في تلك الأحداث "الظروف".
·        فالتصريح ب(أنا) بدل(أنت) يقلل من قابلية اللوم والاتهام للآخر وكذلك يركز على التعبير عن الذات في حل الإشكال بعد ذلك كل شخص يصرح بماذا يريد أن يحدث، وكل شخص يحدد ماذا سيفعل بشكل مختلف.

مثال:
1.       أنا اشعر بالغضب والعصبية.
أنا اشعر بالغضب عندما يأخذ الآخرون أشيائي...
أنا اشعر بالحزن عندما لا يسمح لي باللعب...
2.      أنا أريد أن يحدث... أنا أريدك أن تطلب اللعب بدراجتي بدل اختطافها مني بالقوة...
أنا أريدك أن تحدثني بدل أن تضربني أو تشد ملابسي...
3. أنا سوف( الفعل المختلف)
أنا سوف أحدثك بدل ضربك...
أنا سوف اطلب اللعب بدل اخذ دراجتك...
أنا سوف أعطيك الأرجوحة بعد أن ألعب عليها قليلا...
أنا سوف استعير قلمك بعد أن تنهي الكتابة به...
سيناريو:
بينما سامي يتصفح الكتاب حضرت هبة وخطفت الكتاب منه، سامي يصفع هبة وهبة تبدأ بالصراخ والبكاء.
المربيه \ الطفل المحافظ على السلام ( اكبر سناً).
يصران على حل الخلاف في موقع حدوثه... و يدعوان سامي وهبة إلى زاوية حل النزاع (بيت السلام) لمناقشة الموضوع.
حافظ السلام... يشجع سامي وهبه لرواية ما حدث ويستخدمان مهارة حسن الاستماع أولا. ويشجعان استخدام رسالة "أنا" بدل "أنت".
سامي: أنا اشعر بالغضب عندما يخطف الناس أشيائي.
هبة: أنا اشعر بالحزن عندما يضربني احد.
سامي: أنا أريد أن اطلب منك أن تطلبي الكتاب بعد أن انتهي منه
هبة: أنا أريد أن تحدثني بدل أن تضربني.
في المحصلة كل طفل يقول ماذا سيفعل بشكل مختلف لحل المشكلة الآن وفي حال حدوث شيء مشابه في المستقبل من خلال القول.
سامي: أنا سوف أحدثك بدل ضربك عندما انزعج منك.
هبة: أنا سوف اطلب منك الكتاب بعدما تنتهي منه بدل خطفه منك.
الاعتذار والتسامح والمصافحة، الاحتضان، يتم تبادليا " أنا آسف، أنا سامحتك"  "حصل خير يا صديقي".
إن حسن الاستماع ورسالة الأنا يمكن استخدامهما لحل لنزاع مثل الاقتتال و الاختطاف والنزاع بين الكبار والصغار على حد سواء.
تكمن أهميتها " رسالة أنا"  في كونها تنزع فتيل الانفجار، في النزاعات و تؤسس من خلال التواصل الفاعل إلى التوصل لحل رابح – رابح .
·        يمكن للمربي عمل مسرحية صغيره يؤديها الأطفال بأشكال مختلفة. احدهم سامي، الآخر هبة وآخر حافظ السلام.
بوصلة الطريق لتربية الطفل في سن الرياض
·        التنمية الاجتماعية:-
- الأطفال يشاركون ويتعاونون من خلال ترتيب نشاطاتهم في مجموعات صغيرة إلى متوسطة الحجم.
- يتواصلون مع الكبار والأقران بارتياح.
- يظهرون احترام تبادلي لممتلكاتهم و حقوقهم.
- يتقبلون الحدود الموضوعة لسلوكهم.
- يظهرون فهم ذاتهم ويثمنوها وكذلك تفهم الآخرين.
- يكتسبون فهم وتقدير القيم المبنية على عدم التحيز والتعصب، الجنسي، الديني..الخ
·        التنمية العاطفية
- وعي ايجابي تجاه الذات.
- الاستقلال و المبادرة.
- ضبط النفس و المسؤولية تجاه أفعالهم.
- الصبر والتحمل.
- التعبير عن الذات.
- التفهم لمشاعر الآخرين.
·        التنمية الإبداعية – الفنية:
- الأطفال يظهرون ويمارسون تفكيراً أصيلا (غير ملقن) من خلال تعبير إبداعي عن الذات.
- يغامرون بشكل إبداعي لاكتشاف الوسط الذي يتواجدون به.
·        جسدياً
- يطورون تناسق استخدام العضلات الكبيرة (هيكليه).
- يطورون استخدام العضلات الدقيقة ومهارات القدرة الإستخدامية بما فيها تناسق الرؤيا مع الحركة (عين– يد).
- يظهرون وعي واضح لجسدهم.
- يجسدون نظافة بدنية فاعلة من خلال سلوكيات محددة.
·        ذهنياً
- يتعلمون حل المشاكل واتخاذ القرارات.
- يبحثون عن المعلومات لتطوير مهاراتهم.
- يعرضون توجهات واضحة نحو الفضول والاكتشاف ( حب التعلم ).
·        مهارات الحياة
- يطورون المسؤولية تجاه الذات وكل ما يحيط بهم.
- يطورون إدراكهم تجاه النشاط الآمن.
**معالم تطوير توجهات القيم، المعتقدات والمواقف لديهم
-- اللاعنف
-- التعاطف والتفهم
__ العدالة والإنصاف
__ الثقة
__ التحمل والصبر
__ احترام وتقدير الذات
__ احترام وتقدير الآخرين
__ الشغف بالتنوع 
__ تثمين الاختلاف والتعدد
فهم النزاعات والتعامل معها
·        أصل النزاع احتياجات أساسيه غير مستجابة:
                         - التملك.
                         - القوه وحب السيطرة.
                         - الحرية.
                        -  المتعة واللهو.
·        رد الفعل على النزاعات:
- الانسحاب والانعزال.
-التجاهل والإنكار.
- الاستسلام وتلبية مطالب الآخرين.
- التهديد.
- التدافع والتزاحم.
- الضرب والاعتداء.
- الصراخ.
- البكاء.
- الشتم.
·        مبادئ حل النزاع
-  الاستماع.
- التعبير عن المشاعر.
- التواصل الايجابي (رسالة أنا).
- التفهم.
-  الاحترام.
-إيجاد الحلول.
نتائج الحلول للنزاعات.
خاسر – خاسر
خاسر – رابح
    رابح – رابح
كيف نعلم أطفالنا الجرأة؟

1.      قدم الثناء لهم على محاولاتهم..
عندما يخطو الطفل أولى خطواته أو يفعل شيء للمرات الأولى بغض النظر من نجاح أو فشل المحاولة ، قدم التشجيع والثناء. شجع وقدم الثناء لكل شيء يرفع المعنويات ويشير إلى الجرأة، وكذلك شجع الطفل مثلاً على قبول الاعتراف بالكذب بدل التهرب من الإجابة- أو الاعتراف بالأخطاء بدل إنكارها
2.      قدم لأطفالك النموذج السلوكي الجريء
أطفالنا يتعلمون كثيراً من خلال التقليد والتمثيل مع النماذج المؤثرة لهم خاصة الوالدين، المربين ...الخ
3.      وضح الفرق لهم بين الجرأة والصراخ وبين الخجل ونقص الجرأة.. علمهم الوقوف لحقهم ولحق الآخرين.. علمهم جرأة الهدوء.. علمهم جرأة قول لا للأشياء الخاطئة.. علمهم قول مرحبا / سلام عليكم للأطفال الذين ليس لهم أصدقاء.
4.      علم أطفالك كيف يتعاطون (يتأقلمون) مع مخاوفهم. اسمح للطفل بأن يكون له مخاوف.. اسمح له للتعرف على أسباب المخاوف.. ولكن شجهم باتجاه الإيمان أنهم شجعان وأقوياء للعيش خلال تلك المخاوف عندما تتواجد.
5.      مهم للطفل أن يتعلم التفكير بالمشاكل، تطوير بدائل وحلول، تحليل النتائج المحتملة واخيراً اختيار ما يبدو أنه الأفضل.
                          
كيف نعلَم الطفل الانضباط؟
هناك أربعة أنماط تمارس من قبل الوالدين في عملية تعليم الانضباط لأطفالهم-
1.      قاسي وحازم... هذا أكثر الأنماط توكيداً للأشخاص البالغين والمهووسين عصبياً.. القلق.. التوتر..الكآبة والقابلية للانتحار.
 في ثقافات مختلفة تبني هذه الطريقة التقليدية لتربية الأطفال..فاللوم والنقد الجارح والموقف المتشدد تجاه الأطفال. الوالدين لا يحبون أطفالهم عندما يسيئوا التصرف.
2.      لطيف ولكن غير حازم... هذا النمط التربوي يميل إلى تطوَر إنسان بالغ يقَلَص مسؤوليتة ، يتطلب كثيرا، ويشعر ان العالم كله يدين له بالعيش. أنه طفل مدلل بشكل زائد، ضعيف، غير مستقل وطفولي في مشاعره.
الوالدين يميلان إلى العطاء وتلبية رغبات الطفل أثناء موجات المزاج السيئ والسماح لأنفسهم بأن يأخذ الطفل زمام السيطرة عليهم. وعندما يحاولون فرض نوع من الانضباط، فانهم يسقطون إجراءاتهم الانضباطية من خلال تناقضهم في قراراتهم وسلوكهم الانضباطي لدرجة أن الطفل يدرك أنهم غير جديين وغير قادرين على تطبيق القواعد.
3.      قاسي وغير حازم... هذا نمط يثير الإحباط بل الاشمئزاز لكونه ينتج أطفال جامحين.. عندما يكون الوالدين أشخاص لديهم عادة اللوم والنقد السلبي (الجارح) وفي ذات الوقت يظهران عجزاً باتجاه السلوك الخاطئ للطفل فإنه يعوَد إلى سلوك اجتماعي عدائي بالإضافة إلى عدم الرقة/ التخريب/ تعاطي الممنوعات.
4.      حازم/ لطيف ... هذا النمط التربوي هو نتاج من ألانماط الاربعه معاً.. حيث لا يتردد الوالدين في الحديث مع أطفالهم حول السلوك الغير مقبول والذي يعارضونه اجتماعياً/ أخلاقياً. ولكن يتم التركيز حول التصرف (الفعل) وليس حول الطفل والشخصية.. أنهم حازمون بدون قسوة.. الطفل يدرك حب المربي له ويشعر به حتى في حالة سوء التصرف أو تنفيذ العقاب. وعندما يشعر الطفل أنه دائماً مقبول وغير مرفوض حتى في لحظات تقويم السلوك يوجد لدى المربي الكلمات التشجيعية للطفل.. فالثناء والقبول غير مشروط يجب توفيره باستمرار بدون جهد أو ثمن وأن فوائده مضمونة الحدوث وهي كبيرة بشكل حقيقي.

مشاكل سلوكية عامة
عند اطفال الرياض
تقديم : تكملة تراكمية لما تم التطرق اليه  في موضوع عالم امن لاطفال البراءة... فانني اقوم باهدائه لأحبائي المربيين في سن الرياض ،هذه المادة علَها تساعدهم في فهم المطلوب لهذه المرحله تربويا وكما آمل ان تشكل دليلا متواضعا لهم في التعاطي مع اللحظات الصعبة التي يعيشها الطفل والمربيه معا متطلعا من طرح السؤال المركزي."لماذا يفعل الطفل ما يفعل؟؟ "لو افترضنا الجواب البسيط التالي : لأنه يريد ذلك!!!
لهذا فانني افترض من السؤال والاجابة... اننا في احيان كثيرة نكون غير راضيين عما يفعله الطفل... علينا ان نتسائل عن افضل سلوك لنا تجاه الامور التي لا ترضينا...
علينا كمحبين للاطفال... كمربيين لهم...كمسؤولين عنهم ان نعمل من خلال تبني سلوك يبرز التصرف بطريقة يكون فيه سلوكنا في مصلحة الاثنين معا " الطفل... ونحن".
هناك صعوبة لدى المربيات في كيفية التعاطي مع اطفال الرياض (3-5) سنه وفي العديد من الحالات تجد المربية نفسها امام حالة احباط ويأس تجاه قدرتها على ضبط الموقف والتأثير الايجابي فيه، مما يسبب فقدانها للتوازن السلوكي، فتبدء بالتصرف باسلوب لا يتماشى مع المسؤولية المهنية لعملها...
هذا المقال لسوف يغطي مجموعة من العناوين المهمه التي تساعد المربية (المعلمة)،(الاهل) من التعاطي الفاعل والمؤثر لهكذا حالات...
كما سيغطي اربع مهارات اساسية هي:
  1. اتباع التوجيهات.
  2. قبول الطفل  بجواب "لا"  للطلبات التي يطلبها الطفل.
  3. طلب الاذن
  4. قبول النتائج المترتبة على السلوك.
قبل الشروع بهذه المغامرة الصعبة " حل المشاكل التي تواجهنا في تربية اطفالنا" يتوجب التأكيد على اهمية ممارسة التواصل بالعينين كمؤشر مهم جدا في عملية تعليم وتربية الطفل... عندما يتعلم الطفل المهارات الاربع السابقة فانه سيتمكن من العيش بسلام مع ذاته و مع الاخرين وسيتوفر لديه الاحساس بالامان نتيجة معرفته الدقيقة لما يتوقع منه الاخرين .
عندما نقوم بمراجعة نقدية لسلوكيات الطفل الغير مقبولة في البيت او في الرياض فاننا نجد ان هناك ضعف او غياب لملكة هذه المهارات... لهذا يتوجب على المربية تعزيز هذه المهارات مئات المرات حتى تصبح جزء اصيل من مكوَن شخصية الطفل.
فالمربية عندما تتأكد ان الطفل يتصرف خارج قواعد السلوك الصفي المقبول ليس نتيجة جهلة بها ، يصبح موضوع التدخل المناسب، المنطقي، الذي يحدد نتائج السلوك امرا مهما... على سبيل المثال " اذا استمر الطفل في الصراخ ستقوم المربية بارساله الى منطقة السلام
(زاوية السلام) بعيدا عن المجموعة".
على المربية التحلي بالصبر ودعم الفريق من حولها حتى تتمكن من زرع المهارات السابقة بما في ذلك الاهل.
في الواقع الطفل قد يمتلك احدى المهارات بسرعة اكثر من سرعته لتبني المهارات الاخرى... فالطفل لربما يتعلم بزمن قياسي كيف يطلب الاذن، لكن تقبل نتائج السلوك فهو موضوع اخر.
اين نبدء
اربع نصائح في حال تبنيها تساعد في تعليم المهارات السابقة.
النصيحة الاولى تتجلى في النظر الى عيون الطفل والهدف من ذلك تعويد الطفل التواصل بالعيون بينما نتحدث اليه...
كيف ننجز ذلك؟؟؟
·        على المربية تبني لعبة التقاط العيون... أي الاستفادة من الفرص القصيرة لالتقاط عيون الطفل يتلو ذلك الابتسامة بوجهه وقول شيء يحب الطفل سماعه ، مثلا
 " كم هي عيناك جميلة "، او " انا اشعر بالسعادة عندما اراك تنظر الي".
·        وفي البداية ابدي بنظرة تأمل قصيرة للطفل... هذا سيكون امر عظيم... علينا ان لا ننسى ان الكثيرين منا لديهم مشكلة في النظر لعيون محدثهم، لذا يتوجب عليهم بذل جهد في التأسيس لهكذا عادة.
·        يوجد لعبة صغيرة احب ان العبها مع طفلتي... نجلس على طرف الطريق ونتفق على مسابقة من يلتقط عيون اكثر عدد من عيون الناس المارة بالطريق... شرط عندما تلتقي عيوننا نبتسم للشخص. " ملاحظة... جميل ان نقوم نحن الكبار بعد عدد الناس الذين يبادلون الطفل الابتسامة " ويمكن كذلك الطلب من الطفل بلطافة " حبيبي/تي اطلع بعيوني" ... هكذا تتعزز مهارة التواصل بالعيون.
وعندما نصل مستوى مريح من ممارسة النظر التبادلي للعيون، على المربية الشروع بالطلب من الطفل النظر اليك عندما تحدثه بشيء مهم، وخاصة الاشياء الايجابية
، لان تعابير وجهك ستكون بقوة الكلمات بتأثيرها على الطفل وتعزيز سلوكه الايجابي خاصة اذا ترافق ذلك بتربيت على الكتف.
بالخلاصة... ان التواصل الصادق والمنفتح لدى الكبار والصغار يبدء بتواصل العيون... وهو تحدي حقيقي لنا تجاه علامات تفاعلية بيننا ككائنات اجتماعية نسعى لتفاعل انساني مع بعضنا البعض.
كيف نتعاطى بموضوع اتباع الارشادات/ القوانين...
من اجل تعليم الطفل اتباع الانظمة والقوانين علينا تعليمه مكونات ثلاثة لانجاز ذلك.
1.      النظر الى الشخص
2.      قبول التوجيهات بقول " موافق"، "نعم"، "حاضر"... الخ
3.      تنفيذ ذلك مباشرة
ملاحظة " الاطفال عندما ترى فيك مثلا اعلى يمارس ذلك ، يسهل عليهم تبني السلوك بذات الاتجاه".
كيف ننجز ذلك؟؟؟
كن واضحا مع الطفل حول ما تقوم به، لربما تقول " هبه انا سوف اعلمك كيف تتبعين التعليمات( الانظمه، القوانين).
لذلك تذكري يا حبيبتي ثلاثة اشياء...
1.      اسمعي جيدا لأنك لسوف تعيدين ما قلت لك.
2.      عندما يكرر الطفل ما قلت له، يبدء التنفيذ، اطلب من الطفل النظر اليك" تبادل التواصل بالعيون" واطلب منها تنفيذ شيء بسيط مثلا" رفع لعبتها عن الأرض ووضعها في مكانها الخاص.
لا تنسي انك كمربية  تنتظرين منها الاجابة بقول " حاضر، نعم... الخ" وراقبي كيف ستقوم بذلك " دون ابطاء".
3.      في حال نسي الطفل خطوة من الخطوات الثلاث على المربية التدخل والتذكير بذلك مستخدمة الكلمات المناسبة.
لاجراء فحص للطفل حول ذلك اطلبي منه عمل شيء سخيف لكن غير مؤذي مثلا " احضار قليل من الماء وسكبه على رأسك!! " سيكون هذا امر مسلي وتربوي في ذات الوقت" .
4.      لاحقا عندما يصبح الامر متعلق بشيء حقيقي في حياتنا ويتطلب من الطفل اتباع الارشادات (الانظمة/ القوانين). على المربية سؤال الطفل اذا ما كان يتذكر الخطوات الثلاث... " على المربية مراجعة النقاط معه اذا كان هناك حاجة لذلك ".
5.      هناك امران على المربية تذكرهما جيدا في موضوع " التواصل التبادلي للعيون"،  ان تكون مع الطفل في الغرفة (المكان) اقول هذا لاننا كثيرا ما نتكلم معهم من غرفة اخرى او من الممر وهم في غرفة الصف... الخ. وكذلك عليها التفكير مرتين قبل اعطاء التوجيهات ( ارشادات ، اوامر ). تأكدي من كونك حقيقة تريدين منها تنفيذ المهمه قبل اعطاء الارشادات (الاوامر).
لذلك فان كثرة التوجيهات ( الاوامر) خاصة الغير ضرورية تكون غير مجدية وتؤدي لنتائج غير مرغوبة " تمرد وتنكر للتوجيهات"، فالمثل العامي لدينا يقول... " اطلب المتاح حتى تطاع".
6.      التأكد بأن الطفل  اعطى القبول بالارشادات/ التعليمات بقول حاضر/ نعم يؤكد ان الطفل قد سمع ما تم الطلب حوله.
7.      تنفيذ المهمه مباشرة يجنب الطفل ممارسة العصيان ( الممانعة) لكونه نسي الطلب.
8.      بينما تعزز وتزرع بذور هذه المهارة ليس مهما للمربية التفكير حول الاحتمالات والنتائج... فالافتراض يحتاج الكثير من الممارسة بخلق الخبرة حولها... ببساطة تذكر الخطوات واعادة ذكرها لك يعتبر امر كافي كبداية جيدة...
9.      بعد الكثير من التوجيهات لربما تشعرين ان الطفل يتصرف بعناد في هذه النقطة عليكي الشروع بجمع المقترحات والافكار من الفريق من حولك ومن ضمنهم الأهل حول التصرف المنطقي مع الطفل.
قبول الطفل بموقف " لا " .
ثلاث مكونات لهذه المهارة :-
  1. النظر للطفل
  2. الاصغاء بهدوء.
  3. المتابعة الهادئة.
في بداية الامر تشعر المربيه بشيء من عدم الارتياح عندما تقول للطفل " لا" حول طلب ما، او شيء ما قد طلبه الطفل او قام به، خاصة اذا ما كان الحدث قد حصل امام الجمهور...
 " في الحانوت، في حفل، الخ".
كمربين او حتى كوالدين للطفل علينا ان نتذكر ان اطفالنا بحاجة لتعلم مبدء "مهارة" ، "قبول اللا" ليس لشيء الا لاننا قلنا ذلك، او حتى لاننا قررنا ان ينفذ الطفل ذلك... وهذا بدوره لا يساعد الطفل في التأقلم او التعاطي مع الضغط الناتج من حالة الانكار لرغبة الطفل... علينا القول اننا لسنا بموقف ان اطفالنا عليهم الا يفعلوا ما رغبوا بفعله او الحصول على ما يرغبون بالحصول عليه، بل على العكس فاننا نعتقد ان ذلك مهم لهم لكن حصول ذلك لا يأتي بالسياق الطبيعي مما يجعلنا نقول لهم لا ونأمل منهم بذات الوقت بقبول " لا"  خاصتنا.
من المهم بمكان هنا تعليمهم خطوات قبول  اللا تلك ... " من المناسب وضع تلك الخطوات على كرت صغير يلصق على اللوحة او حتى على  ثلاجة المطبخ... ومن ثم نقوم بمراجعة الخطوات مرات ومرات مثلا الوقف بالدور، الذهاب للفراش بالموعد، الشراء من المتجر... في البداية  نطلب من الطفل تكرار الخطوات لنا،  واحدة تلو الاخرى . وهذا بدوره لا يستغرق اكثر من دقيقه لعمل ذلك. بعد هذه الخطوة افحص الطفل بالخطوات الثلاث وفي حال قال الطفل خطوات "قبول لا" الثلاث فمن المهم جدا ان تقوم بتمثيل الدور الذي ترغب المربية الطفل القيام به... وهنا يصبح التعليم ليس لفظا فقط بل من خلال الاداء لموقف حياتي حقيقي.
·        اول خطوة تأسيس تواصل العينين بين المربي والطفل. يجب عدم الخوف من قول المربيه للطفلة " هبه، انا اريد منك النظر الي" عندما تكون بموقف ترغب فيه بقول "لا" في البداية يجب تعزيز المهارة من خلال قول... " انظري الي". هل تتذكرين يا هبه خطوات... " قبول اللا"؟؟... قبل ذلك  اطلبي وساعدي  الطفل لترديد الخطوات لك.  بالطبع ستكون مهيئه لتوقع ما هو قادم... وهذا بدوره يحضرها بالاستجابه لك بالشكل المطلوب.
·        وعندما ينظر الطفل اليك ويستمع بهدوء لك (الخطوة الثانيه)، عليك قول شيء واضح وبسيط مثل" الجواب هو لا".
·        اذا شرع الطفل بالمبالغه برد الفعل، عليكي تذكيره بالسير قدما "المتابعه" بهدوء نحو
 (الخطوة الثالثه).
·        خطوات المهارة لا تسمح للمربية خطوة تقديم مبرر للطفل. في هذه اللحظه المهارة تركز حول كيفية ادارة الضغط النفسي الناتج عن الموقف. لذا يتوجب على المربيه ابقاء الامر قصير وواضح.
·        في مرحله اخرى اذا شعرت المربية ان طلب الطفل شيء مهم له وهي الزمته بقبول اللا، هنا يمكنها توفير تفسير سببي لماذا قالت له حينها "لا".
ملاحظه: "هذا التفسير السببي ليس بالامر المطلوب لكل موقف انما في بعض المواقف فقط ".
ومع تفسيرك السببي لقول لا، علينا ادراك حقيقة ان الطفل هنا يرى بالامر شيء غير منطقي وبالتالي الالتزام به هو امر خارج عن رغبته.
بالخلاصة... " قبول لا" ... هي مهارة مهمه جدا لها تأثيرها المستقبلي كمهارة حياتيه ، لأن الطفل بالمستقبل سيقول له احد ما "لا" مربيته \ معلمته ،في المدرسه، مديره بالعمل.... الخ.
الهدف لتعليم هذه المهارة هو مساعدة الطفل التعلم مبكرا كيف يتأقلم بردود صحيحه مع مواقف تكون فيها طلباته مرفوضه.

طلب الاذن " السماح ".
علينا تعليم اطفالنا الخطوات الثلاث التاليه التي تهدف لتعليم الطفل كيفية طلب الاذن.
1.      التوجه للشخص المسؤول.
2.      الطلب بالاذن يأتي على شكل سؤال.
3.      الانتظار لتلقي الاجابه على السؤال.
للتوضيح ... علينا تذكر ان نيتنا كمربين تعليم الطفل مهارة كيف يطلب الاذن. مثلا نقول " هبه انا راح اعلمك كيف تطلبي الاذن لعمل شيء ما، لأن طلب الاذن هو شيء ضروري للبقاء بوضع آمن".
اولا اريد منك الذهاب الى... " المعلمه في الصف ، ماما، بابا... الخ" وعليك ان تسئليها بشيء ما مثلا " هل استطيع ان احصل على قطعة شوكولاته؟ " وبعد ذلك عليك يا هبه انتظار الجواب لسؤالك ... بعد ذلك ندعو الطفل لممارسة ذلك " تمرين". لربما تكرار التمرين عدة مرات وتكرار التوجيهات في كل موقف ، سيكون له دور التثبيت للمهارة عند الطفل... على المربيه ان تعطي اشارات انها تستوعب وتوافق على الطريقه التي يعبر فيها اللطفل عن كيفية السؤال وعن الانتظار لسماع الجواب من خلال جواب " صح انك روحت لعند المعلمه لطلب ما تريد ".
ملاحظة ان تأسيس المربيه لروتين سلوكي يترجم طلب الاذن يشكل الرافعة الحقيقية لتثبت المهارة كموقف سلوكي...
مثلا: لا يقوم الطفل عن طاولة الطعام الا بأذن
لا يقوم الطفل باللعب بألعاب معينه الا بأذن
لا يقوم الطفل بفتح التلفاز الا بأذن
لا يخرج الطفل من البيت الا بأذن
الخلاصة... امنحي الطفل فرصا وتشجيعا لترجمة مهارة طلب السؤال وعلى المربية عدم نسيان اهمية النظر للطفل " تواصل العينين" ، وتذكير الطفل انه لم يطلب الاذن!!! وتشجيعه لفعل ذلك. هذا الاسلوب اللطيف والمحترم في التعامل يشكل تحفيز حقيقي للطفل لتبني المهارة.
من المهم الا تغرق المربية نفسها او تغرق الطفل بضغط سرعة انجاز وممارسة مهارة طلب السؤال،  " الوقت هنا عامل حاسم "... على الطفل ان يأخذ حقه ومداه حتى يستوعب، يمتص المعلومه المتعلقه بالمهارة حتى يتسنى له ممارستها.
ان تأسيس مهارة طلب الاذن يؤسس قبول السلطه وهذا يدفع الطفل بطريقة محببه التقيد بالأنظمة والقوانين مما يخلق لديه احساس بالامان، بالاستقلال كما يخلق لديه احساس بنوعية العلاقه المشتركة مع الآخرين باحترام وحب.

No comments:

Post a Comment