Monday, February 7, 2011

كيف التعامل مع النزاعات؟؟؟؟.....


                                                                   
كيف التعامل مع النزاعات؟؟؟؟.....

مقدمه:-
الناس ولدوا مختلفون عن بعضهم البعض . الانسان فرد مميز بتكوينه وبتوجهه حتى مع الاخ التؤم التطابقي له ( اي بويضه تم انقسامها الى جنينين اثنين ) ... من هنا يتحتم علينا التوجه والتفكير في كيفية التعاطي مع الاختلاف بمعنى ( التنوع ) باسلوب وبمفهوم ايجابي , يمكّننا من تحقيق علاقات وتواصل فاعل, ناجح ومثمر . الافراد لها ميول , امزجه , مصالح و اهتمامات مختلفه تنتج عن معتقدات , مفاهيم , قيم و افتراضات ايضا ذات اختلاف بين فرد واخر . ماذا يعني ذلك ؟ ., يعني ان الخلاف ... التباين... والتناقض( بشقيه التناحري و الغير تناحري ) ليس الآ تحصيل  حاصل لعملية  التفاعل والنشاط الذي يقوم به الافراد . من هنا دعونا نلج محور المقال حتى نتمكن من سبرغور الموضوع والقاء الضوء عليه من الجوانب المختلفه. الافراد في احيان كثيره تواجه ضغوط ومشاعر سلبيه نتيجة احتكاكها وتفاعلها مع بعضها البعض ... بغض النظر عن احتمالية او عدم احتمالية مواجهة الافراد بعضهم البعض حول مشاعرهم مهما كانت الخيارات المتوفره , فهناك قابليه لعدم التوافق  والاختلااف بمعنى  ( وجود وجهات نظر متناقضه ). عندما نتعامل مع الخلاف بشكل صحيح يؤدي ذلك الى اغناء ... فاعليه اكبر ...حلول ابداعيه وبالنهايه يؤدي ذلك الى تفاعل انجع بين الافراد. لكن هذا الامر ليس بالامر السهل , فهو ليس كما يبدو بمظهره النظري !!! ,انه من الصعوبه بمكان المحافظه على استمرارية تحويل الاختلافات \ الخلاف الى فرص . عندما يتم التعامل مع الخلافات ( عدم التوافق ) بطريقه تفتقر الى النجاعه ,فالنتائج تصبح ذات تفسيرات مختلفه .
هذه الازدواجيه الناتجه تخلق شعور نفسي بالاغتراب بين الناس ...لا بل بين الانسان وذاته ايضا ...و تولّّدْ لديهم شعور عدم التقبل لبعضهم البعض.
يتولد شعور بالمراره والتضاد , ترفع درجة المنافسه والعزله وتقلل من الاحترام التبادلي ,  سواء كان التعامل مع الافراد... الجماعات ...الخ. افراد الاسره , الاصدقاء او حتى زملاء العمل ... سرعان ما يظهر على السطح تحديات ( تتعلق بالتواصل ) تعود لاختلاف المصالح ...الميول ...الخ. انه ليس غريبا ان نجد انفسنا في حالة ضياع لدرجه لا نجد فيها الكلمات المناسبه عندما نتعامل مع احد المقربين ... نمط التواصل مع هؤلاء المقربين ليس دائما بالايجابي... لربما نفقد خلال التواصل معهم اللباقه واللطافه التي نعامل بها الغرباء؟؟؟ , مع ذلك , غالبا ما يقع نمط تواصلنا تحت تأثير التوقع و التغيير الغير فاعل. امّا بالنسبه لزملاء العمل او الغرباء فالقصه تختلف نوعا ما ؟!  اننا غالبا ما نحاول تمثيل افضل ما لدينا من سلوكيات ( ازدواجية السلوك) حيث يتصرف الانسان منّا بشكل متناقض- واضح له, وعلى الاغلب غير واضح لكثير من الناس وذلك يعود لرغبة الواحد منّا تسويق ذاته بافضل شكل ممكن له اجتماعياً بينما يكون على صورته الحقيقيه عندما يكون منفردا او في بيته. مع ذلك فاننا لا نولي اهميه  لكيفية رؤية  الاخرون لنا في الامور التي هي خارج نطاق اهتمامنا  , اننا نخطئ في اختزال الحديث عندما تسير الامور بالاتجاه الخطأ . لربما نعاني لفتره طويله قبل استحضار الامور لمستوى النقاش التواصلي الهادف لحل الاختلاف ... هذا الامر و بشكل خاص يتجلى خلال فترة ما يسمى ب ( شهر العسل ) فبدل ذكر الاشياء بوضوح ومباشره فاننا نقوم بالغمز واللمز الاشاري – الغير واضح والغير مباشر \ صريح للتعبير عن الموضوع اوعن الامر المختلف حوله ... اننا نقوم بطرح الفكره فقط بدل شرحها وشرح الاسباب من وراء تبنيها , اننا  نقوم بعنونة المشاعر والمواقف بدل توضيحها وتبريرها ...الخ . شهر العسل اجلا او عاجلا راحل , اي سرعان ما ينتهي وينتهي معه اسلوبنا الغزلي \ الدبلوماسي و على الاغلب نقوم بدفعه جانبا  واقصاءه عن مستوى الضروره في التعامل كمبدء ثابت . لربما نجد سهوله في اخفاء المشاكل (قاذوراتنا)  تحت سجادتنا  حتى ياتي وقت تتراكم به قاذوراتنا وتصبح بمكان لا نستطيع الاستمرار بدون المرور عبرها ...بعض الاحيان بعد اجراء التحول المطلوب  فانه  يصبح من اليسير البدء بالقول لزميل العمل \ او لمن هم تحت  اشرافك وتبعيتك الاداريه بالضبط ما هو المطلوب عمله وبطريقه مختلفه .

حساسية الاشخاص
تختلف الاشخاص بدرجة حساسيتهم للملاحظات او لافعال الاخرين , وكذلك الحال حول امكانياتهم وقدراتهم في التعامل مع  الضغوط الناتجه عن مواقف النزاع والاختلاف,  بينما الحقيقه تحتم علينا اهميه ادراك حساسية سلوكنا في التأثير على الاخرين ... ليس هناك قيمه اجتماعيه لدينا  في عدم اتخاذ موقف عدائي بسهوله ... فالعدائيه امر لربما يكون صحيحا في حالات محدده من النزاع والتناقض, لكن ايجاد مخارج بناءه لتذويب المشاعر الضاغطه  والسلبيه من خلال (السماع للموسيقى , الرياضه والتمارين الخفيفه , تقديم خدمه لانسان محتاج , القراءه , واخيرا وليس اخراً الاستمتاع بنوم جيد ولو ليله  واحده ).كلها امور تقدم لنا القليل الجيد ؟ ! مع ذلك   نظهر وكأننا غير متاثرين بينما يتراكم البخار بداخلنا لدرجة الانفجار . عندما يطغو ويطفو الخلاف فانه من السهل ان تكون بوضع المستمع لكنك لا تصغي !... الاشخاص المتورطون بالنزاع غالبا تجند اخرين لدعم وجهة نظرهم و هكذا يتجنبون العمل على حل القضايا على المستوى العلني وبشكل مباشر مع الشخص المعني.
 قيمة الذات هي الاكثر هشاشه لدينا ... اكثر من قدرتنا على الاعتراف بذلك .. النزاع متروك بدون البحث عن حلول تهدد قيمة الذات لدينا , خاصةً عندما نعمل على ايجاد شخص \ اشخاص تتوافق معنا فاننا بشكل مزيف نرفع من قيمة الذات . لكن  هذا النوع من البناء يرفع فوق ارضيه  رمليه... ( قصور في الهواء) . قيمة الذات لدينا يجب ان  تبنى فوق ارض صخريه صلبه حتى نتمكن من الصمود امام التحديات , عندها نتعلم التعامل بفاعليه مع النزاع \ التناقض \ التباين.
ملاحظه:- علينا ملاحظة الفرق بين قيمة الذات لدينا وبين عشق الذات ( النرجسيه ) , انه يتطلب مهاره اكبر وجهد افضل و التزام اقوى لفعل ذلك , على المدى القصير ... ضغوطات اشد لمواجهة التحدي  مع الشخص اخر المتورط بالنزاع .
بالتأكيد يبدو اسهل لنا الاقتتال , الانسحاب او الاستسلام ... مع ذلك و على المدى الطويل فان العمل من خلال الصعوبات \ التحديات و بالعمل معاً سوف نتمكن من صنع حياه اقل ضغطا واكثر رضى. الاقتتال ... يبدو بكثير من الاحيان امر غبي جداً . هناك قصه جميله تعود للقرن التاسع عشر للكاتب فيودور دوستيوفسكي  ... يروي فيها حادثة رجل كان يجلس في احدى قاطرات القطار المسافر عبر الريف الروسي الخلّاب, كان صاحبنا وحيدا باحدى غرف القطار يستمتع باستنشاق سيجاره الفخم , واذا بسيدتين ارستقراطيتين تدخلان الغرفه وتنظر احدهما اليه باشمئزاز وقرف وهي تحمل كلبها المدلل بيدها , قبل ان تجلس بجانب صديقتها بالمقعد المقابل توجهت نحو نافذة الغرفه وفتحتها قليلا ثم توجهت نحو الرجل لتسحب من فمه السيجار وتلقيه خارجاً, نظر الرجل لها نظرة دهشه وجلس صامتا لبضع دقائق ثم قام من مقعده توجه هو الاخر نحو النافذه ليستكمل فتحها ومن ثم توجه باتجاه حجر السيده حيث يجلس الكلب وتناول من حجرها الكلب والقى به خارجاً.  استكمالا نود الذكر انه في حين يتمكن بعضنا من ان يرى بسهوله العواقب السلبيه والقبح الناتج عن تصاعد النزاع , نحن على الاغلب لا نعطي اعتبار لعدم الفاعلية او للاذى الناتج عن سلوك الانسحاب او الاستسلام . من الطبيعي ان يكون هناك اوقات يكون فيها الانسحاب , التنازل او الاستسلام حكمه , وموقف مشرّف ( كما توجد اوقات اخرى تتطلب موقف حازم وصلب  كما هو الحال حول فكرة الاقتتال) .
 اذا شعر احدنا بانه ملزم تجاه التنازل المستمر وسمح للاخرين بفرض طريقتهم \ رائيهم عليه , هكذا شخص يجسد موقف استسلامي لربما يصل الى حاله يتوقف فيها عن الاهتمام بما يدور معه او حوله ( انسان ميت روحيا... حي جسدياً ) وبالتالي ينعزل رويدا رويدا عن العالم .
  الانعزال ... بمعنى تجنب الاخرين ... عندما نمارس الابتعاد وتجنب الاخرين تحت اي اعذار او تحليلات فاننا فقط نقوم باضعاف  العلاقه الانسانيه الهشه اصلاً... انهم هم نفس الاشخاص  الذين يشبهون ( الزملاء المتعاطفين ) حيث يتوافقون معنا من واقع انهم  اصدقاءنا , لكن بالاغلب  ليس لقناعتهم انما بسبب انهم يرون التناقض\ النزاع واحتمال الحل من وجهة نظرنا . فانهم يسمعون القصه باذاننا بدل اذانهم . في اللحظه التي يمتلك الواحد منا دعم صديق , فانه يشعر بالعدل تجاه سلوكه ويحاول استثمار اكبر قدر من طاقته في حل النزاع .
احد الاشكال التدميريه تجاه تجنب النزاع هو ارسال شخص اخر لتوصيل رسائلنا او للمواجهه نيابة عنّا . في افضل الحالات , الشخص الذي لا نحادثه مباشره (نقاطعه ) سوف يشعر بالاهانه والاذى من هكذا تكتيك تواصلي . في اسوء الحالات ان تسمح لنفسك التورط بلعب دور الحكم \ السلطه ( غازية القلوب) هو ذات السماح بلعب دور القاضي في النزاع .
في كثير من الاحيان نتسرع بالافتراض ان عدم التوافق طريق لا يوصل الى احتماليه تبادليه لقبول حل النزاع,  اي غياب فرصة الوصول لحل ذو روحيّه تنطلق من مبدء انا رابح ...انت رابح .
الحديث عن التوافق لربما والقبول  التبادلي ينتجان فرصا تقوي وتمتن العلاقات و تعمل على  تحسين الانتاجيه كانعكاس طبيعي لتحسين نمط التواصل والتفاعل بين الناس . من الواضح , ان الحديث حول المشاكل \ العقبات ليس بالامر السهل واذا كان كذلك فهو سهل- ممتنع بمعنى ان الامتناع مهاره عاليه تتطلب الفهم والاستيعاب لها ومن ثم التدرب عليها لتصبح موقف ثابت . مواجهة الوضع يتطلب منا المخاطره في ثلاثة اشياء ... اولا :- تعرية الذات واحتمالية  رفض الاخرين لنا . ثانيا:- ادراك الاخرين لاحتمالية مشاركتنا المسؤوليه في خلق المشكله. ثالثا :- رغبتنا في التغيير , نستطيع خفض مستوى الضغط النفسي , تجاوز التحديات ورفع نسبة نجاحنا من خلال الحوار و الجدل الفاعل .هكذا حوار يتضمن الاصغاء والحديث التبادلي ...(التواصل طريق باتجاهين ) حيث تكون طريق الحوار التبادلي مضمونة المسلك للطرفين ., هذا امر طبيعي خلال بعض الوقت لكن في الاغلب على الطرفين الحرص في ابقاء المسلك مفتوح على الاتجاهين . لربما يرشح خلال الحديث بعض الالم والمشاعر السلبيه المصحوبه بالمراره , و رغم الشعور بالخروج من حيز الراحه النفسيه , الا اننا خلال الحوار والجدل حول مواضيع ذات طابع تحدي , الا ان الجائزه تحمل بالنهايه الشعور بالرضا حتى في حال عدم تجاوز المشكله . اما في حال حل النزاع وبمنطق ( الطرفين رابحين), فاننا نحقق التفاهم , الثقه ونضمن التعاون والدعم الذي يخلق اجواء من المحبه التي بشكل مؤكد ترفع من درجة قوة العلاقه بيننا .

اينما يتواجد الخيارات التي يمكن اتخاذها...  يتوالد الاختلاف بمعنى (الفرق بين الشيئ و الشيئ الاخر) وهذا يوفر فرص او تحديات جديده . هناك صعوبه واحده محتمله تؤدي الى رفع وتيرة الآختلاف ... التباين ... التناقض بشكليه ( التناحري و الغير تناحري ) الى درجة النزاع والصراع . العقلاء بيننا يتوجب عليهم التصرف بحكمه من خلال ممارسة عمليه الوساطه \ التحكيم لحصر مساحة الخلاف بهدف وئد بذور الفتنه و نار الاقتتال \الصراع  و كذلك استعادة اجواء السلم والطمانينه بين الافراد والجماعات المتنازعه , عندما تنشأ بين الحين والاخر. من فوائد التوسط تتجلى ممارسة المسؤوليه تجاه حل المشاكل \ النزاعات بشكل يتوازى مع مستوى التحديات الموجوده . اختيار وسيط او محكم خارجي يعكس معنى خاص وايجابي للفكره . عدة ادوار يمكن للوسيط ان يتبناها من ضمنها تفهم وجهة نظر كل طرف من طرفي النزاع ...الجلوس ضمن قواعد سلوك عامه لتحسين مبدء استخدام توجيه المشاركين باتجاه نمط تفاعل مثمر.  التواصل...
استخدام قوة التوازن  و اخيرا مساعدة اطراف النزاع في الاتفاق على خطة تفاعل قادمه ... عندما يقوم احدنا بدور المحكم فانه من بالغ الاهميه اعطاء حكم عادل لربما يغضب البعض ولا ينال رضا جميع المشاركين . عندما نواجه التحديات فاننا نميل الى مراجعة البدائل المحتمله ونحاول التوصل لافضل حل يتناسب مع الامكانيات و مع الظرف القائم الذي نتعامل به. الخيارات الغير مرغوبه يتم التخلص منها , بينما يعض القرارات تتطلب منّا الاخذ بعين الاعتبار العديد من الاعتبارات , تتطلب المزيد من التحليل ولربما الاستعداد لتقبل الشعور بالالم  كمشاعر مرافقه . افضل حلولنا تصبح موقفنا تجاه الموضوع ... احتياجاتنا , اهتماماتنا, وحتى مخاوفنا. جميعا تلعب دوراً في عملية تبني الموقف. سوء الفهم والتناقض يمكن ان يطلا برأسيهما على شكل فتنه ... نار تشعل فتيل الاقتتال بين الناس في حال تكون الحلول غير متشابه مع حلول الاخرين . عدة خصوم (خصومات) تتجمع و تتداخل لخلق تعقيد اكبر واعمق في جوهر وشكل النزاع . عدونا الاول... الطبيعي والمتقدم دائما ( في الاولويه ) يكمن في احتياجنا لتفسير وشرح وموقفنا اولاً, بعد ذلك نناقش الاسباب اذا ما تم تفهم موقفنا ( وجهة نظرنا ) . لماذا نصر على ذلك ؟؟؟ ... لاننا نعتقد اننا بذلك نضمن توصل الموجودين لذات الاستنتاجات التي لدينا. عدونا الثاني... يكمن في عدم قدرتنا على الاصغاء للاخرين . الاصغاء يتجاوز جلوسنا بهدوء حتى يأتي دورنا في الحديث , الاصغاء يتطلب جهد حقيقي علينا بذله لتفهم وجهة نظر الطرف الاخر. عدونا الثالث... يكمن بالخوف ... خوفنا من ان  فهمنا ... طريقنا لن يتحققا , الخوف من فقدان شيئ نثمن و نحب ... شيئ ذو قيمه ماديه \ معنويه لدينا ... الخوف من الحقيقه " فالحقيقه حتى تتواجد تتطلب بالاصل  وجود طرف \ شخص جرئ يرويها , وطرف اخر اكثر جرءه لسماعها" ... الخوف من الظهور بمظهر الاهبل\ المجنون \ المتخلف او حتى الخوف من فقدان ماء الوجه. ان الخوف المتكرر لدينا يكمن في ان لا نكون على صواب \ على حق بمواقفنا او رؤيتنا . العدو الربع ... هو الكامن في حجر  الافعى الذي نسميه  الافتراض الذي يقول على احدنا ان يكسب و بالتالي على الطرف الثاني تحمل الخساره ... وان التناقض بيننا  لا يتم  تجاوز الفروقات فيه الاّ من خلال المنافسه .
يقول الخبير  ستيفن كوفي:-
" هناك عدة تكتيكات مساعده لتحسين نمطنا التواصلي , هذه التكتيكات في حال تبنيها تساهم بشكل واضح في نتاج مثمر لعملية التعامل مع النزاع. اولا " علينا البحث الجدي لايجاد حالة تفهم للطرف الاخر و من ثم نحاول شرح موقفنا ليتسنى للطرف الاخر تفهمنا . اذا شجعنا الاخرين في شرح موقفهم و وجهة نظرهم اولا , فانهم سوف يكونون على استعداد اكبر لسماعنا لاحقاً."...  ثانيا :- نلخص ما عرضه لنا روجر ميشر و وليام اري من خلال بذرة عملهم.." الوصول الى نعم".
الاشخاص المختلفون بارائهم \ مواقفهم حول قضيه معينه  ,عليهم التركيز على احتياجاتهم اكثر من التركيز على مواقعهم \ مناصبهم ... فالتركيز على المناصب ... المواقع تقودنا نحو الرغبه في التقليل من اهمية عدم  اتفاقنا ... بينما حين التركيز على احتياجاتنا نجد انفسنا امام الكثير من العناصر المشتركه التي تفوق توقعنا وافتراضاتنا حولها .لذا نجد انفسنا ملزمين في ارضاء مجمل الاحتياجات عند الطرفين .
عندما تصبح الصوره جليّه حول النزاع , فاننا ندرك اهمية عدم الوصول لمرحلة ... انا رابح ,,, انت خاسر .الان يتضح لنا اهمية عدم القاء اللوم على الاخرين , او اجراء تسوية مجزوئه توصف بالمثل الشعبي " حل نص كُم" . من المهم بمكان التشديد على اهمية ان يربح الطرفين .
 ان تعلًم كيف نتمكن من ممارسة المبدء القائل " الخلاف لا يفسد بالود قضيه". , والعمل من خلال السعي لحل المشاكل لربما يكون واحد من اهم المهارات التفاعليه لتطورنا .
حتى نستخلص العبر ... نؤكد على ما يلي:- عندما نقول لشخص " انا غير موافق \ متفق معك " فاننا نكون قد حشرنا الشخص بزاوية العزله, لذا التفاوض ( الحوار) الناجح على الاغلب يساعد في عنونة النوايا , مثل الرغبه في طرح الاسئله...  ولربما تكون اسئله صعبه , او تقديم اقتراحات , وهي اقل قابليه في الوصول الى عنونه صحيحه لموضوع النزاع , المشاكل سوف تنمو وتتعقد. اذا ما وضعنا كل احتياجاتنا جانبا و تم التركيز على وجهة نظر الشخص الاخر .
من اجل تجنب الولوج لمستوى الصدمه , اي الوصول لوضع يصعب فيه تهدئة الوضع والسيطره على الوضع المتجه الى  " الصدام و الاقتتال " , فانه من المناسب القول ... ان الاقرار برؤية الامور بعيون مختلفه ومن زوايا مختلفه يضعنا بموقف مناسب يسمح لنا بابداء الاستعداد في الاعلان عن قابلية تأجيل مشاركة احتياجاتنا لوقت اخر مقابل اعطاء فرصه جيده للطرف الاخر بالتعبير عمًا لديه من احتياجات \ افكار و اية امور اخرى تشكل اهميه لديه حسب وجهة نظره . في هذه المرحله وضع احتياجاتنا جانبا والمحاوله الصادقه للاصغاء للطرف الاخر سوف تشكل محطه رئيسيه تساهم في عدم الدخول الى بوابة الصراع المفتوح وهذا سيتم بسهوله لو قمنا وطلبنا من الطرف الاخر " رجاءً ساعدني ان افهم اهتمامك وملاحاظات... وجهة نظرك حول المشكله " .من الؤكد انه جزء سهل التنفيذ عند توفر الرغبه والوعي ... لكن الصعوبه تكمن في استخدام مهارة الاصغاء وعدم القيام بالرد او المقاطعه للحديث مهما كانت درجة حساسيتنا للامور التي يطرحها الطرف المقابل ... بدل التصريح للشخص المقابل لنا اننا فهمنا ( لذا عليه انهاء حديثه ) لنأخذ دورنا بالحديث , نستطيع ان نكون اكثر فاعليه من خلال اظهار الشيء الذي فهمناه . علينا مقاومة الرغبه المُلحّه لدينا بطرح وجهة نظرنا اثناء استماعنا للطرف الاخر ... ويفضل ايضا عند تلخيص ما تم استيعابه  اثناء الاصغاء ( ما تم فهمه) ان يتم من خلال طرح اسئله على سبيل المثال لا الحصر ... " هل قصدت اني اثرت غضبك عندما قلت \ فعلت كذا وكذا ؟" . بهذا نكون قد القينا الضوء حول نقطه معينه او امر معين ... علينا فلترة ما نطرح حتى يقوم الطرف الاخر بالتصريح اننا لامسنا بالضبط احساسه ... احتياجه ... و وجهة نظره حول القضيه (موضوع الخلاف ) . فقط الان هو الوقت المناسب لطرح ما لدينا من افكار ومواقف ... الخ . " لنا الحق الان بتوقع سماع الاخر لنا بشكل فاعل ". بعد القاء ما في جوفنا من ملاحظات , علينا بذل كل جهد ممكن للوصول الى حل للقضيه مستخدمين قدرات الموجودين بشكل ابداعي وخلاق .
ملاحظه " يجب اتخاذ و مراعاة الحذر وبشكل مضاعف عند الاختلاف مع اشخاص  ليس لدينا خلفيه سابقه عنهم ... او لدينا خلفيه ومعرفه سلبيه عنهم , لانّ هكذا امور من السهل ان تزيد من حدة النزاع \ الصراع ."

سؤال مهم يستحق التفكير فيه ... هل نسمح بتدخل فريق ثالث لحل النزاع ؟؟؟
احيانا يكون ضروريا وجود طرف ثالث يتدخل لتهدئة الامور و التهيئه لحصر النزاع . في احيان كثيره نتدخل في نزاع بين طرفين ونحاول الضغط عليهم بالقيام بالمصافحه والتقبيل وذلك بهدف اختزال النزاع  في مراحله المبكره ..." لربما يكون ذلك نافعا في ظروف معينه ". لكن في احيان كثيره يكون عملنا مجرد تحويل النزاع الى تحت السجاده التي نجلس عليها , اي ندفن المشكله مما يجعلها تتعفن وتتحول الى قاذورات سوف تتراكم وتجبرنا بالمرور عبرها مما يجعل الحل امرا معقدا وصعبا.
من الافضل لمن يرغب في لعب دور المصلح ( الوسيط) بين متنازعين ان يساعد الطرفين في الوصول الى وجهة نظر متقاربه من خلال تيسير وادارة الحوار بينهم ومشاركتهم الوصول لحلول مرضيه للطرفين ... اية حلول لا توفر ارضيه لحل يقود الى ... انا رابح ... انت رابح ايضا اي (لا غالب ولا مغلوب ). فانها تحمل في احشاءها بذور تجدد النزاع , لذا من الواجب- الملزم لمن يلعب دور الفريق الثالث ان يكون غير محسوب على اية وجهة نظر لطرفي النزاع بشكل حقيقي وليس ظاهريا فقط ... ان يكون ملمّا وقادرا على استخدام مهارة ادارة الحوار حتى يوفّر ارضيه صالحه توصل الطرفين الى نتيجه فاعله ومرضيه لهم ... عليه ان يكون حذرا و يقظا من البدايه وحتى النهايه بعدم التورط بالنزاع من خلال تبني وجهة نظر ... موقف ... افتراض ... قيم تميل لصالح طرف او حتى اللعب باتجاه دور السلطه ( القاضي) في اعطاء حكم قطعي بالقضيه. من المهم الاشاره ان الطرف الثالث اذا ما تبنى مبدء كل الامور مهمه وكلها متساويه بين الطرفين , هذا يرفع من احتمالية نجاحه افضل .
عندما يكون الطرف الثالث من الداخل بشكل او بأخر وليس خارجيا فالامور تصبح اصعب نوعا ما ... ليس الّا ان احد طرفي النزاع  ينظر له كمحكم اكثر منه مصلح او وسيط . حسم النزاع  وايجاد حل ناجع يصبح ايسر عندما يشعر المتنازعين باحترام نحو الطرف الثالث ودوره التكاملي في عملية الوساطه ... وهذا يدلل على تقدير لقدرته ونزاهته بالتدخل كوسيط في النزاع .تقدير واحترام الطرف الثالث امر بغاية الاهميه , لانه يساهم في انجاح عملية التفاوض و الوصول الى حل جيد .عندما يقبل احدنا لعب دور الطرف الثالث يجب ان يتمتع بدرجه عاليه من حفظ وصيانة المعلومات المتوفره حول النزاع وذلك لحساسيتها لطرف او لاخر او للاثنين معا .الثقه التي يوليها الطرفين تشير الى اهمية تحمل المسؤوليه .ماعدا امور محدده يكون الكتمان عليها يشكل مصدر نقد اخلاقي \ قانوني يحاسب عليه الوسيط في حال تكتمه عليه تحت حجة الثقه .لذا مهم جدا للوسيط ان يعلن موقف واضح تجاه موضوعة الثقه من خلال تحديد القواعد السلوكيه الحاكمه لها , اي مشاركة المعلومات تتم على قاعدة مدى الحاجه للمعلومه ( يمنع معرفة معلومه لا تشكل ضروره موضوعيه لاي شخص يتواجد في اطار النزاع  ) وذلك لمنع تسريب المعلومات او نشرها بقصد او بغير قصد ... فالكثير من المعلومات التي تتعلق باطراف النزاع تعتبر بمثابة غسيل وسخ  لا يرغب المعني به  بنشره لاعتبارات عديده . نشر الغسيل الوسخ يؤدي الى التعقيد و التفجير واجهاض الوساطه. عندما يقوم الوسيط تأكيد مبدء الثقه فان ذلك يسهل عملية الانفتاح عليه من قبل الطرفين .على الجانب الاخر من عملية التوسط بين متنازعين تتواجد ظروف حساسه احيانا تتعلق بدور الوسيط خاصه, وذلك يتعلق بظهور عجز لدى طرفي النزاع في الوصول لحلول مرضيه ... لذا التجربه تدعم فكرة تحوًل الوسيط الى محكم وهذا ما يحفز الطرفين باتجاه عمل اكثر جديه للتقارب وايجاد حل بينهما . القله من الوسطاء لديهم القدره والكفاءه المختيره لعب دوريْ الوسيط والمحكم بدون الالتفاف او المناوره على الحاله التي بين ايديهم . الابواب مفتوحه على مصراعيها , من ضمنها ابواب خطره تحتمل الدخول الى باب الاساءه في استخدام الدور. وهنا تكمن خطورة ان يشعر طرفي النزاع ان ما قيل من قبلهم كان مستندا لمبدء الوساطه والثقه المولاه لهكذا فهم , فيرتفع خوف اطراف النزاع من اخذ ما قيل من قبلهم لربما يستخدم  كدليل ضدهم في عملية التحكيم .
الوسيط انسان يساعد الاطراف على مناقشة الامور بهدف لئم جروح الماضي , و خلق وتوظيف كل الادوات المناسبه لمواجهة النزاع بفاعليه . يتوجب على الوسيط توضيح النقاط المبهمه التي يلتقطها اثناء حوار الطرفين , كما يوسع دائرة الرؤيا ( التنوير) لدى الطرفين ... مع ذلك الوسيط الناجح هو ذلك الانسان الحاضر ذهنيا بموقف المشجع للمتنازعين بمواجهة التحدي وليس اختصار الطريق لهم بحل النزاع (تقديم الحل كوجبه عشاء جاهزه ). الوسيط الناجح هومن يتمكن من تيسير العمليه التفاوضيه من خلال ...
 * تفهم وجهة نظر كل فريق من خلال تفهم الاسباب الداعمه لوجهة النظر المطروحه. 
 *تقيّم  رغبة الطرفين في الوصول الى حل .
*وضع القواعد المناسبه لاجراء حوار فاعل بين طرفي النزاع .
*مساعدة الطرفين التخطيط للمستقبل.
بين ما ذكر تحتل فكره تفهم الاسباب المؤديه لوجهة النظر ... وهذا ما يدعو بجلوس الوسيط مع كل طرف على حده , هنا يتوجب على الوسيط توضيح فكرة المصداقيه \ الثقه و اليات عملية الوساطه , كما يفضل تكرار هذه الفرصه بين الحين والاخر .مع ذلك يجب اخذ الحذر حول الجلوس المنفرد لربما يولد درجه معينه من الشك لدى الطرف الثاني حول حيادية \ نزاهة الوسيط مما يؤدي في احيان كثيره الى فشل الوساطه والوسيط .
على الوسيط ادراك عظم الحاجه النفسيه لكل طرف لشرح وجهة نظره و كلما كانت المشاعر اعمق كلما كان النزاع اكثر تعقيدا ... وعندما يشعر اي طرف انه نال تفهما فان العبئ النفسي ( المشاعر ) تكون قد زالت عن الاكتاف وهذا ما يسمى بالتفريغ العاطفي للاحتقان القائم . وهذا ما يقلل من الضغط \ التوتر لدى الاطراف ... وينقل الاطراف من الحاله الدفاعيه لدى كل طرف و بالنتيجه يكون الشخص \ الطرف اكثر ثقه بنفسه و مستقر عاطفيا ليستمع بفاعليه لوجهة النظر الاخرى... الجميل بهذه اللحظه ( الاستماع الفاعل) رؤية الامور تندفع باتجاه التفهم التبادلي لاحتياجاتهم  وبالتالي  هذا ما يؤسس الاحساس لديهم  بضرورة القاء اللوم على موضوع النزاع ذاته بدل القاء اللوم على انفسهم تبادليا فتراهم يرددون " يلعن ابو ساعة الزعل ". هنا يبدء النضج لدى الفريقين لايجاد حل وتبدء عملية الانفصام عن حالة النزاع جزئيا مما يؤهلهم لرؤية الامور من زاويه جديده تساهم كثيرا بالتوصل الى حل \ حلول للامر المتنازع عليه . عندما يتولد لديهم استنتاج ومن ثم يتحول الى قناعه ان كل طرف يمتلك خيار تغذية النزاع او التوقف امامه بهدف انهاءه...
يجدر بنا الانتباه لقضيه تتمحور حول حالات عديده يستمع الوسيط فيها بدافع الفضول وهذا ما يؤدي الى فوائد غير متوقعه . فبدلا من الاستماع لتاكيد وتثبيت الحقائق والوقائع , يجد الوسيط ان المتنازعين قد احضرا له غصن الزيتون , رغم وجود مشاعر الاحباط و الغضب و بالتالي يكون المتنازعين وبشكل غير واعي \ مدرك قد احضرا مقومات اعادة بناء العلاقات المهشمه بينهما  وعليه نكون قد حصلنا على انوية الحلول لانهاء ومواجهة الخلاف .الوسيط يتوجب عليه امتلاك مقدار كافي من الثقه بالناس وبدور الوساطه من اجل ازالة الغشاوه عن ابصار المتنازعين وبالتالي رؤية الامور من زاويه ايجابيه تساعدهم التوجه نحو الاتفاق والتصالح.

عندما يتفجر نزاع مع احدنا ... ماذا يحدث؟؟؟

للوهله الاولى نشعر بدخولنا الى عالم التيه الناتج عن ضغط التناقض \ النزاع  و فقدان سهولة الاسترخاء و النوم ( قلق... ارق... يحجب النوم عنّا) وهذا يدفعنا بالتفكير في الهروب من خلال اتخاذ قرار الانسحاب ... الانعزال ... الاقتتال . البعض منّا يقوم بعملية انكار لسلبية تأثير الاقتتال على حياتهم . لربما على الوسيط ان يعمل بشكل جدي لتهدئة المتنازعين ومحاولة جعلهم تذوق طعم الحياه بدون نزاع \ تناقض تناحري ... على الوسيط الناجح تقييم الوضع بين فتره واخرى , بين مرحله واخرى تعيشها عملية حل النزاع  . في حال ادراك الوسيط تعقيد وصعوبة انجاز الوساطه من الممكن العمل بتحويل الوساطه الى دور التحكيم ... لكن وبكل الاحوال يتوجب على الوسيط توفير اجواء امنه للحوار وعدم السماح لبيئة الوساطه بالتحول لبيئة القاء الاهانات المتبادله بين الطرفين . الوسيط المتمرس عليه توفير فرص التحوّل في مواقف الطرفين ,  فعندما يرى الوسيط الفرصه مناسبه ليقوم بتشجيع تبادلية القبول بمعنى ( قبول الاطراف لبعضهم البعض دون الموافقه على وجهات النظر لدى كل طرف للطرف الاخر) وفي ذات الوقت يكون القبول مصحوباً بدرجه معينه من الثناء \ المديح التبادلي بين المشاركين ... في تلك المحطه من عملية الوساطه ,فأن اظهار نوع من التفهم والتاكيد المتبادل على ايجابيه هنا او هناك يوفر اجواء صحيه للحوار. احد اساليب فعل ذلك هو طرح سؤال على طرفي النزاع ... ما هي الاشياء الايجابيه لدى الطرف الاخر ؟؟؟. يتم طرح السؤال بعد ان يتم تفريغ كل طرف لمشاعره السلبيه حول الطرف الاخر او حول موضوع النزاع .عندما يكون الوسيط قد اظهر تفهمه للتحديات التي تطرحها وجهات النظر المتناقضه .بالعاده تكون لدى الناس قابلية لعدم ادراك اي قيمه \ ايجابيه لدى الطرف الاخر خاصةً اذا كانت جذور العداء عميقه .لكن عندما يشعر الطرفين ان الوسيط قد تفهم وجهة نظره , نصل في ظروف كثيره الى توالد القدره لدينا في رؤية بصيص امل في التوافق مع الطرف الذي ننازع ... بدون بصيص الامل هذا , بدون غصن الزيتون فانه لا يوجد ضروره للاستمرار . فعندما نكون غير قادرين على رؤية اي شيئ ايجابي لدى الاخر فالاذى والضرر يزداد يوما بعد يوم على حساب احتمالية التوصل لحل من خلال الوساطه وهو كافي للقول ... ان النزاع لربما يحسم بشكل قهري عنيف استسلام طرف للاخر او نفي طرف للطرف المقابل . وهذا ما يزرع بذور الحقد والكراهيه التاريخيه بين الافراد \ الجماعات \ الدول . اما عندما يتمتع احد الاطراف بدرجه اعلى من النبل والتسامح فلربما يكون هناك حل اقل من نتائج الحل السابق لكن يضمن القدره على القبول والتعايش بين  الطرفين وهذا ما يوفر ارضية تجدد النزاع مستقبلا او تذويب ثلوج الحقد والكراهيه لدرجة الوصول بالتقاسم العادل والمنصف لمصادر تفجر النزاع وتحمل مسؤوليه كامله تجاه عدم تجددها.   

No comments:

Post a Comment