Tuesday, February 8, 2011

ماذا علمتني الايام \2


الدرس الرابع والأربعين:


تعلم تمرين الضحك

إذا كان ضروريا زوّر الابتسامة بعض الأحيان "الابتسامة سر حياة" إنها مفيدة عندما تتسلح بها بشكل حقيقي.. بعد ذلك تقدم بها أول ما تصادف الآخرين وحتى عندما تصادف ذاتك أمام المرآة.. اسأل نفسك كيف ترى ذاتك عندما تبتسم؟
الآن.. حاول تقطيب الجبين "كشّر أمام المرآة" ولاحظ المشاعر التي تتوالد لديك".. لترجع إلى تقاسيم الوجه الطبيعية.. مهما تكن تلك التقاسيم لربما لاحظت أنك تشعر بمشاعر أكثر إيجابية عندما تبتسم بمقابل عدم الابتسام- لذا لربما ستقوم بالابتسام أكثر إذا ما كان لديك مشكلة حتى اللحظة بالابتسام.. حاول ما يلي: ضع قناع وجه من قطعة كرتون وثبتها من الجانبين بمطاط يمكنك ارتداءه على الوجه عاملاً فتحة للعيون وفتحة للأنف وأخرى للفم، والمهم أن فتحة الفم يجب أن تضع على شكل ابتسامة خفيفة- ابتسامة عريضة، ثم البس القناع وانظر إلى المرآة تجد نفسك تلقائيا تبتسم.

الدرس الخامس والأربعين:


هل تمارس التواصل

من بين كافة التكنيكات بين الأزواج.. الشركاء أن أحدهم يستخدم في الجدال أو الاقتتال مع الآخر أسلوب مميت هو وضع عوائق التواصل "أي وضع حائط اسمينتي بين الشخص والشخص الآخر".. إن هذا أسلوب خطر على مستقبل الشراكة.. يقول أحد خبراء النفس في كتابه الذكاء العاطفي.. عند وضع العوائق بأنه الانسحاب من الحديث من خلال اتخاذ رد فعل يكون التعابير الجسدية فيه صخرية (جامدة) لا يقرئ فيها شيء ومصحوبة بصمت أنها تشبه مسافة جليدية تثير بالآخر الشعور بأن الأول يتعامل بفوقية وبدون ذوق.
إن أسلوب وضع العوائق الحجرية.. له تأثير ضار جداً على الصحة وصحة العلاقة مع الآخرين.. مما يدفع إلى استحالة إيجاد حلول لمواضيع الخلاف.. في حال كهذه أعراض فقر التواصل هي الأكثر احتمالية.. وهذا الوضع يمكن تحسينه عندما يتعلم الشريكين على الأقل شيئين
1)     الإصغاء المصحوب بالتفهم لكل الأشياء التي يشكو منها الطرف الآخر أو تأذى منها وعدم مخاطبة عقل الشخص الآخر حتى يشعر ذاك الطرف أنك متفهم له
2)     توكيد الذات.. وهي مهارة التعبير عن الأشياء بأمانة مثلاً "مشاعر خيبة الأمل والتأذي" بدون مهاجمة أو شجب الشخص الآخر



الدرس السادس والأربعين:


افتراضات معقولة عن التواصل

يعتبر التواصل أحد أهم أوجه التوازن والانسجام في العلاقات سواء على صعيد علاقات الأفراد أو المجوعات من أجل تفعيل التواصل يجب علينا التوافق حول:
1)     مهارات التواصل تكتسب أكثر من كونها موروثة لذا يتوجب علينا عدم التوقف عن تعلم مهارات التواصل
2)     افترض أن الرسالة التالية لك للآخرين سوف لن تستوعب بشكل صحيح جزئياً أو كلياً.. وهنا ستصبح أكثر تفكيراً بمحاولات التواصل الناجح.. دائماً حاول الحصول على تغذية راجعة خاصة عندما تجد أن النتائج غير مرضية افحص نفسك أولاً
3)     لا تقلق حول موضوع الوضوح.. بل اقلق حول استيعاب الطرف الآخر لما تريد إيصاله له.. لربما نطقت بالرسالة بشكل جيد ولكن تبقى احتمالية عدم وصول الرسالة للطرف الآخر
4)     معاني الكلمات لا توجد في القواميس تعريفات فقط موجودة هناك.. المعنى يتوفر عند الناس، لذا نحن لا نبث المعنى.. نحن نبث رسائل تثير المعنى لدى الناس
5)     عندما يكون شخصين موجودين في نفس المكان فإنهم يتواصلون أنت لا تستطيع أن لا تتواصل
6)     87% من المعلومات تكون مخزنة في عقول الآخرين تعبر عبر العيون.. عندما تتناقض كلماتك مع أفعالك فإن المستمع سوف يؤمن بالأفعال.. التواصل شيء مركب.. مستمر.. ديناميكي ومتغير في  الوقت ذاته.






الدرس السابع والأربعين:


حرر ذاتك من ظلمة واضطهاد الوقت

لا يوجد ضرورة لنا أن بأن نحكم من قبل الوقت رغم أنه يفرض ذاته علينا قسراً.. ونكون واقعين تحت ضغطه الذي يتجاوز حدود تحملنا.. وهذا ما يدفع إلى حفر قبورنا المبكر.. إذا توفر السلام الداخلي لدينا يتوفر خارج حدود الزمان، من هنا تأتي فكرة التحرر الذاتي من اضطهاد الوقت.
1)     ذكر نفسك أن الوقت هو نتاج التفكير.. كيف ترى الوقت وماذا تعمل به هي الفكرة المحورية التي تصنع الفرق بين شعورنا بوجود وقت كافي أو عدم توفر الوقت الكافي لأداء الأشياء
2)     عش اللحظة في معظم الأوقات.. هذا ما يجعلك تلامس الحياة في الوقت الوحيد الذي تعيش.. بالتحديد حياتك الآن.. أينما كنت تحصل على المشاركة في أكبر ثراء وغنى بعد أن تركت الطيار الآلي ينقلك إلى عالم الوعي والقبول
3)     أعطي نفسك وبإصرار بعض الوقت كل يوم للاسترخاء والتأمل.. السكينة والاسترخاء والتركيز للخروج من دائرة الزمن حول تجربتك للوقت عندما تعود لوضعك الأصلي (ما قبل التأمل والاسترخاء) إذا كنت نجحت بالتأمل والاسترخاء اليومي فإنك تصبح قادر بالطيران مع الزمن بدل محاربته أو الشعور بأن الوقت يجرفك في تياراته. هذا يعني وضع أولويات الأشياء التي واجب عليك أو ترغب في أداءها وفي ذات الوقت بوعي اختيار بعض الأشياء الأخرى.

الدرس الثامن والأربعين:


كيف تبني صورة إيجابية لذاتك؟

الكثير من الناس الذين لم يتمكنوا من تحقيق الذات يعانون من انخفاض مستوى صورتهم لذواتهم.. يعتقدون أنهم غير كفئ وغير قادرين.. لحسن الحظ يوجد ما نستطيع أن نقدم لهم لإصلاح هكذا تصور سلبي عن الذات
1)     اعمل جرد حساب.. واكتب إنجازاتك بالحياة سواء كانت صغيرة أم كبيرة ولكن تشعر يفخر تجاهها
2)     ضع قائمة باتجاهات القوة لديك والسمات النوعية.. وكذلك أضف للقائمة بدائل إيجابية لكل العادات السلبية التي ترغب بتغييرها
3)     اعمل على تحسين مهاراتك.. اخضع نفسك لبرنامج تقوية الذات وحدد التحسينات الإيجابية التي تود إدخالها على حياتك
4)     استخدم كلمات إيجابية/ عندما تكلم نفسك أو تكلم الآخرين عن نفسك.. استخدم كلمات ترفع المعنويات وتبني السمات الإيجابية التي ترغب
5)     ضع المعايير الخاصة بك.. لا تقارن نفسك بالآخرين بل ضع قياسات لك حسب معاييرك الذاتية

الدرس التاسع والأربعين:


كيف نكتسب مهارة التسامح؟ التسامح من خلال التأمل

كيف نسامح؟
علينا تركيز التفكير حول كلمة تسامح وإرخاء عضلات البطن بينما تكون العيون مغلقة. ببطء استحضر إلى قلبك بهدوء.. مردداً " أنا مسامحك.. أنا مسامحك لكل الألم الذي سببت لي في الماضي بوعي أو بدون وعي من خلال أفكارك.. كلماتك وأفعالك..
مع أنك سببت لي الألم في الماضي فأنا أعلن من قلبي أني سامحتك، أني آمل أن تلامس كلماتي هذه قلبك وتباركك
كيف تُسَامحْ؟
كرر نفس السيناريو السابق ولكن عليك أن تسأل أنت طالباً من الشخص المسامحة "أنا يا أولادي اطلب بأعلى صوتي المسامحة على كل ما سببت بقصد أو بدون قصد أي أذى كلمة من خلال أفكاري.. كلماتي.. أو تصرفاتي.. أنني أمل أن تصل كلماتي إلى أعماق قلوبكم وتغمرها لعلكم تسامحوني..
مسامحة الذات
نفس الأسلوب والطريقة السيناريو مركزين على الذات كشخص آخر ونردد أنا أسامحك.. أنا أسامح ذاتي.. أنا أسامح صبري على كل ما صدر منه من أذى لذاته بقصد أو بدون قصد.. الخ.


الدرس الخمسين:


كيف نساعد أطفالنا ليصبحوا مسؤولين؟

امتحان صغير أعط خمس علامات على أشياء تفعل مع طفلك وصفر على أشياء لا تفعل أو أي رقم بينها حسب قناعتك بالسلوك

                0       1       2       3       4       5

·        أنا أعطي طفلي مخصصات منتظمة
·        لطفلي عمل له يؤديه حول البيت           
·        أنا لست دائم الاتقاذ لطفلي عندما يوجد لديه مشاكل
·        لدينا عادة وروتين لمساعدة كل واحد ينهي واجباته
·        أنا لا أنجز مهمات طفلي المدرسية
إذا كان مجموع النقاط 20 أنت تربي طفلا مسؤولاً، 15-20 مسؤولين بدرجة متوسطة، تحت الخمس عشر عليك إعطاءه مسؤولية أكبر.

الدرس الواحد والخمسين:


السيطرة على الذات
الإدراك مقابل دفن الرأس بالوسادة كأسلوب تعامل مع الغضب

الناس تتعامل مع الغضب بأكثر من طريقة، أحد الطرق كبته داخلنا، وطريقة أخرى التعبير عنه تجاه شخص آخر وأسلوبين في أغلب الأحيان لا يضمنان نتائج مرضية.
بعض الناس تستخدم تكنيك دفن الرأس بالوسادة حيث يتم تفريغ الغضب.. وهذا ما يجعلهم يشعرون بنوع من التحسن بعد أن يصلوا مرحلة الإرهاق الجسدي والنفسي.. ولكن خبراء في علم النفس يؤكدون أن دفن الرأس بالوسادة لا يشير إلى تلامس حقيقي مع الغضب.. بالحقيقة إنها لا تجعلنا نلامس غير الوسادة.. جذور الغضب ما زالت قوية ومتماسكة.. غضب سوف يولد ويتجدد مما سيدفعنا إلى تكرار الدفن في الوسادة.
الإدراك هو تم إخضاعه للامتحان كأسلوب تعامل مع جذور الغضب من خلال التنفس الواحد فينا يصبح مدرك لجسده، مشاعره، ردود أفعاله، إدراك الغضب هو ما يجعلنا نلامسه.. كما نتنفس الشهيق والزفير وعندها يصبح الغضب أقرب للحال الطبيعي بدون كبت له.
إدراكنا مثل ضوء الشمس في نمو النباتات.. سوف يهتم برعاية كل الأمور.. ضوء الشمس لا يبدو بالظاهر بأنه يقدم الكثير للحياة غير الضوء ولكن الضوء والإدراك يملكنا قوة التحول البطيء والداخلي الكافي لنمو وتطور الحياة فينا..
لذا ممارسة عملية الإدراك باستمرار سوف تزودنا بطاقة التحول التي يجعل من الزهرة النائمة تتفتح وتمنحنا جمالها وزهورها.. عندما ندرك ونفهم طبيعة الغضب وجذوره نكون قد خطونا خطواتنا الأولى نحو التحرر منه..

الدرس الثاني والخمسين:


كيف نطلق الغضب ونتصرف به؟

1)     تكلم مع صديق ثقة.. الصديق يساعد في رؤية الأمور بطريقة أكثر وضوح
2)     حاول تفهم الحافز لدى الشخص الذي أغضبت
3)     اضحك واسخر بروح الفكاهة من الموقف.. لا تأخذ الأمور بدرجة من الجدية العالية
4)     اقضي بعض الوقت لوحدك.. تمشى في شوارع هادئة على شاطئ البحر أو في منطقة جبلية
5)     استمع لموسيقى كلاسيكية هادئة أو اقرأ رسالة جميلة أو كتاب جيد

من أجل استرخاء الجسد إليكم بعض الاقتراحات:
1)     دع جسدك يتحرك مثل إنسان ثمل (سكران حد الثمالة)
2)     اعمل قدر الامكان بوضوح جسدي مريح.. تذكر الضغط على الجسد ينتج ألم  في الكتف وإرهاق عصبي
3)     افحص ذاتك 4-5 مرات يومياً وقُل لذاتك أنا أجعل عملي أصعب مما هو عليه.. أنا استخدم عضلاتي لأشياء ليس لها علاقة بعملي اليومي.. أسأل نفسك آخر النهار كم تعب أنا؟ إذا كنت تعب ليس بسبب العمل الذهني الذي عملت بل بسبب أسلوبي بعمل ذلك..



الدرس الثالث والخمسين:


هل يكون تركيزك منصب دائما حول ذاتك؟

الأشخاص الذين لا يعرفون مهارة الإصغاء هم بالغالب أشخاص غارقون في ذواتهم واهتماماتهم الذاتية وهذا له نتيجتان:
1)     شخص أقل فاعلية في التفاعل مع الآخرين
2)     هذه العادة في التركيز على الذات تؤذي الصحة الجسدية/ النفسية والعاطفية
الناس من هؤلاء أقل عرضة لأمراض القلب ولكن أكثر عرضة للكآبة.. القرحة.. الشعور بعد الأمان.. القلق.. والتوتر لدرجة الهوس في بعض الأحيان.

الدرس الرابع والخمسين:


الطريقة الوحيدة لتظهر الحب لشخص آخر

أنها ليس كما يمارس في الفكرة المسيحية ... التقليد هو أن تحتضن الشخص وتحضر لها كوب ساخن من الحساء عندما يكون مريضاً.. ولكن إظهار الحب يتجلى بأن نصغي له وأن نرى ونؤمن بالخير والحب الذي بداخله وهذا ما ينعش القلب والروح.. من أجل نشر الحب مع الآخرين.. عندما يوجه لك انتقاد معين تبسم فقط وقول لمن حولك أن صديقي لا يعرف إلا القليل عن الأخطائي!!!
ماذا نتعلم من النقد
إذا اتفقنا أن عملية النقد لا يمكن تجاهلها أو منعها لأن الناس لم ولن يولدوا نسخ كربونية عن بعضهم البعض حتى التوائم ذات الهوية تختلف عن بعضها البعض,, لذا علينا التعلم من تجارب الاختلاف والتنوع الموجود بالحياة.. وإذا قبلنا الآخرين كما هم نبدأ برؤيتهم بوضوح ونتقدم بالتعاطي مع النقد كشكل من أشكال التباين أو التناقض.. يكون الحل بإيجاد الوسائل البناءة لحله هذا التباين أو التناقض..
 إننا نكتسب جزء من بعد الرؤيا عندما
1.     نقر أن النقد (التباين) هو وسيلة تصدر عن الشخص بدافع حماية الذات وليس بدافع الحب الذي يشعر به الشخص تجاه الآخر.. هي محاولة للسيطرة، التخلي عن أو حتى التغطية على مشاعر عادية غير مستقرة "هشة" من الخوف أو التأذي.. هذه المشاعر لا تساعد على النمو العاطفي/ الروحي لكونها مشاعر تدفع بسلوك غير محب ويؤدي إلى العزلة عن الآخرين وانخفاض الروح المعنوية.
2.     الإقرار أننا منفتحون للتعلم من النقد.. التباين عندها نصبح قادرين على فهم ذواتنا وتفهم الآخرين.. بدل من حماية مشاعرنا نتلمس تلك المشاعر لنتعلم حول الخوف أو المعتقدات التي خلقت لدينا شعور بعدم الراحة أننا نستطيع إضفاء معنى للحياة.

·        جرب أن لا تغضب بعد سماع النقد.. الغضب يقتل الحب في الآخرين كما تقبله في داخلنا تجاه الآخرين فننتقد الرؤيا والسمع ويمنعنا من معالجة الموضوع بشكل فاعل.
·        اسمع بإصغاء وتركيز للنقد.. حاول تفهم ما قيل من نقد ولماذا قيل.. وهذا ما يجعل المنتقد يشعر بك بشكل أفضل.. لا تحاول الإجابة قبل أن ينهها الشخص الآخر نقد/ ملاحظاته.
·        منتقدي الشفقة الخرقاء.. لا يستند إلى حقد ما بل يمكن تفسيره بالعجز.
·        اسأل واطلب أمثلة لنواحي التقصير لديك من منتقدك أفعل ذلك برغبة أصيلة لتعلم الحقيقة.. تجنب السخرية أو العدائية.
·        شارك رؤيتك/ منظورك للموقف.. حدد أولاً مدى موافقتك على الملاحظة.. وبأدب وحزم صحح أية مفاهيم/ معلومات خطأ.. عالج الموضوع بهدوء وبدون انفعال.
·        أبد لا تتهم منتقديك بعدم العدل.
·        لخص محور عدم الموافقة بدقة واقترح خطوات تصحيحه لحل باقي الخلاف.
·        عبر عن شعورك بعد أن يتم معالجة الموضوع، أوصف تلك المشاعر حول النقد عندما وصلتك وأعطي تغذية راجعة لمنتقدك حول كيفية توجيهه الانتقاد بطريقة أفضل.
·        قدم الشكر للناقد واظهر تقديرك له ورغبتك بالتطوير حتى لو لم تشعر بالمساعدة.
·        طبق ما تم الاتفاق عليه.



الدرس الخامس والخمسين:


كيف تتعاطى مع الخوف

بالعادة الناس لا تلامس مخاوفها بذات الطريقة التي تلامس بها ضغوطاتها.. بل تكبتها في أغلب الأحيان.. الهروب للأمام من الخوف ذاته من خلال الكلمات أو الأفعال أو حتى التفكير..
عندما تتلامس مباشرة مع الخوف لا يوجد مراقب ولا يوجد مبرر لعدم القول أنا خائف.. وكذلك عندما تلامس الحياة بأية طريقة فأنت تلامس الكل وتنهي الجزئية التي تخلق المنافسة، الطموح، الخوف.
أنه من المهم أن نفهم الخوف بشكله المجرد هذا الفهم الذي يأخذ مكانه عند ملامستنا له عند الشعور بالتهديدفقدان شيء ما نثمنه.. لذا عندما نتحرك باتجاه عمل شيء للتقدم والنمو سوف نجد أن مخاوفنا زالت قلنا في السابق أن الضحك أولى الخطوات فعندما يأتي الضحك تهرب جنرالات الخوف من المكان.








الدرس السادس والخمسين:


قوة التواضع

التواضع الأصيل
يعتبر أفضل القيم الإنسانية الخالدة مع ذلك يبدو نادراً إيجاد أشخاص يمتلكون هذه الصفة الأصلية. أغلب الناس تظهر درجة معينة من التواضع في الحقيقة أشخاص خجولة أكثر من كونهم متواضعين وهناك فارق شاسع جداً بين الخجل والتواضع.
التواضع لا يلغي الافتخار وتوكيد الافتخار بالمواهب.. بينما الخجل يلغي هذا الجانب في ذات الوقت.. الخجل يظهر درجة معينة من المبالغة في إظهار الضعف الشخصي من خلال النوايا الصافية لإبداء الثناء أو حتى استقطابه..
سمات التواضع
التواضع ليس بالضرورة الحط من قدر الذات بل على العكس رفع من قدر الذات من الشخص لذاته..
·        وعندما تتوفر لدى شخص ما موهبة ما فإنه ليس بالنزاهة إنكار أو تحريف هذه الموهبة ,لذا لترجمة التواضع يجب أن يرافق هذه السمة الصدق والإخلاص.
·        التواضع كسمة أصيلة تتطلب الثبات و الخوض عميقاً في روح المرء والبحث عن الحقيقة.
·        الشوق إلى التعلم.. الإنسان المتواضع جاهز في أغلب الأحيان لطلب المساعدة من الآخرين عند الطلب.. في الواقع عدم قدرتنا على طلب المساعدة من الآخرين عندما تحتاجها هي دليل غير إيجابي على الإحساس بالكرامة الزائد.. فلا يوجد إنسان مستقل بشكل مجرد أي 100%.
الإنسان المتواضع شخص لا يخبئ عيوبه بأسلوب التعاطي مع الأسرار العائلية بل على العكس العيوب تعتبر أنها شيء يسعى الإنسان المتواضع لتصحيحه بدل من الكبت والاكتئاب الذي يزيد من حجم النواقص.
·        الإنسان المتواضع يحترم آراء الآخرين.. وهذا ليس دليل حساسية تجاه الآخرين.. بل أيضا رغبة قوية للتعلم منها بغض النظر عن المصدر التي تأتي منه.. فمثلاً نقول تعلموا من أطفالكم!!!
·        المتواضع لا يتعالى عن المهمات الصغيرة أو حتى الحقيرة منها.
·        المتواضع إنسان يشعر بالراحة والطمأنينة مع الذات دون أن يحاكم الأشياء حسب الوضع المادي/ الاجتماعي/ الأكاديمي..الخ

الدرس السابع والخمسين:


نقد السلوك بدل من نقد الشخص
حافظ على ماء الوجه عندما تحتاج توجيه ملاحظة أو حتى تقوم بنوع من التوبيخ لشخص ما نتيجة خطأ ما ارتكبه، يجب التقيد بانتقاد السلوك وليس الشخصية.
هناك فرق شاسع بين قول " عمل سيء.. أو أنت سيء" يجب أن لا ننسى حوار أي شخص حول بعض السلوكيات الغير مقبولة، أن يتم مراعاة الخصوصية أي الجلوس مع الشخص على إنفراد. يجب التقيد بعدم قول أو فعل أي شيء ينقص قدر الإنسان أمام ذاته,, ليس مهما بما أفكر أنا فيه عنك بل المهم ما تفكر فيه أنت عن نفسك!!

الدرس الثامن والخمسين:


 سر النجاح الحقيقي

هل النجاح بتحقيق المال، المركز، بالجاه الاجتماعي..؟؟! سر النجاح يكمن بأشياء عديدة مهنا:
1-   أن يتوفر لك الوقت بالسعي وراء المساعي الشخصية التي تجلب الرضا والسعادة.
2-   أن يتوفر لك الوقت للتعبير عن إيماءات الحب لأسرتك كما فعلت وتفعل وأنت سعيد.
3-   أن لا تقول لنفسك أو للآخرين ممن تحب "ربما في فرصة أخرى"
4-   أن تدرك بقلبك وعقلك حتى لو كان هذا اليوم هو الأخير لك على وجه الأرض أنك تستطيع المغادرة دون أن تندم على ذلك.
5-   أن تعمل وأنت تدرك أنك تقدم أفضل ما لديك بغض النظر عن الظروف التي تواجهك.
6-   الشعور بالتركيز والهدوء وأنت في العمل وليس الشعور بأنك مقطع بين أشياء عديدة.
7-   أن تعلم منطلقا من روحك أن أفضل ما تعمل تستطيع أن تفعل وأن أفضل ما تستطيع أن تفعل هو دائماً يكفي.
8-   القبول بمحدوديتك، العيش بسلام مع ماضيك والتعايش مع مشاعرك حتى يكشف لك القدر ما هو مقدر لك.
9-   أن الإنسان الذي يتخلى عن مشاعره يفقد ما هو أعز وأغلى ما لديه.. أنها إنسانيته.
10-    اكتشاف واستدعاء إلى السطح ما هو أفضل ما لديك من قدرات ومواهب وتقديمها للبشرية حتى تساعد آلاف من القلوب الجوعى.
11-    سر النجاح يكمن في إخفاء فرق بسيط يومي بالحياة بأن تجعل حياة شخص واحد إذا استطعت ولو دقائق فرحة سواء كان ذلك بالابتسام له.. الضحك معه.. إبداء اللطف أو تقديم يد المساعدة ليس المعيار الرقم السداسي، او الأكبر من ذلك في البنك بل القلب الراضي وسلام العقل هو أحد مقومات هذا السر العظيم.
12-    النجاح يكمن ليس بمقدار ما تراكم بل بمقدار ما تعطي وتقدم لأن كل ما تملك هو كل ما تحتاج.
13-    أن الشعور الإيجابي تجاه من تكون وتقدير أين تكون والاحتفال بما تنجز وتكريم المسافة التي قطعت.
14-    أن تصل بإدراكك مستوى الوعي الذي يدعي بأن وجودك الإنساني مهم بأهمية ما تفعل وتقدم.
15-    ولأن الأمر في سر النجاح يكمن بالدفع باتجاه الامتنان بكثير من الترحاب بالذات وبالآخرين وأن بالامكان مشاركة جزء منه مع الآخرين.
16-    العيش اليومي بقلب يفيض بالمحبة لكل ما هو حي ونابض.

الدرس التاسع والخمسين:


هل تعمل فقط من أجل المال؟

أبشرك بأنك لن تكون سعيداً ولن تكسب كثيراً.. لقد تعلمت أن الحياة المادية كلما تطاردها تهرب منك وعندما تدير لها جزء من ظهرك تلحق بك.. كالطفل تماما أثناء اللعب معه.. يجب أن تفعل أشياء يحبها. أنني أحب المال لكني أحب أن أفعل ما أحب أكثر..
·        عندما تحب ما تفعل فأنت أقل ارتباط بالمادة "المال" وتلقائيا تجد نفسك تكسب أكثر بالمعيار المادي.. أنا أثمن المال لكن أكرس عملي وجهدي لشيء يتجاوز حدود المال.. فأي شيء أعمل في أي وقت أكون منافساً ضد أناس يحبون ما يفعلون. فإذا لم أحب عملي فأنا سوف أقذف بعيدا من قبل أولئك المنافسين الذين يحبون ما يفعلون.
·        أن تفعل ما تحب ليس بوصفة لحياة سهلة.. إنها وصفة لحياة تثير الاهتمام.. بالأغلب هي مسؤولية أكثر ومشاكل أكثر.
·        أن تفعل ما تحب ليس له علاقة قوية بسنوات الخبرة أو التدريب أو التكلفة العالية.. أحيانا ينمو ما أحب أن أفعل جراء ولادة أنتجتها الكوارث والأزمات في المحيط
·        أحيان كثيرة ما نحب أن نفعل ليس بحاجة للكثير من المال.
·        المتعة تكمن بعمل ما يخصك والتمدد فيه ليس إلا أنك اخترت وليس لأنك مجبر على عمل ذلك.

·        كل فرد منا له مواهبه التي توجب الاكتشاف.. عند التعبير عنها أي المواهب.. نجد الفرح والمتعة.. ولاكتشاف المواهب بداخلنا علينا أن نسأل ذواتنا "ماذا أستطيع أن أقدم بدل من ماذا أستطيع أن أحصل".

الدرس الستون
 الدرس الاكثر اهمية في حياتي
الوعي الانتقادي
يتمحور هذا الدرس حول كيفية ادراك التناقضات الاجتماعيه , الاقتصاديه, والسياسيه من حولنا  من اجل تحديد موقف واضح منها.
السؤال المركزي يتجلى بكيفية التخلص من البراءه (السذاجه) الاجتماعيه والسياسيه ليتحول الانسان الى ناقد للاوضاع ومدرك لما يدور حوله , بحيث يكون قادر على تحدي معوقات النمو والتطور كما يكون قادر على عكس نفسه كمستهلك ايجابي للاحداث.. المعلومات. في حال تحقق لنا ذلك نصبح قادرين على التأثير في ظروفنا بدل ان نكون وليد لتلك الظروف فقط.
الوعي النقدي \ الانتقادي هو اسلوب ناجع للخروج من حالة الاغتراب مع الذات , ان الاغتراب مع الذات هو الحاله الاكثر خطورة على عملية النمو والتطور لدي الانسان بل انها تشمل في حدود التاثير العمليه الاجتماعيه برمتها ... في هذه الايام يعيش معظم الفلسطينيون تلك الحاله العارمه من الشعور بالاغتراب, رغم وجودنا داخل الوطن ... انه اغتراب مع الساسه والسياسيين , مع المبادئ والاخلاقيات التي حلمنا ان نبنيها ونحققها لتترافق مع تحرر الارض والانسان.
هذا الشعور بالغربه يهدد  بهذا الحجم ان سمح له بالتغلغل  الى اعماقنا خلق حاله الاغتراب مع الذات... لقد تعلمت اهمية قلع جذور حالة الاغتراب لدي كلما تولدت , رغم الشعور بالوحده في عالم متوحش من حولي نهجهه وثقافته تسعيان بجديه مطلقه الى ترسيخ الظلم و الاستغلال لكل ما هو ممكن وتستطيع ايديهم ( المستغلون*) الوصول اليه ... المهم ان لا افقد البوصله؟؟؟
ان تعلم الوعي النقدي, علمني ان القدريه ... الحتميه هي امر نسبي وليس مطلقا , لذا رأيت ان من واجبي عدم الاستسلام لهذه القدريه , وكأن المستقبل شيئ لا يمكن العمل عليه او حتى التعويل على تغييره بحيث ياتي (المستقبل) اكثر اشراقا واملا ... اكثر حبا و انسانية .. اكثر عدلا وامنا لنا جميعا.
هذا درس شمل ثلاثة محاور لها طابع التداخل والتاثير التبادلي . ساحاول تفصيلها بايجاز قدر الامكان
اولا المحور السياسي.. الممارسه السياسيه من حولنا تتناقض بشكل فاضح  مع مبدء الانسنه , اي اعتبار الانسان اغلى قيمه وجوديه.... فالسياسي يضع اهدافا ويعمل باتجاه تحقيقها ونادرا ما ينظر لتاثيراتالعمل الذي يدير وينفذ على مستواه الشخصي او من خلال حزبه|تياره| حركته على الاخرين بغض النظر عن كونهم مناصريه او خصومه... انه يرى النتائج فقط من خلال ارتباطها بالاهداف ولا يرى ( الكثير منهم لا يرغب برؤية) الكم الهائل من الجماجم التي سقطت بالطريق, ولن يرى بذات الوقت غير ارقام لا تعنيه بشئ سوي الاستخدام العملاني لتحقيق الاهداف ... بمعنى اخر اصبح هذا السياسي فاقد الشعور تجاه العدد الهائل من الثكلى والمعذبين من حوله , فكيف له ان يرى  حجم الكارثه التي بانتظار مرشحي الاستمرار بهكذا مسيره؟؟؟
المهم بالامر .. انني تعلمت معنى الحياه بالمغامره فيها , ووجدت نفسي امام استحقاق الالتزام تجاه الذات بالموقف الذي يناصر ويدعم كل قضيه انسانيه عادله ( بالمستوى الفردي\ الجماعي) .
تعلمت انني جزء اصيل من طبقة المضطهدين .. المهمشين والفقراء في هذا الوطن كما في هذا العالم .. لقد ادركت هويتي الطبقيه الواضحه والمحسومه في داخلي  الى يوم الفظ فيه انفاسي بلا رجعه.. نعم تعلمت كيف انتمي للفقراء والمعذبين ..كيف اؤمن بهم كبشر واحبهم كاخوه واعمل كل ما استطيع كواحد منهم او كجزء من اي جماعه تتجه باتجاههم... من اجل بث روح التحرر فيهم ومقاومة الظلم الذي يقعون تحت سياطه.. فأنا لست أقل من تشي جيفارا حين قال " أينما يوجد الظلم فذاك موطني". ولأطمئن من يفكر بأتهامي بالرومانسية أقول أنني مدرك تماما طبيعة المرحلة التي عنونها الشاعر مظفر النواب قبل ثلاثين عاما عندما قال " أنبيك عليا بحد السيف لو جئت اليوم لحاربك الداعون اليك وسموك شيوعيا".
لقد تعلمت ان السياسة شر لا بد منه وليس الزواج هو ذاك الشيء... تعلمت كيف أرى بعين الناقد السلوك المخادع والكاذب لعلم الكذب "السياسة"، والاساليب الديماغوائية "التظليلية" التي يمارسها سياسيو العالم الكبير كما هو الحال في عالمنا الصغير، تعلمت من روح القرآن أن أتعلم السحر ولا أعمل به، الممارسة التي تجاوزت ثلاثة عقود من عمري في الحقل السياسي علمتني كيف اكتسب المهارات المناسبة لمواجهة ومنع الاستغلال والاضطهاد الذي قد يلحق بي أو بمن أحب من حولي.
الفكرة الاساس في موضوع السياسة تكمن في ادارة الصراع مع المضطهدين "فتح الطاء" ضد المضطهدين "كسر الطاء"، حيث تحمل في احشائها فرصة حقيقية وكبيرة نسبيا يتحول خلالها العديد ممن هم في الطرف الاول الى معسكر الطرف الثاني وبهذا يتحول الشيء الى نقيضه ويتجدد معسكر المواجهة بتجدد الطرف الثاني... فكم من قوى ناضلت وضحت من اجل الحرية ورفع الظلم لتتحول بعد حين لأداة قمع واستغلال واضطهاد جديدة... أليس هناك حكمة عندما قال أحدهم أن الثورة يصنعها الأبطال ويحكمها الانذال؟؟!!
هذا هو الشيء المثير للاشمئزاز بالعمل السياسي... هو كيف يحمل السياسي بالداخل ضده... ولتلخيص الدرس أقول أن القيم الانسانية هي المعيار الاول والاخير بالامر فممنوع تجاوز حدود الانتماء خارج هذا المعيار وتغيير اية معايير أخرى على سبيل المثال لا الحصر معيار الانتماء للحزب او التيار او الحركة.. الخ
فالاحزاب والتيارات ما هي الا ادوات تستخدم لتحقيق أهداف وبرامج معينة حيث تكون بمراحل معينة فاعلة ومنتجة وتتحول بمراحل أخرى الى ادوات صدئة وفاشلة، لذا يجب علينا السهر الدائم على تغليب الانتماء الانساني على اية انتماءات اخرى.
المحور الثاني لقد تعلمت ان الانسان بغريزته قبل اداركه يتجه نحو امتلال مصادر المنعة والقوة هنا تعلمت اي نوع من انواع القوة هو الافضل لي وعلي السعي لامتلاكه... قوة المال.. قوة المركز.. قوة الجاه.... الخ
وجدت نفسي احب ان امتلك شيئا من كل ذلك لكن المهم انني لن اتنازل عن مصدر القوة لدي والمتجلي بانسانيتي اذا ما تناقض مع وسائل الحصول على مصدر القوة الخارجية التي اسعى على امتلاكها. أي انني وبكامل اداركي ووعي النقدي احب أن أحافظ  على الحب الكامن بداخلي والمنطلق من اعماقي مثل البركان لانشره في كل مكان ارحل اليه او احل به... وهذا ما يجعلني دائم التماس مع ذاتي وبهذا ازيد بعد المسافة بين ذاتي وحالة الاغتراب.
المحور الثالث والاخير، يتلخص بكلمات قليلة تتمحور حول مفهوم الحرية، تلك الحرية التي تنطلق من الداخل أي من الروح، لتكون حرية أصيلة غير قابلة للعزل او المصادرة... لقد تعلمت أن السجن بين جدرانه الضيقة يستطيع ان يصادر حرية الجسد في الحركة والتنقل، لكن هذا القلب المزروع بين الضلوع وهذه الانفاس التي تترجم الحياة لن يقدر احد على مصادرتها سوى دنو ساعتها. لذا كان القرار واضحا ان اكون فقط سيدا على نفسي ولنفسي ولن اقبل أكون سيدا على احد أو أقبل سيادة أحد عليّ.. فالحر لا يقبل العبودية ولا يقبل بالوقت ذاته أن يكون سيداً ولديه عبيد...
لقد تعلمت كيف أحمل بثبات وامثل باصرار الثقافة الحياتية المتراكمة عبر سنوات الفقر... التسول.. الظلم والاضطهاد تلك الثقافة النابعة من انسانيتي دون تمييز للون/ العرق/ الدين/ الجنس.. الخ. وأن أجعلها محور ومنبع السلوك اليومي لي على حساب الثقافات المتعددة التي تعرضت الى ادراكها وتحليلها بالتفكير النقدي لاحتفظ منها بكل ما هو انساني يحمل الخير.. الحب.. العدل لي وللاخرين. لذا ارجو من كل من احبني يوما ورأى فيا مصدر فرح وخير أن يقرأ ويستوعب هذه المفردات الواردة في هذه الدروس ويقارنها بالمعنى المتراكم لديه بالذاكرة دون ان يغلق العقل/ القلب/ الروح لعلها تشكل رافعة تغيير تبدأ بالذات وتكون شمعة مضيئة في هذا العالم المظلم بدل لعنه واستنكاره.
كلمة أخيرة في هذا الدرس، إن الحرية ليست الا ان تكون مسؤولا عن سلوكك الشخصي مسؤولا عن حقك في الابداع... في البناء... في التفكير وفي المجازفة وهذا يتطلب منك النشاط والفعل المدرك لتكون حرا واذا لم تفعل فأنت عبد وآلة تعمل ما يطلب منها الاخرين... فالنفس لا توصف لانها حرة الا بقدر ما تحققه من افعال ارادية قوامها الافكار المتمايزة ورائدها في ذلك العقل والضمير بروح ملؤها الجدية والمسؤولية.

الدرس الواحد والستون:


التعاطي مع التأجيل

إلى أولئك الأحبة من الناس الذين عايشتهم أو لم أعايشهم بعد.. تلك من الفئة المدمنة على مبدأ التأجيل كما قال لي صديق كندي زار جامعتنا في ذات يوم.. قال أنتم العرب تعملون حسب الاصطلاح الذي سماه B.M.I
B= بكرة
M= معلش.. شو صار.. بصير خير
I= إن شاء الله
كل هذه الأحرف ذات دلالة على فكرة التسويف والتأجيل لتنفيذ أمر ما..وعينا لهذه السمة لدينا وعدم رضانا عنها وعن نتائجها.. يدفعنا بالتخلص من الإحساس بالاستسلام لها لكونها بدأت فكرة وأصبحت موقف ذاتي, تجاه موقفنا من العمل والمهمات المنوطة به.. ولعمل ذلك هذه بعض الاقتراحات:
1-   قسم المهمات الكبيرة إلى مهمات أصغر منها.
2-   اكتب قائمة بالمهمة "المهمات" وفروعها.
3-   قم بتعيين وقت محدد وزمن مقبول لتنفيذ كل مهمة. "سوف تشعر بمزيد من السيطرة على الأمور".
4-   اعمل أولاً المهمات الأقل محبوبة لديك.. الزخم الذي تراكم في عمل ذلك سوف يوصلك إلى نهاية تنفيذ مشروعك.
5-   حول فكرة أداء العمل إلى فكرة لعب.. مضيفاً لها شيء من روح الدعابة التي تجدد تدفق الدم في عروقنا.
6-   من المفيد أن تسجل على قطعة صغيرة من الورق تقدمك في تنفيذ المهمات ومكافئة ذاتك بعد إنجاز المراحل ولو بشيء بسيط تحبه.. حبة فاكهة/ قطعة مثلجات.. الخ.
7-   إذا شرعت بالتنفيذ استخدم كامل جهدك حتى تصل نقطة النهاية في التنفيذ أو خط التوقف للراحة.. هذا ما سيوفر لك مستوى غير متوقع من الرضا عن أدائك.

 

الدرس الثاني والستون:


التأقلم مع نوبات الارتباك

بعض الأشخاص يتعرضون في وقت ما إلى حالة من الارتباك خاصة عند مواجهتهم موقف مفاجئ لا يستطيع جهازهم العصبي السيطرة عليه.. هذه المشاعر الغامضة بالخطر المحتوم تحضر إلى السطح بدون سبب ظاهر وتستمر من بضعة دقائق إلى مدى يوم كامل.. يتفاعل الجسد بكثافة مع هكذا نوبات..
من أجل التأقلم مع هكذا خالات لا تتكرر كثيراً علينا:
1)     تذكر بالرغم أن مشاعرنا والأعراض المرافقة مخيفة علينا التأكد أنها غير مؤذية أو خطرة.
2)     كل ما نعيشه في تلك اللحظات ليس إلا مبالغة في رد فعلنا للضغط الذي نواجهه.
3)     لا تحارب مشاعرك أو حتى تتمنى زوالها.. كلما كانت الرغبة أكبر في مواجهة تلك المشاعر المخيفة كلما كانت أصبحت أقل كثافة وأسهل للمواجهة.
4)     لا تزيد من الطين بلَّه من خلال التفكير "حول ماذا سيحدث" إذا وجدت نفسك تسأل "ماذا إذا؟؟" يجب إجابة نفسك ما بصير أكثر من اللي صار.. "شو يعني؟؟"
5)     عش اللحظة.. وكن مدركاً لما يحدث معك.. بدل الاهتمام بفكرة إلى درجة من السوء سوف يصل الموضوع.
6)     لربما يساعد أن تقيس درجة خوفك بين 1-10 درجات ولاحظ كيف يرتفع وينخفض.ز من المهم ملاحظة أن خوفنا لا يستقر بمستوى واحد وأنه يصل أعلى حدوده لدقائق فقط.
7)     عندما نجد أنفسنا غارقين بالتفكير حول خوفنا.. حاول تغير اتجاه التفكير قائلاً ماذا لو فكرت بِ....؟؟ ركز على ونفذ بعض المهمات الإدارية البسيطة.
8)     لاحظ أن توقفك عن التفكير بموضوع تلك الأفكار المخيفة يبدأ توترك وقلقك بالهبوط.
9)     عندما يحضرك الخوف اقبله.. لا تحاربه.. انتظر.. وأعطه مهلة من الوقت حتى يزول.. المهم الهروب منه ليس إلا تعقيد للأمور.
10)كن معتزاً بتقدمك على الخوف حتى لو كان تقدم طفيف.. حاول أن ترى كم من الجيد سوف تشعر عندما تزول موجة القلق وتستعيد السيطرة على الأمور وتشعر بالطمأنينة مجدداً.

الدرس الثالث والستون:


أول قانون للتطور الشخصي

قانون القبول.. القبول لا يعني الموافقة، التوقيع ولفظ حق الشروع، الإذن، التعاطف، دعم التنفيذ، حتى أن الموافقة لا تعني التشجيع، أو تنمية الرضا حول الشيء... القبول يعني أن تقول أنه هو كما هو عن الشيء وأن يكون الشيء هو ذات الشيء حتى نصل بشكل حقيقي لقبول كل الشيء الذي لم نصل على رؤيته بوضوح.
القبول بكلمة أخيرة تعني الاعتراف بوجود الشيء كما هو كبداية إيجابية للتعاطي معه كجزء من الواقع ليس إلا. القبول ليس حالة من السلبية أو الموقف الانتظاري.. أنه ليس الادعاء أننا غير قادرين على تغير العالم بالخير بدل الشر أو استبدال الشياطين بدل الملائكة.. القبول بالحقيقة هو الخطوة الأولى لاتخاذ فعل ناجح.
إذا لم نقبل وضع ما بشكل كامل وبدقة كما هو بالواقع, فإنا أمام مشكلة تغييره.. وإذا لم نقبله بشكل كامل لا نعرف أبدا إذا ما تغير الحال في الشيء. عندما نقبل.. نشعر بالهدوء والراحة.. تصبح صبورين.. خُذ بضع دقائق واعتبر موضوع ما أنت راضي عنه أنه ليس العبء الأكبر بحياتك، بل حدث صغير لم تستوعبه بعد.. لذا عليك الآن قبول الموقف "الحال" كما هو عليه.
دعه كما هو.. لأنه بالنهاية هو كذلك... أليس كذلك ؟؟؟ وهكذا وعندما تقبله سوف تشعر أحسن حوله.. بعد أن تقبله وتقبل كل شيء يتعلق به.. لربما تكون بوضع لا يحبه.. ولكن على الأغلب سوف تبدأ بالتوقف عن الخوف أو كراهيته.. بالأسوأ لربما إذا كرهت أو خففت الشيء فإنه الأقل مستوى.




الدرس الرابع والستون:

اخطاء ام دروس

نعم لا ترتكب الناس أخطاء بل.. تؤكد أنها لم تتعلم الدروس.. أليس زحل كوكب التشاؤم بنظر الآخرين هو من يعتبره الفلكيون المعلم الصارم الذي يجلدك, يبكيك ولكنه لا يكرهك بالضرورة.. أنه الفكرة ذاتها... أن الدرس الذي لا نتعلم (ما نسميه بالممارسة خطأ) يبقى يلاحقك ويجعلك تدفع ثمن وراء الثمن حتى تتعلم الدرس.
هل شعرت أو عرفت شخص ما أباح لك بالشعور بالفشل ونعت نفسه بالفاشل.. المهزوم.. المستاء من ذاته.. إذا كان الأمر كذلك.. إذن لربما لم يتعلم الدرس بعد.. الدرس الأول في تاريخ البشرية.. لا يوجد فشل بل يوجد تراجع أو مرحلة مؤقتة.. هذه المراجعة / المراوحة شيء ذو قيمة للنمو والتطور.. ألم يتعلم تيمورلنك من النملة وحبة القمح أن المثابرة والجدية وتكرار المحاولة هو السبيل للوصول إلى الهدف.. ألسنا من يردد أن الضربة التي لم تقتلني تزيدني قوة.. لذا من المناسب أن نتأمل أحد قواعد إنسانيتنا.. إننا نتعلم من التجربة والخطأ.. أحيانا نصل لما نريد وأحيانا نتعثر فنعيد الكرَّة مجدداً.. إذا أردنا أن نكون أوفياء لفكرة الصدق.. أن الذين يدعون أنهم فاشلون يعلموننا سر النجاح أكثر من التعلم الذي اكتسبناه لمنظور النجاح ذاته.. رؤية "الفشل" كفرصة للتعلم.. لقد قال أحدهم كل لحظة/ موقف تعيش فيه خارج نطاق توقعك هو فرصة للتعلم ,شيء مهم حول سلوكك وتفكيرك.. كل موقف تشعر به أن شيء ما خطأ عند الآخرين ظلم لحق بك منهم هو لحظة حقيقية للتعلم حول ردود فعلك سواء كانت الممارسة الخطأ منك أو من أناس آخرين فإنها شباك مفتوح لك لتدخل عالم روحك حتى و إن كان عن غير طريق الباب الرسمي.
عندمانعتبر معوقات وتحديات الحياة لنا مجرد فرص, نتعلم منها نكون دفعنا بقوة حلقات النمو والتطور لدينا.. أنت وأنا مسؤولون عن حياتنا كل واحد بطريقته.. أرفع درجة المسؤولية إلى مستوى التحدي.. بدل الانهزام أو تقمص ثوب الضحية أو بناء الجدار العازل حول أرواحنا وعقولنا.





الدرس الخامس والستين:


الشعور بالدونية

لا يوجد شيء يضايق ويزعج الإنسان أكثر من الشعور بالعجز , وهوالمنتج للشعور بالتعاسة والبؤس ونقص الثقة بالذات. من المفيد أن ندفع عقولنا بصور تمثل النجاح فتبدأ عقولنا بتطوير آليات النجاح.. يمنع بتاتاً التفكير حول ذاتك واصفاً نفسك بالفاشل.. هذا هو عين الخطر.. لأن العقل ببساطة يكمل تفاصيل الصورة التي تصنع عن نفسك.. فاصنع صورة النجاح وليس الفشل.. وكلما راودتك صور/ أفكار سلبية استبدلها بصوت عالي بصور وأفكار إيجابية تلغي الصور الأولى..
لا تضع حجارة عثرة في خيالك.. المعوقات والصعوبات توجب دراستها لتجاوزها.. ولكن يجب أن نرى من منظور الواقع التي تجسد. وهنا يجب التحذير أننا أحيانا كثيرة نقوم بتضخيمها بدافع الخوف.. مجرد المحاولة في تقليد الآخرين أو الهروب منهم بأسلوب النعامة دفن الرأس بالرمال لا يلغي وجودهم.. علينا تقدير لما نستطيع بشكل عقلاني وباستمرار.. أنا شخص أحب أن أرفع مستوى قدراتي 10% على الأغلب... لا تكن دائم التفكير بالذات ولكن علينا تطوير صورة متكاملة عن الذات يمثلها الاحترام.. من الجدير قوله أن استشارة شخص كفئ قادر على المساعدة في فهم الذات ليس بالشيء المهين أو المعيب فكل واحد منا في وقت ما.. ومكان ما يحتاج لهكذا رأي ومشورة..
بالنهاية يجب أن نتعلم حول مصدر شعورنا بالدونية.. معرفة الذات كما قال اليونانيون القدماء أهم من احتلال وغزو بلد آخر, معرفة الذات عمليه مستمره توجب علينا البحث المستمر لكشف خفاياها واسرارها , والاهم الكشف عن كنوزها وما تختزن من قوي كامنه......






الدرس السادس والستين:


كيف تتوصل إلى إدراك رسالتك في الحياة؟

إن من أعقد وأهم الأمور الخاصة للإنسان الناضج أن يدرك الهدف من الحياة والوجود. كبار سن من حولنا يميلون بوعي أو بدون وعي فرض قيمهم وحتى معتقداتهم علينا وكأنهم يرغبون أن يرو أبناءهم وأحفادهم جنود تكمل رسالتهم في الحياة.. بكلمات أخرى يدفعوننا وبشكل نسبي يختلف من شخص إلى آخر إلى الارتباك وأحياناً يصل الأمر إلى حد الجنون مما ينتج لدينا ومعهم الكثير من الإشكالات والعقد التي تظهر على شكل أزمات تبدأ ولا تنتهي. قبل الخوض أكثرفي الموضوع اعتقد ان  على كل واحد منا أن يصنع تاريخه ويحدد رسالته في الوجود.. لن يجدي نفعاً النسخ أو حمل رسائل الآخرين. علي أن أحمل رسائلي فقط. و احد الرسائل الشخصية لي في الحياة العمل من أجل المساعدة في تغيير البيئه من حولي لما هو افضل... على الراغبين في تحديد رسالتهم الحياتية نقول... إذا كان لديك ذاكرة طويلة المدى جيدة أو حتى البوم صور يجمع لك ذكريات في مراحل مختلفة قم بالتأمل والمراجعة، واعمل جرد بالأحداث التي تركت أثراً في نفسك. هذه هي الأشياء التي تشير إلى من تكون بشكل واقعي.. عند عمل ذلك أنت تفعل الشيء الصحيح.. أولى الخطوات وأهمها.. لأنك ترسم صورتك الذاتية عبر السنوات والأحداث.. الخطوة الثانية حاول التعرف على أية أنماط (نمط) تكرر في تلك الأحداث.. مثلاً ظهورك عدة مرات في الملاعب تشير إلى المواهب الرياضية وهكذا الحال إذا كنت تغني.. تعزف.. تشير إلى المواهب الفنية فإذا كنت طبيباً تستطيع أن ترى بوضوع أنك بعيد عن رسالتك الحقيقية.. لربما أصبحت طبيب لترضي والدك.. والدتك أو لتصبح غنياً بسرعة؟؟!!.
دعني أسأل سؤال بسيط " في يوم عادي ما هي أحلام اليقظة لديك؟" ليس في يوم إجازة بل في يوم أنت فعلا غارق فيه بالعمل والمسؤوليات.. ما هي المواهب التي تستخدم.. ما هي الأشياء التي تعني لك الكثير..
الخطوة التالية لربما غير سارة ولكن يمكن النظر لها بإيجابية.. تخيل أنك ميت قريباً.. أسأل ذاتك حول الانجازات والسمات النوعية التي تحب وتتمنى الناس أن تذكرها عنك في مواقف الرثاء والعزاء.. إذا كان الذكر لك قصيراً وعابراً بعد موتك ماذا ستفعل لتغير ذلك. ماذا تفعل لتضيف عليه حتى يصبح الحديث معبرا عن رغبات وأحلام وأمنيات لم تتحقق لأنك لم تعمل على تحقيقها.. دعنا نفترض أن مواهبك تعمل أفضل معاً أي في أكثر من اتجاه.. لنفترض أن أربع مواهب أو ثلاث مواهب لديك كيف يمكن لهذه المواهب أن تشكل فريق واحد.. على سبيل المثال ان اكتشفت أنني أميل للعمل النقابي بالدفاع عن الآخرين شيء جميل وممتع وعايشت هذه التجربة لعقدين أو أكثر من الزمن، لكن كان عندي موهبة أخرى الاستمتاع في ممارسة علم الفلك الغيبي من تحليل الشخصية حتى وضع توقعات آنية أو بعيدة المدى.. عند ربط الموهبتين معاً أجد نفسي أحمل رسالة إلى الآخرين تحاول ايجاد الوسائل المختلفة لمساعدة كل من يطلب مني المساعدة.. عرفت رسالتي بالحياة التي جسدتها بكلمات بسيطة "أنا من أول يوم أدركت الحياة ومعناها.. ولدت ضمن فئة (طبقة المعذبين/ المهمشين في الأرض).. فقررت أن استخدم أفضل ما لدي من حب/ فكر نشاط مشاركاً كل من يتوافق معي في الرسالة بخلق حياة أكثر إنسانية وذلك بخلق ظروف أكثر ملائمة للنمو والتطور الإنساني فينا"
وأخيرا.. الكثير يعتبر الأحلام خيال.. أنا هنا في موقع مختلف الحلم في اليقظة كما في النوم.. هو هدف ورسالة تصرخ فيك العمل على اشباعها وتحقيقها.. لذا أنصح باستخدام أحلامك لتساعدك على كشف رسالتك.. لأنها بوابات اللاوعي للعبور لأعماق الوعي الذي يمكننا من عكس روحنا الحقيقة.. أنت تستطيع وبإدراك واعي التحضير لهكذا أمر من خلال التفكير وكتابة رسالتك في الحياة قبل النوم بينما تحاول النوم أسأل عقلك وقلبك " ماذا أحب أن أفعل بحياتي.. ما هي رسالتي ودوري في الحياة؟؟"
قبل النهوض من الفراش وفي أول فرصة تستيقظ فيها أكتب أحلامك وحاول رؤية وتحليل أي رابط بينها وبين الأسئلة إذا لم يتوفر أي رابط كرر المحاولة في يوم وليلة أخرى. تستطيع كذلك الجلوس لوحدك وإجراء جلسة واعية من التأمل والحلم اليقظ لوضع التصور عن رسالتك الشخصية في الحياة.. تذكر حمل رسائل الغير قد يجلب بعض الرضى للغير لكن لن يجلب لك الرضى..







الدرس السابع والستين:


كيف ترى المشاكل من منظور آخر؟

عندما نغرق في مشاكلنا.. ونشعر أننا غير قادرين على الخروج من مستنقعها، علينا النظر اليها بمنظور جديد ووضعها في مكانها الصحيح.. أحد الأساليب التي أحب أن أسلكها في هذا الطريق استخدام روح الدعابة ليس بهدف الدعابة بل من أجل ترطيب الأجواء واكتساب منظور أشمل لها.. يكسر المنظور التقليدي القائم لها في عقولنا..
كسر الإطار القديم مثلاً يمكن القول بصوت عالي هل أخي رتب المكتب.. المشترك ها ها ها هذا الأسلوب التهكمي بعض الشيء إذا لم ينجح في خلق جو مرح لديك ووجدت نفسك سخيفاً.. فأعرف أنك وصلت إلى هدفك.. لقد ابتعدت قليلاً عن المشكلة وستجد نفسك أكثر قدرة أسهل على التنفيس عنها..

الدرس الثامن والستين:


ماهي درجة الحسم لديك؟

من منا لم يتعرض لظروف وضعته في خانة اليك كما يقولون.. أي الظروف تقول له كش ملك كما في لعبة الشطرنج؟ بكلمات أخرى مطلوب منك اتخاذ قرار أو قرارات حاسمة.. عندما نكون بوضع نعجز فيه عن اتخاذ القرار في الوقت المناسب تبدأ المواضيع والأحداث بالتراكم لدرجة تصل فيها بالشعور بالتوتر.. القلق.. الإحباط والشعور بالغرق..
من المفيد ترسيخ عادة  التخلص من القضايا العالقة بسرعة تتلائم مع ظهور الاحتياجات.. إذا شعرت بوجود مشكلة لديك باتخاذ القرار عليك بالتوجه لذاتك.
·        هل قيمك وأولوياتك واضحة؟ مثال عندما يدعوك أصدقاءك القدماء إلى سهرة معهم دون زوجتك وأنت تعرف أنها لن توافق ماذا سيكون جوابك نعم أنا قادم أو لا أنا أعتذر..
·        هل تمتلك المعلومات الكافية لاتخاذ القرار؟ إذا كان الجواب بالنفي.. عليك مسؤولية استيفاء المعلومات واتخاذ القرار بالوقت المناسب أي قرار يتخذ ضمن مواصفات نقص المعلومات يعتبر قرار ضعيف..
·        هل أنت مدرك لمخاوفك.. أنا شخصياً ألغيت حسم القرار عندي لفترة طويلة جداً تحت الشعور بالخوف من تحمل نتائج القرار.. الخوف من أن أكون مخطئاً.. الخوف من الانتقاد.. أو حتى الخوف من المجازفة كل هذه المخاوف أو بعضها أو غيرها يمكن أو يكون لها تأثير المخدر الذي يوصل الإنسان لحالة الشلل عن الحركة "وهنا الشلل عن التفكير واتخاذ القرار".

الدرس التاسع والستين:


ما هي مواصفات الانسان الذي يعيش حالة من فقدان الروح المعنوية؟

فقدان الروح المعنوية هي مصدر التعاسة وحتى الاحباط الذي يصل حد الاستسلام للفشل.. إنها الجدار الذي يحول بينك وبين تحقيق القدرات الكافية لديك مانعاً اياك من التقدم/ التطور والانتاجية هناك العديد من الأمثلة على ذلك اليك بعض منها..
-       الانتقاد (والمقصود هنا ليس النقد العلمي) انما الانتقاد العشوائي وتبني الشخص لعملية النقد الغير بناء شغله الشاغل!! هؤلاء أناس بذلوا القليل من الجهد تجاه حياتهم.. وتبنوا أساليب منحرفة لتصدير السرور لذواتهم من خلال الاستهانة بنجاح الآخرين.
-       مثال اخر هناك نوع من الأمور يسمى زهرة البنفسج أنها تنمو في شواطئ الأنهار كثيرا.. أنها جميلة ولكنها تنكمش في حال شعورها بتغير بيئتها.. أي أنها تخجل من الليل إذا أتى.. بعض الناس مثل البنفسج ينكمش حتى يتجنب انتباه الآخرين ويقوم بالتقليل من قدره حتى حين يقدره ويعترف به الآخرين.
-       هنلك صديق لي دائم الشكوى.. لم أسمع منه كلمة واحدة تشير إلى الحمد والشكر على ما أعطاه الله؟؟!!  لديه عادة التحسر والشعور بالأسف على كل شيء حتى انه لا يقدر على الشعور أو مشاركة الشعور بالفرح والسرور مهما حدث معه أو من حوله من أحداث تبدو سعيدة للآخرين. سمة أخرى لغياب الروح المعنوية..


سمة أخرى لغياب الروح المعنوية.. تتجلى بالإدمان.. ليس الأدوية أو الكحول أو التدخين بل أكثر من ذلك مشاكل حقيقية في التعاطي مع الطعام وعادة تناول الطعام.
لا يمكن لنا العيش مثل الفئران نخجل ونخاف الخروج من جحرنا حتى لا يرانا أحد.. الشعور الذاتي برفض الاخرين  لك هو السبب.. علينا إيجاد الوسائل اللازمة وبإصرار السماح لأنفسنا بطلب المساعدة شرط أن نلتزم تجاه ذواتنا وتجاه من يقدم لنا المساعدة/ المشورة بالوقوف أمام أخلاقياتنا.. مسلكياتنا.. موقف جدي حاسم لا يحتمل التراجع..
لا تكن كأحد أفراد القطيع يسير بنفس الوتيرة.. حافظ على فرديتك وثق بها لتجد الطريق لنفسك دون أن تكون منفصلا انفصال فج وتام عن محيطك. فأنا لي موقف وقرار تجاه الأحداث والآخرين من حولي، أجتهد إن أصبت لي أجران وأن أخطأت أتعلم ولي أجر واحد.
الحط من قدر الآخرين.. الثرثرة.. الغيرة الفائضة.. اللوم والشجب وحتى الهروب من الذات هي جزء من مواصفات تدني الروح المعنوية.ز ربما توافر عادة النميمة. وأخيرا ذاك الصنف من الناس الذي لا يستخدم كلمة إلا وهو مرفق بعدها اعتذار.. بحق وبغير حق، لذا أخي وحبيبي الانسان إذا كنت تتسم بأحد أو أكثر من تلك السمات.. انتبه إلى نفسك..!! واعترف بأمانة أمام الذات أن ما تقوم به من سلوك هو غطاء لحالة تدني الروح المعنوية لديك.. وبعد اعمل ما هو علمي ومتاح لك لتوجيه الدفة إلى اتجاه اخر.. أنظر عظيماً تصبح عظيماً...


الدرس السبعين:


هل أنت حميم بعلاقاتك مع الآخرين؟

الحميمية تنطلق إلا من روح حرّة وقلب واسع مليء بالعطاء ومنظر الامر بالتدفق ليملئ حياة الآخرين بالدفء والأمل..
لمعرفة إذا كنت ترغب بأن تكون من هؤلاء الناس عليك بطرح السؤال على ذاتك وتأهله ومن ثم وضع الأجوبة. فإذا كانت الأجوبة غير مرضية اعمل على تغييرها حتى تتناسب مع هدفك في تحقيق الحميمية المناسبة لك.. هل أنت قادر على التواصل مع الآخرين بصدق؟
العلاقة الحميمية لن تنمو بين الناس بدون تلك المشاركة المبنية على الكثير من التلقائية والحرية.. كلا الطرفين يظهران قدر كبير من الكرم في الاصغاء حيث يتمكنا من التعبير عن أعمق المشاعر "أنا أشعر بالحرج والاستياء عندما تصرفت بهذه الطريقة"
ï  هل أنت قادر على قبول واحترام الغير؟
البداية تكمن بالقول بصدق إذا ما كنت تجبر الآخرين أن يفكروا بذات الطريقة.. أم لا؟؟؟ عندما تنظر للآخرين منطلقا أن لكل واحد منهم شخصيته المتميزة وله نمطه الخاص وأن الفر والاختلاف بينك وبينهم لا يشكل أي تهديد للعلاقة..
ï  هل أنت قادر على الحوار والمفاوضة حول احتياجاتك وتوقعاتك من ومع الآخرين؟
أنه من الطبيعي أن يكون لك احتياجات خاصة من الأشخاص الذين تملئ قلوبهم الحب والحميمية يشعرون بالارتياح في التعبير عن احتاجاتهم بصدق ويقومون بذات الوقت بتقييم واقعية تلبية الاحتياجات والتوقعات من خلال الحوار والتفاوض. أحيانا تعطي الآخرين.. وأحيانا أخرى نصل إلى أنصاف حلول، ولكن في النهاية نتعلم ونعلم الآخرين أن نعيش ضمن محدوديتنا الفردية.

ï  هل أنت مرتاح بلإظهار العواطف الصحيحة للآخرين؟
مجرد السلام باليد.. أو إعطاء كلمة توكيد، احتضان أو قبلة طالما اعتبرت مناسبة بالعلاقة. إن ثقافتنا العربية تشجع الكثير من إظهار العواطف لدرجة أن الغرب يقوم بالنظر الينا بعين الحسد وأحيانا يضعنا تحت وصف الضعف في التفكير- لملئ قلوبنا بالعاطفة- أنا من أولئك الذين أي بيئة وثقافة تكون لدينا إذا كان المنتج الانسان لدينا مجرد آلة ذكية تموت جوعاً وعطشاً عاطفياً.. حياتها أرقام وحسابات مصالح متبادلة فقط؟؟!! إذا كانت ثقافتنا تعلمنا كيف نظهر ونتبادل العواطف فهذا رائع لكن دائما يوجد أشخاص حولنا يحاولون منعنا من ذلك لسبب أو لآخر.. لذا يجب الحذر أن مثل أولئك يعلومننا فقط الخوف من التقارب.
ï هل البيت لديك قابل على تبادل الأخذ والعطاء العاطفي كما يوفر التغذية الراجعة في تلك الأمور حتى ولو تخلل ذلك نوع ما من المواجهات؟
أحد أهم الأشياء حساسية وبساطة يمكن ارادها على سبيل المثال لا الحصر.. أن يقول لك أحد أفراد عائلتك.. يوجد لفمك رائحة غير طيبة؟.. رائحة الدخان تفوح منك.. رائحة العرق ظاهرة على جسدك.. عندما يقدر أحدنا على قول شيء ما للآخر حتى ولو كانت سبب للإحراج أو السفور بعدم الارتياح ليس بهدف الاحراج أو غيره إنما من دافع الحرص على النمو.. هنا تصبح الحميمية ظاهرة حقيقية.. وفي اللحظة التي يتقبلها الطرف الآخر حتى بوجود الاحراج فإن العلاقة تقوى.. التغذية الراجعة بين الأطراف تحتمل أن تكون ذات طابع ايجابي أو سلبي على السواء.
ï  هل أنت قادر على توفير درجة معينة من التأكيد حول الالتزام والوعود التي تمنح في العلاقة مع الآخرين؟
بطريقة ما لا يوجد حميمية صادقة دون أن يتخللها بعض الوعود والالتزامات التي تمثل نوع من الاستثمار  المستقبلي لهذه العلاقة. عندما أقول لشخص ما أنه صديم حميم.. أنا ملزم بالتواجد بحد معين في حياته فلا استطيع الظهور أو الاختفاء وقتما أشاء وكيفما أشاء.. هنا التأكيد على الالتزام والوعود تبادلي من الطرفين.
ï  هل علاقاتك الحميمية قادرة على تحدي الزمان؟
من المهم أن ندرك أن الصبر والمثابرة في الأخذ والعطاء عنصر أساسي لنمو وتطور العلاقة عبر الزمن.. والأكثر أهمية هو أن نكون قادرين على منح الاخرين فسحة الوقت الكافي للنمو وعدم الأشياء حسب تمنايتنا ورغباتنا علينا أن نتذكر جيداً أن النمو والتطور شيء ذو طبيعة فردية يختلف نمطها من شخص للآخر.


الدرس الواحد والسبعين:


كيف تجري تغييراً على حياتك؟

إذا كنت ممن يحب أن يجري تغير على حياتك فأعلم أن التغير له سمه تهديديه.. يحتاج التخطيط.. الصبر والمثابرة.. لكن قبل كل ذلك يتطلب من الاصرار والارادة في اتخاذ القرار.. فمثلاً أنا أحب أن أقلع عن التدخين.. أحب أن أكسب بعض الوزن.. أحب أن أتوقف عن العصبية والنرفزة..
بعد أن قمت بسرد ماذا أريد أن أغير.. أنصح بوضع جواب على هذا السؤال "لماذا لم أتخذ أية خطوات تنفيذية تجاه ذلك؟" أي نوع من الالم مرتبط باتخاذ خطوات تنفيذية. إذا لم تجد أي ألم يرافق الخطوات التنفيذية.. فكر أكثر قليلاً لربما تجد أن التغير فقط سوف يخرجك عن برامجك الاعتيادية..
اكتب قائمة بكل المسرات التي كسبت من جراء ممارسة السلوك والتصرف الذي لا ترغب وتتمنى أن تتخلص منه..
مثال/ أنا لا أريد أن أتوقف عن التدخين رغم معرفتي الأكيدة بأضراره إلا أنني أجدها متعة وأحب تدخين السيجارة..
اكتب الثمن الذي يكلفك اذا لم تقم بالتغير الآن، ما هي نتائج السلوك والعادة إذا استمريت بممارستها ما هو تأثير ذلك على روحك المعنوية؟.. على علاقتك بالآخرين؟.. كيف تشعر حيال ذلك؟؟ أنه من الطبيعي أن تشعر بالألم للنتائج الغير مرغوب فيها..
اكتب كل المسرّات التي سوف تتلقى إذا ما قمت باتخاذ خطوات تنفيذية الآن.. حاول وضع أطول قائمة ممكنة وبأمانة.. مثلاً/ أنا أشعر أكثر بالسيطرة على حياتي.. صحتي ستكون بحال أفضل سوف أكون أقرب على تحقيق حلمي/ رسالتي بالحياة..الخ.
الألم والسرور هما أكثر قوتان تحفيزيتان في حياتنا... استخدمهم لتحقق ما تريد في حياتك...







الدرس الثاني والسبعين:


الحاجة لمن يصغي لي؟

في عام 1982 دخلت الجامعة لاستكمال برنامج البكالوريا كنت طالب مع فئة عمرية لا تتجاوز في غالبيتها الساحقة بداية العقد الثاني.. كان الشيب قد غزا رأسي وكنت غريبا عن الثقافة والبيئة.. ولأزيد الطين بلة.. عملت بأحد المستشفيات بغرفة العمليات متحدياً ذاتي وكل شيء. كان من حسن حظي مدير لي في المستشفى انسان بمعنى الكلمة.. أتت في أول أيام عملي ولاحظتها تراقبني وهي تبتسم من الشباك خارج غرفة العمليات.. كنت نشيطاً لكن متوتراً.. محمر الوجه والعرق يتصبب من جبيني.. بعد أن انتهت العملية نادتني خارج الغرفة.. وقالت لي.. صبري أنا امرأة عجوز نوع ما.. والابتسامة تعلو وجهها.. قالت لي " أنا أحب أن أحضن انسان مرتين باليوم، هل تمانع إذا حضنتك.. قلت لها وأنا شبه خجل لا.. لا مانع لدي وهذا فعلاً.. ما فعلت يالله" كم كانت تلك اللحظة من أهمية بحياتي لم أدركها ولم استوعب منها غير الفرح والنشوة التي تصدرت وصدرت مني.. بعد انقضاء تلك الثواني من الاحتضان قالت لي صبري أنا امرأة أعشق الاصغاء للآخرين.. باب المكتب مفتوح أمامك طوال النهار إذا شئت أن تتحدث عن أي شيء ترغب.. فقط اشعرني قبل عشر دقائق إذا سمحت.. هذا ما كان منها.. لم تعطي محاضرة أو تقدم مشورة.
المهم في الأمر أنا اليوم أضع الدرس بين أيديكم.. لقد تعلمت أن الواحد منا إذا تعلم فن الإصغاء.. نعم الاصغاء فقط للآخرين فإنه يهديهم الاحساس بقيمة الذات ويرفع من معنوياتهم دون أن يعلم..

الدرس الثالث والسبعين:


كيف تتعامل مع المواقف السلبية لديك؟

الأساس بالتجربة هي إدراك المواقف الذهنية لديك لأنها مؤشر ممتاز لك لتعلم أين تقف وكيف تقف وما هو نتائج هذا الموقف عليك وعلى الآخرين..
بداية إذا آمنت أنك تستطيع.. إذن أنت تستطيع.. وإذا آمنت أنك غير قادر على.. فأنت غير قادر على..
فكر سلباً فأنت تزرع سلباً وستحصد سلباً
فكر ايجابا فمن المؤكد أنك ستصل لما تريد ولو بعد حين
من أجل التعاطي مع المواقف السلبية والحروج منها اقترح ما يلي:
1)  خلال الاسبوع القادم.. أسأل نفسك وبوعي تكلم مع نفسك حول كل الأشياء بحياتك.. حول عملك.. أطفالك.. أصدقائك.. ذاتك.. علاقاتك بالآخرين.. حول أية أشياء تهمك وتحب أن تنتصر فيها وبها.. أنا أعلم جيداً أن صعوبة بالغة تواجه الشخص السلبي في مواقفه أن يتحدث حول الأمور التي اعتاد أن يتناولها بشكل سلبي/ تشاؤمي وسوداوي.. ولكن اضبط نفسك وتصرف بإرادة تجاه الموضوع.. إذا تكررت منك المحاولة طوال الاسبوع ستكون أقرب للواقعية وستكتشف أنني عندما قلت لك أقرب للواقعية كنت أعني أنك تشاؤمي/ سوداوي/ سلبي في موقفك.. أنها بداية بزوغ فجر التفاؤل لديك واطلالة قمر جديد لموقف جديد..
2)  قم بإعادة تثقيف نفسك بمواد أدبية/ علمية بأمور تتعلق بالتفكير الايجابي والسلبي على السواء.. وحاول تحزين واستيعاب ما تم مطالعته..
3)  حاول تأمل شخصيات المقربين منك وقرر من هو/ هي ذلك الشخص الأقرب اليك والأكثر ايجابية بالتفكير وبإصرار اعمل على تنمية وتطوير العلاقة معه/ معها فالايجابية معدية وهي عدوى محببة..

الدرس الرابع والسبعين:


هل يعمل دماغك بوضوح؟

في أوقات عصبية وكما في لحظات يكثر بها طلب الآخرين منك وتتراكم المهمات، يصل مستوى الوضوح الذهني لدينا إلى أدنى مستوياته.. تقل قدرتنا على التركيز كما على الاستيعاب.. فالعقل كما الطفل لا يعمل إلا بتوفير ثلاثة شروط الأوكسجين.. السكر (جلوكوز).. والراحة للحواس المرهقة.. هي تلك شروط وضوح النشاط الدماغي.. عند شعوري بالتعب الجسدي استرخي على الأريكة حتى يزول الارهاق لدي.. لكن عند الشعور بأنني غير قادر علىالتفكير الجلي علي فوراً مراجعة اللوزام الثلاثة وتوفيرها.. فالنفس العميق لمرتين أو ثلاثة والزفير البطيء بينما أنا مغلق عيناي أو النظر من النافذة إلى الفضاء الخارجي يجلب إلى الدماغ مستلزمات تجديد النشاط.. أما أخذ فترة راحة قصيرة من العمل واجراء بعض التمارين الخفيفة الهادفة الى تنشيط الدورة الدموية يشكل مفتاح الدخول إلى اليقظة الذهنية وهذا للحقيقة كما وصفه البعض من الخبراء عندما قالوا أن الدماغ يستوعب فيه مؤخرتنا الجلوس خلف المقعد.. في اللحظة التي تشعر أنك لا تتحمل المقعد.. اعلم أنك بحاجة إلى تجديد الحيوية لديك لمتابعة مهماتك لا يلزم أكثر من خمس- عشر دقائق في معظم الأحوال..
يمكن لنا تناول فكرة الوضوح الذهني من خلال المثل التالي.. لو افترضنا أننا أمام دلو ماء موضوع في مكان مستقر ( لا يوجد حركة ) فإننا نستطيع أن نرى من خلال الماء وجهنا وملامح شعرنا وكأننا أمام مرآة تعكس ما يوجد امامها ولكن إذا ما أتت أي حركة وجعلت الماء عكراً لا يعكس شيء.. بالضبط هكذا هو الدماغ عندما تقوده بتعقل وتغذيه بالوضوح، حيث لا ندع المؤثرات الخارجية تفقده التوازن.. ساعتها يكون العقل قادراً على التمييز والتقرير بين الخطأ والصواب وبهذا تزول الشكوك وهي من أكبر مسببات عدم وضوح التفكير..

الدرس الخامس والسبعين:


هل تحب أن يقدرك الآخرين..؟
هل أنت ممن يقدر الآخرين..؟

ان للتقدير تأثير السحر على الانسان.. اظهر ذلك بأي اسلوب تشاء.. فنحن كالأطفال ننمو ونتطور ليس بالغذاء فقط بل بالحب وتقدير الآخرين هو درجة بسيطة من اظهار قبولك للآخرين وتفهمك لهم مرفقا ذلك باعترافك بكينونتهم ووجودهم..

الدرس السادس والسبعين:


هل بيتك جنتك؟

من السهل جداً الاجابة على السؤال.. بعد انهاءك العمل هل تكون تواقاً للذهاب إلى البيت؟؟ أم أنك تجد نفسك متردداً وتحاول التواجد في العمل أو في أماكن أخرى فترة أطول.. إذا كنت ممن لا يرغبون بالوصول إلى البيت في أسرع وقت فهذا يعني أن بيتك يحتاج إلى بعض الأهتمام والانتباه لما يجري فيه..
إذا كان أحد أفراد العائلة يزعجك لا تكن في موقفك مستاء أو صاحب رغبة بالانتقام.. عليك مساعدة ذلك الشخص ليقوم بتعديل سلوكه.. فقط عليك تذكر أن الأمور ستصبح أسوء في حال تبني موقف الاستياء والانتقام..
أنا تعلمت أن الأسر التي تصر على خلق الأجواء الجماعية من خلال الجلوس الجماعي على طاولة الطعام في الوقت المحدد للوجبة الرئيسية..
تعلمت فن التجانس مع الآخرين وأبدأ في الأسرة أولاً..
هل أنت قادر علىالتجانس مع الآحرين؟
إذا لم تكن من هؤلاء عليك تعلم ما تعلمت
-       راقب لغة جسدك واحفظ لسانك
-       اعطِ اقل وعود ممكنة
-       تعلم التقدير والثناء كما تتعلم النقد البناء
-       اعطِ اهتمام للآخرين وابدِ درجة واضحة من التفهم لهم
-       حافظ على ابتسامتك ولا تدع قلقك.. ألمك.. خيبة أملك تمسح تلك البسمة
-       دع السمات الحميدة لديك تعبر عن نفسها ولا تتحدث عن السيئات إلا إذا كان ذلك ضروريا
-       انتبه لكل الملاحظات السبية التي تتداول حولك
-       عامل الجميع بأهمية ولا تضحك على الآخرين بل اضحك مع الآخرين
-   لا تكن عجولا في استلام ما هو لك.. حافظ على مسافة معقولة بين ما ترغب وبين تحقيق ذلك.. الجهود الجيدة كما الجوائز سوف تأتي اليك

التجانس مع الآخرين يعني التعامل معهم وهي ليس التكلم فقط بل عدة مهارات مهمة جداً..
أولاً- ممارسة حب الآخرين.. هذا يتطلب جهدا في البداية من بعض الناس خاصة هؤلاء الذين يشعرون أنهم غير محبوبين.. علينا تذكر أن لكل انسان سمات جيدة وعند التعارف الكافي تستطيع تلمس تلك السمات التي تقربك منه..
ثانياً- إذا كان للتقدير والثناء تأثير السحر على الآخرين.. فابحث عن الأشياء التي تعطيك سبباً لتقديم التقدير والثناء.. اجعل من ذلك عادة لديك.. قلل من قابليتك لنقد الآخرين..
ثالثاً- مارس الإيمان بالآخرين.. إذا كنت من هؤلاء القادرين على الوثوق بالآخرين عليك إظهار الثقة لهم، وإذا لم تكن من هؤلاء تعلم كيف تثق بالآخرين.ز فالثقة بالآخرين هي دائماً نسبية تعلو وتنخفض ولا يجب بأي حال من الأحوال أن تصل خد المطلق أو حد الصفر.. وعندما يفشل البعض في امتحان الثقة امامك لا تشعر بالندم بل على العكس تماماً أنت الرابح لأنهم أول الناس الذين توقظ بداخلهم مشاعر الايمان بك والوثوق بك.. بناء الآخرين بعقلك وقلبك إن ذلك سيكون مؤشر لك أنك أقرب لهم وبالمقابل سيشعرون أنهم أقرب لك لأن روحك المعنوية رفعت من درجة الشعور لديهم بالقبول..
رابعاً- مارس مساعدة الآخرين.. افعل شيء ولو صغير يوماً باتجاه تقديم المساعدة للآخرين، ولا تقبل أي شيء في المقابل.زهذه هي أفضل طريقة لتعلم التجانس مع الآخرين..
خامساً- لا مانع من وضع قائمة بأسماء الشخاص الذين لا تحب، حاول التأمل واطلب من نفسك مسامحتهم، بذات الوقت حاول ملامستهم ذهنيا يحبك..
سادساً- ترقب الفرص لتقدم للآخرين بأعياد ميلادهم أو أية مناسبات سعيدة لهم.. وافعل ذلك بإخلاص وليس لرفع اللوم والعتب..

الدرس السابع والسبعين:


ما هي سمات الانسان الناضج؟

الانسان الناضج محب للحياة.. للنقاش ولكل شيء حوله
-       قادر على تبادل العطاء والأخذ بتوازن
-       ضبط النفس سمة واضحة وسائدة لديه
-       لديه قيم روحية واخلاقية ثابتة ومتواصلة ومنها الايمان بالخير والعدل
-       انسان تعاوني يعتبر خير المجموعة من خيره ويعمل على ذلك بحب وقناعة
-       انسان يتسامح بسهولة وقادر على الغفران ونسيان الاساءة
-       انسان واثق بذاته وبالاخرين
-       انسان يرغب بالعمل دون ملل لتحقيق أهدافه
الانسان الناضج ذو قدرة علىالتحمل... على التفكير المستقل ويتصرف على ضوء ذلك ضمن الحكمة التي وصل لها.. وهو بذات الوقت يسمح للآخرين بامتلاك ذات السمات.. وأخيراً أنه انسان يدرك بأن الحياة نمو وتطور, لذا يعمل باستمرار على تطوير ذاته وتطوير العالم من حوله..



الدرس الثامن والسبعين:


هل أنت قادر على تعريف ضغوط العمل والتصرف بهدوء وسكينة؟

إذا كنت ممن يخضع لعادة تنفيذ الأشياء بآخر دقيقة، أنت المرشح الأكبر للضغط والقلق.. إذا كنت كثير التدخين وشرب القهوة مثلي فأنت واقف على حافة الهاوية حتى ولو كانت الأمور تسير كما يرام.
المواقف/ مصدر التوتر والضغط يأتي من الدماغ لأنه مصدر المواقف لديك.. إذا كنت من هؤلاء التشاؤميين أو ميال إلى السلبية في التفكير حول معظم الأشياء.. فأنت من ترى الحياة كتلة من الهموم والمشاكل.. لكن اعلم أن الحياة ليس كما تراها.. الحياة ما صنعته أنت لنفسك.
الظروف/ العمل في مكان مزدحم قادر على جعلك تحت تأثير الضغوط، أنظر حولك في مكان العمل واعمل على تحسين الشروط وظروف العمل.. اجلس على مقعد مريح.
الإجراءات/ عندما يكون نشاط العمل والإجراءات في مكان عملك غير كافية.. غير فاعلة.. أنت ستكون باستمرار تحت الضغوط.. عليك مراجعة كل ذلك قبل أن تصل مرحلة الاحتراق.. "أنك غير قادر على الذهاب للعمل.. كثير الغياب.. التأخير.. المرض والشكوى".
التخطيط/ الانسان الذي يعرف إلى أين ذاهب.. يجد سهولة بالحفاظ على سكينة خلال طريق الذهاب , لذا هنا تكمن أهمية- إدارة الوقت- وضع الأهداف وتخطيط التنفيذ والتقييم.
اتخاذ القرار/ في أحيان كثيرة نعزو فشلنا بإتخاذ القرار لأسباب خارجية مختلفة.. ونحاول تناسي وجود أسباب داخلية.. فأكثر سمات إتخاذ القرار تعود إلى الشعور الذاتي بالإحباط والفشل من يدفعنا الى المماطلة، وتأجيل إتخاذ القرار.
إتخاذ القرارات يختلف عن التصميم وقوة الإرادة.. لربما لدي كل االحلول.. ولكني أحاول أن أخطو الخطوة الأولى في تنفيذ القرار، وهنا يتوجب علي تعلم الأساليب الفعالة في إتخاذ القرار.



الدرس التاسع والسبعين:


هل أنت مجبر على القتال؟

يصادف الانسان منا في وقت ما.. ومكان ما ظروف تجبره على القتال مهما كان راغباً بالعيش بسلام , حتى ولو كان هو من النوع المسالم أصلا..
لقد تعلمت أنني عندما أجبر على القتال اقوم بتحضير ذاتي وأسلحها أولا بقرار القتال.. ثانيا أن أختار مكان وزمن القتال طالما أنا قادر على ذلك حتى لا يكون القتال ردة فعل آنية لي حددتها الظروف أو الأشخاص الذين أجبروني على ذلك.. ثالثا عندما أنوي القتال الفعلي أخطط لذلك مسبقا واعمل على تهيئة الساحة.. فالمعارك الخاسرة انسحب منها وأنا أشعر بالانتصار... أما  عندما اقررالمواجهة.. فإنني أقوم بالعمل على تحييد اكبر عدد ممكن من ابناء الوسط الذي سيكون فيه القتال..بعدها اعمل على تجنيد أكبر عدد ممكن من الانصار...اي أحاول كسب تأييد أكبر عدد ممكن.. وأقوم بمواجهة أقل عدد ممكن... في لحظة القتال التزم بالمثل العربي القائل... إذا أطعمت فأشبع وإذا ضربت فأوجع.. مع كل ذلك يوجد قواعد للقتال تعلمتها لاجقا..
إن القتال أمر هدام لحل النزاع.. عندما تجد نفسك في قتال حتى مع زوجتك/ أطفالك/ جيرانك/ أبناء بلدك.. يجب التقيد بالقواعد من أجل تقليل وتخفيف الأذى والضرر الكمي والنوعي الناتج عن القتال..
أولاً.. كن ملتزماً بتفسير السر القائم وراء عملية الامتثال وذلك بتحليل المشكلة وأسبابها.. عندما تقوم بكتمان مشاعرك وترفض الوضوح في مواقفك، أو أن تظهر وتمارس درجة من عدم الاهتمام والتفهم للطرف الثاني..
ثانياً.. تحمل المسؤولية تجاه انفعالاتك العاطفية بدلا من تحميل مسؤولية غضبك للآخرين.. وعلينا أن نتذكر أن غضبنا هونتيجة لتوقعاتنا من الطرف الاخر.. والتوقعات لربما تكون مبالغ فيها وغير واقعية.. من جهة أخرى توقعاتنا تجعلنا نوجه اللوم والاتهام للآخرين..
ثالثاً.. عليك الاستعداد للتغيير.. انفتاح العقل تجاه الاحتمالات التي تنجح من أجل التغيير والتوصل لحلول أفضل من الامتثال والنزاع.. الافتراض أن الشخص الآخر هو المخطأ في موقفه هو افتراض غير عادل.. يقول المثل ان قتالا لا يقوم بين اثنين طالما كان أحدهما شخص عاقل..
رابعاً.. مثلما تحب أن تأخذ مساحتك من الحرية علي ان أقبل حق الآخرين بمساحة مماثلة.. دائما احاول ان أقف بذات المستوى عند مخاطبة الآخرين.. لا تنظر بفوقية أو تخاطب بصوت عالي.. ولاحظ تعابير وجهك..
خامساً.. احترم الآخرين حتى تكون بموقع المحترم.
سادساً.. أحيانا ينشب القتال/ النزاع ليآخذ شكل النزاع المزيف.. أي الكاذب حيث يوجد النزاع الحقيقي في وضع الغير معلن (المخفي) لدرجة أنهم اي المتنازعين يصنعون شكلا مزيفا للنزاع  ليس لشيء سوى انهم لا يرغبون  بتداول القضية الأساسية لنزاعهم..
سابعاً.. عندما تحاور في النزاع لا تقم بنبش الماضي بل ركز على موضوع البحث بالتحديد في الوقت الحالي، وإلا عدم وضوح الرؤيا تزيد الأمر تعقيداً..
ثامناً.. تواصل بوضوح وفاعلية.. وجهه رسائل متطابقة، أي عندما تقول أنك راضي وغير غاضب الآن عليك التأكد أن جسدك لا يقدم للآخر رسالة مختلفة.. وعند استقبال رسالة من الشخص الآخر عليك صياغتها مجدداً للتأكد من مطابقة الاستقبال والإرسال لمحتوى الرسالة..

الدرس الثمانون
درس بلا عنوان
لم اتمكن بعد من وضع عنوان لهذا الدرس ..لكنه درس من النوع البسيط الممتنع.
لقد كنت اداعب طفلتي ونحن جالسين على الاريكه وهي ممده بحضني... فجأة طلبت هبه من والدتها لولي اي (زجاجة حليب),, دقائق احضرت والدتها اللولي وقالت لها يلا عالتخت لانو موعد نومها... احتجت هبه وزمجرت وقالت بكل وضوح لها ..لاء بديش ..قالت امها شو بدك اذن..اجابت هبه بدي بابا ...وفعلا اصرت على ذلك الى ان نجحت بنيل الموافقه على شرب الحليب بحضني...
تاملت الحدث وفكرت فيه فوجدت نفسي اقول ان هبه علمتني كيف اعرف ما اريد وكيف اريد ما اعرف اي كيف احقق ما اريد... لقد تعلمت منها فعلا انني ارغب واريد ان اعيش لكل احبائي ...ولانني اعرف ومتاكد من ذلك اخذت قرارا  واضحا بالاقلاع عن التدخين رغم حبي ومعزتي الشديده للسيجاره  ورغم الادمان والعاده التي تشكلت لدي منذ اكثر من ثلاثون عاما ,,, رغم الفلسفه  الخاصه لدي حول فكرة الحياه والتدخين... انا اليوم اناضل من اجل تحقيق ما اريد.
اعرف ماذا تريد وابحث عما تود.... لربما هذا هو احد الخيارات لعنونة هذا الدرس؟؟..... رغم بساطة العباره الا انها تشكل رافعه حقيقيه للانسان لتحقيق الكثير مما تصبو اليه نفسه مستندا الى اولا:- التعبير عن رغباته واحتياجاته
ثانيا:- النضال لما يريد طالما كان مشروعا ...







أشهد أن لا إله إلا الله
خلصت طباعة خالي
شكرا لك خالي ...شكرا الى علا صالح حسين
الزميله والصديقه















                                            

No comments:

Post a Comment