Tuesday, February 8, 2011

فلسفة النمو و التطور
الطفل هو المعلم و هو الباني للبالغ " الراشد"، لو سالت نفسك من منحنى القوة/الذكاء/المعرفة التي املكها ألان؟ ،انه الطفل الذي ولدت عليه، بعض الناس تموت آباءهم/أمهاتهم ولا يرونهم لكنه الطفل الذي ولدت عليه هو من صنع ما أنا عليه اليوم.وهذه هي أعظم حقيقة طبيعية.
وعليه يمكن القول إن الطفل هو والد الرجال، هذا لا يعني في أي حال من الأحوال عدم احترام ومحبة الإنسان لوالديه، بل يتوجب الشعور بالاطمئنان والحب تجاه الطفل أيضا.
في حال  عدم اعتبار الطفل نتاج البالغ  ، بل على العكس نعتبره منتج للبالغ المستقبلي  ،هكذا تصبح الحياه حلقة من خلالها يأخذ الطفل والبالغ اماكنهما في العمليه التطوريه وبناء عليه يصبح  ضروريا إدراك ومعرفة أطراف اللعبة وأهمية كل جزء بالمفهوم النسبي.
الطفل لا يفعل شيء غير النمو... من هو الذي يجعل الطفل ينمو؟ يجب أن يكون هناك قوة تمكن الطفل من بناء نفسه.
الطبيعة لها خططها لكل المخلوقات الحية.الإنسان في أحيان كثيرة يسلك مسارات تعاكس وتخالف المسار الطبيعي وذلك نتيجة جهل وكسل وأحيانا نتيجة غروره بالنتيجة يحصل على نتائج عكسية وأعراض جانبية ولو بعد حين.
عظماء المعلمين وكثير من المثقفين تقدموا بفلسفات حول التعليم متجاهلين قوانين الطبيعة بالتالي فإنهم  يصدرون مشاكل في الجهاز التعليمي، ملل في وسط الأطفال، تعب الاسره والمدرسه وبالتالي يصبح هؤلاء ضحايا عدم القدرة على تطوير قدراتهم وتحقيق الفرح بحياتهم.
علينا تجنب التعاطي مع الأطفال بقسوة، علينا تجنب غمر الطفل باللطف الزائد، علينا إتباع مسار الطبيعة في عملية النمو والتطور وذلك من خلال  تفهم قوانينها.
هذه القوانين تنطبق على الإنسان والحيوان كما  هي على النبات والأطفال بشكل مؤكد.
لدراسة قوانين التطور في الطبيعة نورد المثال التالي:كيف تفقس البيضة صوصاَ بعد احتضان أمه للبيضة لمدة 21 يوما، وكيف تعنى الأم بأطفالها وكيف يتعلمون بالتقليد أساليب الحياة.
سمات تطور الطفل
حياة المخلوقات لها جانبان:
أولا:الجانب الفسيولوجي.
ثانيا:الجانب النفسي/الذهني.
من بداية الحياة و منذ الساعة الأولى، منذ اليوم الأول هناك دلائل على وجود الجانب النفسي للحياة هناك دلائل على عمل العقل.
بالتالي يمكننا القول أن جانب الحياة النفسية للطفل لا يأتي فجأة بل لربما يكون هناك جانب نفسي حتى ما قبل الولادة.
بعد الولادة يدخل الطفل فترات مختلفة من التطور الفسيولوجي والنفسي هناك توازي بين الجانبيين خلال كل فترة تطورية.
الفترة الأولى:من تطور الطفل تمتد من ساعة الولادة حتى يتم استبدال أسنان الحليب لديه بمعنى من ساعة حتى 6 سنوات.
الفترة الثانية:تنتهي بتطور مرحلة المراهقة 12_13 سنة.
الفترة الثالثة:تمتد من سن 18 سنة ،انه سن نمو وبروز طواحين الحكمة وهذا بدوره يعني أن المخلوق قد بلغ النضج الفسيولوجي .
هنا علينا التأكيد أن البشر أفراد مميزين لكل واحد منا نسقه ونمطه وسرعته الخاصة في نموه وتطوره لكن هناك معدل ضمن هامش واسع يمكننا تقدير المرحلة من خلال علامات القدرة الجسدية والذهنية لتلك المرحلة.
على سبيل المثال هناك طفل يكمل استبدال أسنانه الحليب في سن 6 سنوات بينما هناك أخوه التوأم يحتاج بضعة أشهر أخرى لعمل ذلك وهذا ينطبق على أضراس الحكمة.


ترتيب البيئة:
ترتيب وتحضير البيئة تلعب دور مهم في نمو وتطور الطفل، إنها مهمة لسد احتياجات الطفل اللازمة لتشكيل شخصيته. الطفل يمنح المكان والأثاث الذي يناسبه (الحجم) ،الطفل يقوم بنشاطات بالاعتماد على من حوله من الكبار ، هنا في الرياض "بيت الطفل" لديه الفرصة لتطبيق كل ما اكتسبه سابقا من خلال المراقبة وكذلك يثبت ويقوي وعيه نحو مزيد من التطور.
من اجل أن يكتشف شخصيته وأنماط تطوره فأنه يحتاج إلى الحرية في التعبير وحرية التطور الاجتماعي تجاه تطوره المستمر، لان الحرية تتكون بمنح الطفل فرصة العيش وبناء حياته حسب قوانينه الداخلية واحتياجات التطور لديه التي  تختلف من طفل الى اخر.
·      حرية الحركة:- الطفل يكتسب الخبرة من خلال الحركة والنشاط لان الحركة والنشاط هما أداءات طبيعية للطفولة.
الطفل يغزو ويكتشف بيئته من خلال الحركة ومن خلال تلك "الحركة المستمرة" يطور جسده ونفسيته.
*حرية الخيار:- من خلال حرية الخيار يختار الطفل نشاطاً موجها ًمن خلال دوافعه الداخلية التي تتعلق باحتياجاته الداخلية. وبذلك يشبع ذاته وبناء عليه يصبح الدافع الذاتي أساس عملية التعلم لديه.
*حرية الإعادة والتكرار:
الطفل يحتاج إلى حرية تكرار النشاطات المتنوعة حتى يعمل تجاه تطوره، التكرار ظاهرة طبيعية هناك رغبة لا تقاوم تدفع الطفل لتكرار نشاطاته في حال توفر الظروف المناسبة لتطوره. انه من خلال هذا التكرار يتعلم إتقان حركته. يكرر الطفل النشاط حتى يتم إشباع احتياج داخلي لديه. انه من خلال هذا التكرار يتولد لديه القدره على التركيز.
*حرية التعبير:
حرية أساسية للطفل للتعبير عن مشاعره وأفكاره وخاصة لأنه في مرحلة يقوى ويثبت قدرته اللغوية "الحديث" ، حيث  يتوجب منح الطفل فرص التعبير عن نفسه مع أقرأنه والتفاعل معهم من أجل إطلاق نشاطات مشتركه.

*حرية التخالط والتجانس الاجتماعي:
يمنح الأطفال فرص العمل على تأسيس علاقاتهم واحد مع الأخر، إنهم يحبون حل مشاكلهم بأنفسهم، عندما يتدخل الكبار فإنهم يسببون أذى اكبر لهم، الطفل تلقائيا يطور الرغبة في مساعدة الآخرين إنها روح التعاون أكثر من سمة المنافسة مع الآخرين. إن الطفل يطور إحساس الاحترام للآخرين وان عملهم في البيئة ليس لإزعاج الآخرين عندما ينشغلون بالنشاطات . كل هذه السمات تتطور تلقائيا من خلال الحرية التي تمنح لهم في نجاحاتهم. الحرية تمنح للأطفال من اجل تطور شخصياتهم بدون معوقات تجاه التطور الذاتي، تمنح لهم حتى يصبحون معتمدين على الذات واكتساب الثقة بالنفس، هذه الحرية لها حدود وعلى الأطفال العمل ضمن هذه الحدود.  من غير مسموح عمل ما يرغبون فقط بل عليهم الالتزام بقوانين الحياة، يجد الطفل بيئته المنزلية مناسبة وكافيه مباشرة بعد الولادة عندما يتعود على بيته وهكذا تتوسع احتياجاته حتى يتمكن من الاندماج ليصبح فردا في مجتمع ولد به.
عند بلوغ الطفل عامه الثاني فانه يمارس احتياج مختلف عما كان عند الولادة حيث يكون قد اكتسب ثروة كبيرة من التجارب لان هذا الوقت  هو الوقت المناسب لاستثمار ثروته، عليه امتلاك هذه الثروة وإضافة الأشياء عليها  حسب ترتيب معين. هناك بعض السمات البشرية التي يتوجب تطويرها وتقويته بعض المعرفة الإنسانية التي يتوجب تعلمها. البيت والأسرة يعنيان السكن للكبار "البيت" وهو غير كافي لإشباع احتياجات الطفل.
الطفل يجب أن تتوفر له بيئة غنية حيث يجد كل احتياجاته الطارئة حتى ينمو كانسان في المسار الفسيولوجي والنفسي بحيث يشمل النمو ببعديه التوسعي والمكثف .
هذه البيئة هي البيئة الثالثة...الاولى هي البيت والثانية المجتمع الذي ولد به والثالثة صممت خصيصا ورتبت له ولنشاطاته التطورية ،إنها مهمة الكبار بالتحضير لهذه البيئة، يجب أن تبنى حسب احتياجات الطفل بين سن 2_6 سنوات وهو ما يسمى بيت الطفل حسب  "ماريا منتسوري".
1. مجال العمل:يتوجب وجود رؤيا لعمل الطفل.
نعني بذلك وجود و توفر حيز كافي لكل طفل لأداء نشاطاته. المساحة المناطقية كافية لتحرك الطفل بحرية وان يختار مكانه للعمل في أي نشاط يختاره. يتوجب توفير حيز كاف يعكس العروض الجماعية والنشاطات للأطفال عندما يقوم كل طفل بالمشاركة. كما يجب أن توفر البيئة حيز العمل الخاص الذي يحتاج انجازه محددات معينة.
مثال على ما أقول زاوية الكتاب تحتاج نوع من العزل لتوفر الهدوء.
زاوية الموسيقى تحتاج إلى حيز يمنع تداخل أصوات أخرى مثل حركة السيارات أو ورشات العمل بالقرب من المكان.... الخ.
زاوية المختبر تحتاج لمعدات خاصة تراعي السلامة.
البيت يجب أن يتوفر به ديكور/ألوان/أدوات استخدام تساعد الأفراد الاستقلال بالإضافة الى حركة مضبوطة نسبيا.
البيئة المحضرة تكون مقسمة بشكل عريض إلى مناطق داخلية، مناطق خارجية، باب دخول، باب خروج.
المناطق الداخلية"خزائن"أدوات تساعد تطور الجانب الذهني- المعرفي "الذكاء مع الجانب الحركي في جو هادئ".
بينما الحيز الخارجي يمنح مساحة كافية لممارسة النشاط الحركي الفسيولوجي كما تكون بها أداوت وديكورات تجذب الأطفال وتساعدهم على تفهم جمال الطبيعة تثير ذكاءهم بعينات من النباتات،الحيوان،الطيور"تطور الذكاء البيئي". البيئة الخارجية لتصبح مكان للتعلم، كما توفر مدخل لنشاطات داخلية "كوخ فوق شجرة"  يعتبر مكان مناسب للقراءة ،للاسترخاء ، انه رائع أن يتم الدمج بين البيئة الداخلية والبيئة الخارجية.
2. الأدوات: مواد معدات
علينا تزويد الطفل بالمواد والأدوات اللازمة والمناسبة للعمل المنوي أداءه بحيث تراعي فرص العمل المستقل وتكون مرتبة بما يتناسب مع مدى الوصول ومدى الرؤيا لدى الطفل.
يجب أن يكون مكان خاص لكل أداة/ مادة حتى يتعلم الطفل إعادة الشيء إلى المكان الطبيعي وهذا يوفر إحساس بالأمان، إحساس بالتأقلم مع المكان وعليه يتم  تعزيز الشعور بالأهمية، لان لعب دور صيانة وترتيب المواد والأدوات هو شيء حيوي جدا لمتابعة عملية تمتين وتصليب المهارات المكتسبة أثناء عملية النمو والتطور.
3. الصيانة:البيئة التي يتم ترتيبها يتوجب صيانتها لتكون في حال جهوزية بشكل دائم. النظافة و الترتيب تحتاجان عناية دائمة، علينا الحفاظ على الأدوات بحالة جذابة صالحة وكاملة الأجزاء ،عندما يكون عندنا أدوات في حيز واحد "صندوق عدة" علينا مراعاة وضع كل شيء في المكان المخصص له.
مثلا بناء برج من عشر مكعبات " تحجز العشر مكعبات في صندوق".
الصيانة تكون بعد النشاط أو يومية، أخر النهار أو حتى أسبوعية تشمل كل المكان.
مثال:الأقلام تحتاج رعاية وانتباه دائم،الحمامات المغاسل عناية  يوميه. ان وجود 20_30 طفل في بيت الطفل (الصف) وحركتهم الدائمة فيه تمكن و تخلق جو من الأخذ والعطاء وهي الارضية الحقيقية للبناء المجتمعي المبني على الاستقلالية والتفاعلية مع الكون.
4. الإدارة:على مسؤولة الصف "بيت الطفل" بكونه امتداد لبيت الطفل الأصلي توفير بيئة صفية مشحونة بالحب والعطاء والانتماء، كما أن الحرية هي مسؤولية كبيرة توجب على المعلمة خلقها باعتبارها الرابط بين الطفل والبيئة. إنها تخلق كيمياء تفاعلية نتاجها علاقات حميمية ملئها الإحساس بالجماعة. حيث نجسد شعار  "نستقبلهم بالترحيب ونودعهم بشغف وامل تجدد اللقاء" .
المعلمة تجد اللحظة المناسبة وطريقة أداء لأي نشاط تطويري للأطفال، لكن الهدف المباشر والغير مباشر ينجز فقط عندما يكرر الطفل  النشاطات بتلقائية الاهتمام بعد الاختيار الذهني حتى يصل مرحلة الانغماس الكامل.
عندما يشعر الطفل بنجاحه يصبح محفزا تجاه المزيد من التعلم/التجربة/النمو والتطور ، مجرد نجاح الاداء في أي نشاط يعتبر بحد ذاته مكافئة له.
أسلوب المنتسوري يراهن على أن الاستقلالية عند الطفل في حياته وتعلمه، حتى تنجز عملية التعلم علينا أن لا نشعر الطفل بثقل رؤية اليد التي تساعده. فالمساعدة أفضل عندما تكون غير مباشرة في معظم الأحيان.
بالخلاصة تحضير البيئة بشكل ناجح توفر الكثير من النشاطات المتنوعة للأطفال بهدف العمل، الملاحظة، التعلم، اللعب وحتى عمل لاشيء بالتحديد. الأطفال الطبيعيون يعرفون بالضبط ماذا يريدون وماذا يحتاجون لمتابعة تطورهم ويختارون المواد والنشاط الذي يتجاوب مع مستوى تطورهم ويفعلون ذلك باستقلالية. وفي حال ملاحظتنا غياب القدرة المستقلة بمعرفة ما يريد وما يحتاج، يتوجب علينا تحجيم مساحة حرية الاختيار بالنشاط ... "مرة أنا اختار ومرة اخرى أنت تختار" وهكذا يتبادل لديه الجهد في الخيار والراحة من الخيار.
هنا يختار الطفل نشاط يثق بنجاح أدائه وبالتالي يحصل بالنتيجة على الشعور بالثقة والسلام. وتختار المعلمة نشاط للطفل تمكنه من الوصول إلى مدى قدراته بدون المبالغة في قدراته.
وهذا يمكن الطفل الاعتماد على برنامج التدريب ومتابعة تطبيق القواعد والتعلم بخطوات صغيرة.
من خلال هذه العملية التفاعلية تتكون العلاقة بين الطفل والمعلمة ويقاد الطفل نحو مزيد من الاستقلالية.
3.اكتشاف الطفل:
حتى نكتشف الطفل علينا المراقبة والملاحظة لنشاط الطفل دون تدخل من أي احد، وحتى عندما نلاحظ سلوك غير اعتيادي علينا عدم التصديق له من أول مرة بل يتوجب التصديق به في حال تكرار السلوك.
علينا دراسة الظروف التي يؤدي بها الطفل النشاط ودون تدخل من احد حتى نتيقن أن السلوك لدى الطفل هو سلوك حقيقي عكسه .
بناء عليه يعتبر الصف "بيت الطفل" السرير الذي ولد به حيث يتعلم  بدون أن يكون هناك حوافز تعليمية.
بالخلاصة حكاية ماري منتسوري  مع الأطفال المشردين والبيئة المجتمعية " في احد بيوت الاطفال المخصصه للمشردين ،فكرت الدكتوره ماريا منتسوري باجراء  تجربه بحثيه حول مقارنة القدرات الذهنيه بين   اطفال طبيعيون اصغر سنا مع  اطفال غير طبيعيون اكبر منهم سنا ....اثناء هذه التجربه شيئا ما حدث كشف عن شيئ لم يكن معروفا او متوقع من قبل، شيئ يتعلق بنفسية الطفل واحتياجات الطفل ( لقد منح الاطفال ادوات ومواد تعليميه حتى يتم استخدامها لبعض الوقت ) ، لوحظ خلال النشاط ان الاطفال يرغبون الاستمرار بالنشاط رغم انتهاء الوقت المحدد لهم وقد كان  لتكرار هذا السلوك عدة مرات اثرا ،دفع الدكتوره بالاعتقاد ان الاطفال احبوا عمل نشاط بنائي ناسب مرحلتهم التطوريه ، بناء عليه فتحت لهم باب الاستمرار به بقدر ما يرغبون ... بعد فترة وجدت ان الاطفال عملوا باهتمام كبير وكرروا النشاطات حسب رغبتهم الى ان وصلوا الى حاله متقدمه من التركيز. بالمحصله لوحظ  ان الاطفالكانوا يستخدمون الادوات ولا يرجعونها الى اماكن حفظها ، لكن في في مرحلة ما من الفتره التي مورس بها النشاطلوحظ ان الاطفال قد اعادت الادوات الى امكنها المخصصه دون ان يطلب منهم احد باعادتها او ترتيبها ، بل كان هذا العمل نتاج لاحساسهم بضرورة واهمية وجود نظام ما ...وفي الاحد الايام حيث كان المساعدون غائبون عن المكان فتح الاولاد الخزائن لوحدهم واخذوا ما يحتاجون للعمل وعند عودة المساعدين وجدوهم غارقين بلنشاطات هم اختاروها وبناء عليه استنتجت الدكتوره ماريا " ان الاطفال قادرون على اختيار النشطات التي تناسب قدراتهم".
لذلك نود التاكيد على التالي ... عندما يتجاّذب ويتجاوب شيء مع احتياج داخلي ويتقابل مع رغبة داخلية فان شمعة الاهتمام تضيء... عندما تجد شمعة الاهتمام ظروف مناسبة للعمل فان التكرار التلقائي يصبح النتيجة.... وعندما يمارس هذا التكرار التلقائي للنشاط باهتمام فان النتيجة الطبيعية تكون التركيز.
 لكن التركيز ليس نهاية النتاج التعليمي بل هو البداية.  إن أي تعلم حقيقي  يحدث فقط بالتركيز، فالأطفال يستطيعون العمل المركز عندما يجدون الظروف المناسبة.
5. الصمت ،الاستقلال- الحرية
 في المدارس التقليدية يعتقد دائما أن الهدوء "الصمت" يتم الحصول عليه من خلال إعطاء الأوامر "التهديد".
الصمت يعني إيقاف الإزعاج و توقف التفاعل بمعنى سيادةا الفوضى وعدم النظام.
الصمت هو حالة السلوك للأطفال التي تمكن المعلمة بتنفيذ الخطة الصفية "الدرس" ، الصمت لا يعني عدم الحركة \ إيقاف الحياة بالمعنى الميكانيكي إنما هو الرغبة والإدارة التي تعزل الروح عن المشتتات الخارجية. لهذا إصدار الأوامر لا يمكن له أن يفعل ذلك بمعنى "اتحاد الرغبة والإدارة لأكثر من 20 طفل"، انما هو الصمت الناتج عن عمل جماعي وَحد الرغبة والإدارة لخلق هذه اللحظة المميزة من خلال سلوكهم الموجه نحو تحقيق رغبة داخلية.
حتى نعلم الأطفال الصمت على المعلمة إدخالهم في عدة تمارين لممارسة الصمت الذي يضيف لقدراتهم الملحوظة لضبط أنفسهم .
المعلمة تجذب انتباه الأطفال تجاه ذاتها الصامتة بينما هم يراقبون صمت المعلمة و هي واقفة/جالسة بدون حراك، حتى أن حركة أصبع منها تعتبر مصدر مشتت للصمت. المعلمة تتنفس لدرجة تكاد تسمع أو تلاحظ، كل شيء يجب أن يكون بالمعلمة صامت. هذا العمل ليس سهلا لكن في اللحظة التي يفهم الأطفال، تقوم المعلمة بنداء طفل والطلب منه بتمثيل دور الصامت وما أن يقوم الطفل بتحريك احد رجليه ليكون بوضع راحة، حتى تصبح الحركه  بحد ذاتها ضجيج. يحرك الطفل يده  لتصبح مصدر احتكاك مع الكرسي فيتولد صوت إزعاج جديد، صوت أنفاس الطفل ليست هادئة تماما كما هو الحال لدى المعلمة.
 خلال التمرين تتحدث المعلمة قليلا وبصوت ناعم بينما يبقى الأطفال مصغين وناظرين لها.
كثير منهم يصبح مهتم بحقيقة انهم لم يكونوا بالسابق ملاحظين كثرة المشتتات التي تصدر منهم ومن حولهم والتي  لم يلاحظوها بالسابق وان هناك مستويات مختلفة من الصمت.
هناك صمت مطلق حيث لا يوجد أي شيء يتحرك وهنا يحاول جميع الاطفال عمل وتقليد صمت المعلمة ينتبه الاطفال لكل حركة حتى الصغائر منها التي تصدر منهم ومن حولهم وهذه هي بداية تشكيل رغبتهم في التزام حالة الصمت الناتجة.
وهكذا تبدو الحياة انها تختفي تدريجيا وان الغرفة تصبح خالية وكانه لا يوجد بها احد. وبعد بدء الاطفال بسماع صوت ساعة الحائط تَِك... تك... حيثما يعلو الصوت ٌكلما إقتربنا من حالة الصمت المطلق.
من جدار خارج الصف والذي يبدو صامتا في هذه اللحظة، تبدأ أصوات محتلفة بالوصول اليهم صوت زقزقة عصافير او طفل ماشي بالخارج ،الاطفال ينبهرون بهذا الصمت وبهذا الغزو الذي حققوه.
انظروا المعلمة تقول:"كل شيء الان هادئ وكأننا لسنا موجودين" عندما يصل الأطفال درجة من الهدوء تقوم المعلمة باسدال الستار وتقول لهم والان اسمعوا الذي يناديكم بالاسم.
ومن غرفة مجاورة خلف الأطفال خلال الباب المفتوح  تهمس كما انها تنادي احدا عبر الوادي، وكان هذا الصوت الخافت يصل أذان الاطفال وينادي ارواحهم.
كل واحد ينادى على اسمه يقف بصمت محاولا عدم تحريك كرسيه ويمشي على رؤوس اصابعه حتى لا يسمع.
لكن مساره يمكن أن يلاحظ عبر الصمت المطلق الذي لم يخرق بسبب استمرار تجميد الحركة من قبل الآخرين ويصل الطفل الباب بوجه سعيد/فرح ويحدث قفزات في الغرفة المجاورة محاولا كبت انفجار ضحكاته. مناداة اسمه يعتبر تفضيل هبه(هدية) بالرغم ان كل  واحد منهم يعلم انه لسوف يتم مناداته.
البدء بالطفل الأهدأ بالغرفة وهكذا كل واحد يحاول التزام الصمت حتى يستحق استدعاءه.
بالخلاصة عند تكرار اللعبة لسوف تكتشف المعلمة كيف يقوم طفل عمره 3 سنوات بالصمت والبقاء بدون حركة بطوع إرادته ورغبته وحبه للعملية.
درس الصمت:
قصة إحضار الطفل الرضيع بالكوفلية وصمته "هدوئه" المطلق أمام الأطفال وكيف أصبح الرضيع معلما للأطفال لبدء الهدوء والصمت.
 5.قابلية السلوك:
من لحظةالولاده- 6 سنوات هي مرحلة مهمة في حياة الإنسان. جذور تكوين  وبناء الشخصية تكمن هنا. يجب عدم إعتبار أي  طفل تحت مسمى سيئ أو شرير، بل  من الممكن القول عنه أنه شقي لانه بالواقع  يعيش خارج فكرتنا الأخلاقية.
الطفل لديه إحساس بالصواب والخطأ لكن في المرحلة الثانية من 6_12 سنة يبدأ الطفل إدراك الصواب والخطأ، ليس فقط تجاه أفعاله بل تجاه أفعال الآخرين. مشاكل الخطأ والصواب هي سمات عمرية لهذا السن حيث يبدأ الإطار الأخلاقي بالتشكيل وهذا ما يقوده إلى الحس الاجتماعي.
 في الفترة الثالثة 13_18 ، حب الوطن يبدأ بالتشُُكل، يبدأ بتشكيل الشعور بالانتماء إلى مجموعة وطنية والاهتمام بشرف المجموعة.
الطفل الذي تعرض لأذى ومعاناة العنف، أو الذي واجه مشاكل في سن صفر_6 سنوات من المحتمل أن يتشكل لديه انحراف في الشخصية. العقبات التي واجهها الطفل أو الحرية التي تمتع بها تقرر طبيعة تطوره.
في وقت التلقيح،الحمل، الولادة، وما بعد الولادة  إذا ما تم التعاطي مع الطفل بعلمية، فانه ما أن يبلغ الثالثة من العمر حتى يشكل نموذجا جميلا لطفل مميز. طبعا لا يمكن الوصول لمستوى المثالية وذلك بسبب الظروف الغير ممكن إيجادها بشكل متكامل ومثالي، وكثير من المعوقات تكون قد دخلت على خط حياته.
 في سن الثالثة يبدأ الأطفال إظهار ملامح شخصيتهم والتميز عن بعضهم البعض حيث يكون الاختلاف والتميز يتناسب مع كثافة تجاربهم التي ساهمت في ملامحهم وكذلك في الفترة العمرية التي تعرضوا لها.
نواقص الطفولة التي تكتسب بعد الولادة من خلال صفر حتى 3 سنوات يتم تصحيحها وتنقيتها بين سن 3-6 سنوات حيث تنشغل الطبيعة في استكمال العديد من القوى المتشكلة لدى الطفل.
في هذه المرحلة يتدخل:
1. أية أمراض وراثية عانى منها الوالدين.
2. سن الوالدين عند ولادة الطفل؟
3. حياة الأم أثناء الحمل،هل تعرضت لأذى/أمراض/إصابة.
4. هل كانت الولادة طبيعية؟ والطفل بصحة جيدة؟، أو هل كانت فترة تعليق جانب من حركة النمو والتطور؟.
5. أسئلة أخرى مهم طرحها، هل كانت هناك نزاع بين الوالدين؟، هل تعرض الطفل للخوف أو الصدمات؟.
غالبا جميع أطفال 3 سنوات يعانون بشكل آو بأخر من نوع  ما من النمو الغير طبيعي، لكنه قابل للتصحيح في معظم الاحيان.
بعض الانحرافات الملاحظة:
*انحراف الأطفال الأشداء:" هم الاطفال المقاومين والذين يتجاوزون العقبات التي تواجههم".
*انحراف الأطفال الضعفاء" هم الاطفال  الذين يغرقون في أوضاع غير محبذة".
عيوبالأشداء:هم أطفال يصعب توقع سلوكهم ولديهم قابلية للعنف و نوبات من الغضب،عدائيه،تمرد"الغريزة الهدامة".
التملكية سمة شائعة لديهم والتي تقودهم  إلى الأنانية والحسد وإلى عدم استقرار التوجه والهدف . هم غير قادرين على التركيز والانتباه  ويجدون صعوبة في  التوافق" التأزر العضلي عصبي" لليدين لذلك  "يسقطون الأشياء" . لديهم ارتباك ذهني وسعة خيال، هم أطفال كثيرو الصراخ وكثيرو الإزعاج.
يزعجون ويضايقون الآخرين، غير عطوفين اتجاه الأطفال الضعفاء والحيوانات. على طاولة الطعام كثيرا ما  يظهرون الجشع.
عيوب الضعفاء:
هم أطفال سلبيون بالطبيعة وعيوبهم سلبية كسولين/خاملين/ يبكون من اجل ما يريدون ويحاولون جعل الآخرين ينتظرونهم يتمنون باستمرار أن يسليهم ويداعبهم احد ما، وهم بسهولة  يدخلون الى حالة الملل. يجدون كل شيء مخيف ويلتصقون بالكبار من حولهم. أحيانا كثيرة لا يقولون الحقيقة "دفاع سلبي" أو سرقة أشياء "تعويض نفسي" يحدث أن تظهر لديهم عيوب جسدية ذات أصول نفسية مثلا "رفض الأكل" فقدان الشهية سوء الهضم، الخوف من الظلمة،مشاكل في الكبد وفقر الدم.
العديد من الأطفال خاصة الأقوياء لا يصدرون الشعور بانيهم سعداء في البيت.
آباءهم يحاولون التخلص منهم و يرغبون بتركهم لمن يربيهم"الجدة،المربية في البيت" أو إرسالهم إلى المدرسة\ الحضانة، بمعنى ادق يصبحون أيتام ووالديهم أحياء.
هم مرضى لكنهم يعيشون في جسد صحي وهذا يؤدي إلى سلوك منحرف حتمي.
الوالدين يستغربان ويتساءلان ماذا يفعلون بهم؟، البعض يبحث عن مساعدة ونصيحة، والبعض يحاول حل المشكلة لوحدهم، أحيانا يقررون إتباع القسوة معتقدين إن ذلك يحل المشكلةوعلى الاغلب  يستخدمون كل الوسائل الصراخ/الصفع/حرمان الأكل ....الخ لكن الطفل يصبح أسوء وأكثر مشاغبة او يتبنى الأسلوب والعيوب المتبعة من الوالدين. الإقناع اللطيف يتم إتباعه بعد ذلك "ليش جعلت أمك حزينة!!؟"... بعد ذلك يتوقف الوالدين عن القلق والانزعاج.
الأطفال السلبيون والانعزاليون نادرا ما يجلبون كل هذا الانتباه سلوكهم ليس مشكلة، الأم تعتقد أن الطفل جيد مطيع لا يفعل شيء خاطئ، التصاقه بها تعتبره تعبير عن العاطفة "يحبها كثيرا"، بحيث لا .يذهب الى السرير بدونها . لكن بعد فترة تلاحظ أن نشاطه وحديثه عكسي "هو غير واثق بنفسه" صحته جيدة لكنه حساس ، كل شي يخيفه حتى انه غير مهتم بالأكل والطعام، هو إنسان روحي هكذا تصفه لا يأكل إلا إذا قصصت عليه قصه سيكون ملك الشعراء في المستقبل.  ولكنها بالنهاية تعي انه مريض.
كل هذه المشاكل قابلة للحل إذا تفهمنا حلقة النشاطات البناء بأنه كل قصور(عيب) بالشخصية يكون نتيجة فهم خاطئ لحاجاتاالطفل في سنواته الأولى.
1. الطفل الُمهمل خلال صفر- 3 سنوات،  الذي عانى من قلة أو فقدان التعرض البيئى" خوض التجربه" أو نقص الحرية بالحركة فان عقولهم تكون  فارغة بسبب غياب فرصة بناء المحتوى. هذا الدماغ الجائع هو أساس المسببات الشيطانية.
2. سبب أخر نقص النشاطات التلقائية الموجه من خلال المحفزات الخلاقة. هؤلاء الأطفال الغير مسموح لهم لمس شيء غير ألعابهم تحت طائلة لتخريب الأشياء، يفقدون اهتمامهم التلقائي في الأشياء من حولهم. فهم لن يتعلموا كيف يعالجون الأشياء كيف يستخدمون الأشياء، قليل منهم يجدون الظروف الضرورة لتطور كامل. بالأغلب يتركون هؤلاء الأطفال لوحدهم مع القليل ليعملونه، والكثير من النوم، ويكبرون ويجدون أنفسهم أن غيرهم يفعل الأشياء لهم وبهذا يكونوا قد منعوا من حمل دوائر نشاطاتهم. والنتيجة هي السلبية والانعزال. المخاوف الغير مبررة تملا هذه المرحلة.
مدرسة ماريا منتسوري هي بشكل رئيسي من أوجدت الأجواء التي تدفع باتجاه اختفاء تلك العيوب حيث توفر بيئة يستطيع الاطفال التحرك والتفاعل معها بحرية فهم محاطون بأشياء ثير الاهتمام و يستطيعون التنقل بين اهتمام وأخر ومن تركيز إلى أخر، وعندما يصل الأطفال هذه المرحلة التي يتمكنون من خلالها تركيز عقولهم على شيء حقيقي وذو اهتمام لديهم  فان عيوبهم تختفي.
التمارين الحرة لقواهم تغذي عقولهم وما هو فوضى في العقول يصبح منظم ومرتب، والسلبية تصبح ايجابية ونشطه، والمشاغبة تصبح مساعده في الصف.



No comments:

Post a Comment