Friday, February 4, 2011

هبه والعشرين

هبه بعد عشرين عاما
من المؤكد انني كتبت اليوم لايماني بان ما اكتب له طابع من الاهميه لدي...وبالتالي امل ان ينال قسطا اخر من الاهتمام لمن  تصل عيناه اليه.
هذه المقاله تتناول قراءه اقتصاديه –سياسيه مستقبليه,ليس للمنطقه بل للعالم وبالتالي منطقتنا ستكون الحلقه الاضعف في المقاومه؟؟؟, والاكثر تأثرا بالاحداث والمتغيرات. لذا تنبع اهمية التحذير للناس وبالتحديد لتلك الفئه الواسعه من الفقراء الذين سينال من ظهورهم سياط الاحداث اكثر من غيرهم !!!!.
القصه الاكثر اثاره هذا العام (2008) تتعلق بالمال ... اي النقد... رغم ان عامي 2006- 2007 قد شهدت هبوطأ كبيرأ في سعر الدولار (معبود الجماهير)...الا ان هذا العام سيكون الشاهد على متغيَرات تاريخيه بشأن المال عالميا...انه الانهيار الاسرع لدرجه تفوق  القدرة على التوقع و التخييل لدى معظم الناس. هذا الامر يبدو على الاقل من الناحيه السياسيه امر خاطئ , بل اكثر من ذلك يبدو وكأنه غرق بالماديه المجرده وابتعاد كبير عن القراءه الواقعيه .
الحقيقه البسيطه تقول ان المال هو الاداه الواقعيه والملموسه التي تعطي قيمه لكل الاشياء الماديه المهمه في حياة البشر ... بدون تلك القيمه لا يوجد هناك مسؤوليه او اعتماد للاشياء ... فقط الفوضى ستكون المرشحه لتكون سائده في هكذا ظروف. خاصة بغياب الدور الذي يلعبه المال في حال غياب الثقه به.....العنوان الابرز في عامنا الحالي الذي بالكاد قد بدء فجره بالاطلال علينا , سيكون الاقتصاد العالمي  , ودخول هذا النظام الى العنايه المكثفه نتيجة ازمه حاده جعلته يسير مترنحا وعلى شفى الكارثه...
انها الازمه التي بدءت قبل عامين ,عندما حصل اول متغيّر بين الدولار  وخصمه النفط ... حيث انخفض سعر الاول وارتفع سعر الثاني ليقدما بالمحصله تعزيز لسعر الاصل بالاقتصاد النقدي الا وهو سعر الذهب... رغم انني كنت قد حذرت من خطورة التغيير انذاك للكثير من الاصدقاء وقلت لهم ان سعر الذهب سيتضاعف او اكثر من ذلك خلال عام . ان الهستيريا الرهيبه التي ستنتشر كالبركان  تحت ما يسمى بازمة السيوله النقديه..  والتي ستتحول بقدرة قادر الى ملامح  وفاة  النظام الاقتصاد العالمي الحالي خلال الثلاث او الاربع اعوام المقبله على ابعد تقدير...
عام 2012 هو عام بداية الحسم المعلن والواضح بهذا الشان رغم ان عملية الحسم لربما تستهلك العقد كاملا ,
بالاصل انها ليست ازمة سيوله نقديه كما يسميها  امراء النقد العالمي !!! ان التسميه تهدف الى تجميل العمليه وتلطيفها بهدف التحايل على الواقع الذي ينذر بانهيار النظام الاقتصادي العالمي... لأن ما يعزى للمال ( النقد) هو امر مخجل لمنظريه رغم انه مناسب لالقاء اللوم على ما سمونه بالازمه الناتجه عن السيوله النقديه... الحقيقه العاريه لهذا الشأن تشير الى اولئك الملايين من الفقراء المخدوعين من قبل القله القليله المسيطره اقتصاديا التي قدمت من خلال عملائها المصرفيين القروض الميسره  لهم , واجتذبتهم اجتذاب المغناطيس لبرادة الحديد... كيف لهم الخروج من المأزق بدون الممانعه والمقاومه لمشروع استغلالهم وتطويعهم؟؟؟!!!.
 ان البنوك والصيارفه وجيوش الكمبرادورمن خلفهم هم الرابح الاول من وراء كل قرش يقرضونه او يضمنون به هؤلاء البائسين اليائسين ممن يحاولون الخروج من النفق المظلم الذي يسيرون فيه . ان واقعية الطموح مهمه لنجاتهم ... مقتلهم يكمن خلف حلمهم بالخروج من دائرة طبقتهم الاجتماعيه الى طبقه اعلى اقتصاديا. الاغنياء عملت وتعمل على امتلاك كل شيئ... انها  نارتأكل الاخضر واليابس. المستقبل القريب يبشر بوجود طبقتين فقط فقراء واغنياء ,ضمن التصنيف الطبقي التقليدي بالاضافه  الى تواجد دول ذات طابع طبقي يتواجد بهذا الطرف او ذاك على جانبيي المعادله.
الاجمل بالموضوع يتجلى بانهيار حضاره و ولادة حضارات اخرى تتهيا لاستلام المشعل من يد الاولى المتهاويه... من الواضح والاكيد لي ان الباب سيفتح على صراع متوحش بين الامبرياليه الجريحه والهائجه ضد اعداء هي خلقتهم منذ نشئتها الى اللحظه... لن ينتهي العالم او تقوم الساعه, لكن لربما ياتي زمن الميتافيزيك المدعى بظهور المهدي والمخلص للبشريه. القاطع لي بالامر ان الامبرياليه و القطب الواحد ورغبته بنشر الفوضى الخلاقه وبناء العالم الجديد  , خاصة بعد احداث 11\9  (الحادي عشر من سبتمبر) سوف تصل الى نهاية الطريق ... انها النهايه لتطلعات امريكا كولايات متحده بدءت بثلاثة عشر ولايه  وانتهت باثنتان وخمسون كما يقال؟؟!!. قراءه مقالة وجهين لدولار واحد  نشر على صفحة الشبكه العالميه عام 2007 يوضح الطموح الراسمالي –الامبريالي منذ نشأته وحتى اللحظه ,على كل حال هذا ليس  وقت اليأس انه وقت التحضير... ماذا علينا ان نحضّر؟؟...قطعا ليس النقد الذي يذوب بين ايدينا كالثلج...رغم ان المال جزء مهم للبقاء في عالم اليوم , الدولار عنصر مهم قي الحاله القائمه , فتقلصه وانخفاض سعره  يجب الا يخدعنا فالعملات الاخرى تعيش حالة نزاع وتسير تجاه الهاويه ... ان جميع العملات العالميه الرئيسيه تعيش هذه الحاله ولكن بفارق نسبي ... الاساس بالقياس بعد تجاوز الانخفاض او الارتفاع في هذا الشهر او ذاك , يكمن في الفهم الواضح الذي يتجلى بان جميع العملات الرئيسيه سوف تهبط وتنهار امام الذهب  حتى الفضه الاقل قيمة واستخداما من الذهب ستكون رابحه , الى ان ياتي الوقت الذي تكون فيه اوراق النقد مدعومه مره اخرى بالمال الحقيقي ( الذهب). ان هذا الوقت قادم حتما...
 بين عامي 1940- 1941 كان الاقتصاد العالمي يعتمد على الدولار... عندما افلس الدولار ماذا حصل للناس ؟؟؟ .,عمت الفوضى وفقدت الثقه بالاوراق النقديه,  وبذات الوقت اجبرت الخزانه الفدراليه للولايات المتحده وبنوك مركزيه اخرى في العالم على شراء الذهب ومعادن اخرى ثمينه لتثبيت وضعها النقدي الذي استند على الدولار كاحتياط داعم للنقد.
باختصار كلما احتفظ الواحد منا دولارات ... ين ... يورو... او حتى باوند انجليزي , فانه سرعان ما سيكتشف انه خاسربالعمليه النهائيه... اليوم تستطيع شراء اربعة ارغفه كحد اعلى بدولار واحد  لكن اعدك قبل نهاية العام ستدفع ضعف المبلغ  لشراء ذات الارغفه!!!. سنشهد في منطقتنا ارتفاع جنوني لسعر الارض , النفط (البنزين والسولار),سعر الحديد والاسمنت... لن ينفع التجار والمقاولين كتابة عقود تصدير او تموين او حتى تنفيذ تستند حتى لو تضمنت سلة عملات ؟؟؟!!! اننا اليوم كما ذكرت امام مرحله تشهد ولادة حضاره وموت اخرى خلال فتره زمنيه قصيره نسبيا لا تتجاوز العقدين من الزمن.
من عرفني يعلم انني اصبت بالسرطان في عام 2005 وكانت زوجتي في حينها حاملا بابنتي الامل التي اسمينها هبه...كان الخوف يملئ عيون زوجتي خوفا من فكرة رحيلي المبكر ؟؟؟ لقد رغبت بطمأنة زوجتي وقدمت لها وعدا في حينه ... قلت لها لا تخافي اعدك بالا ارحل قبل زوال الامبرياليه !!! قالت متعجبه وهي تبتسم ومتى ذلك ان شاء الله؟؟؟ قلت لها ليس قبل بلوغ هبه  الواحد والعشرين من العمر اي ليس قبل 2026 . نعم انها فتره مخاض عسيره للبشريه ولمنطقتنا بالتحديد ليس الاّ بسبب وجود الحليف الاستراتيجي المزروع بالمنطقه... فتره تعلن عن نفسها خلال عام 2012 وتمتد لما يقارب العقد بعد ذلك... حينئذا سيشهد الاحياء منا انهيار وانتهاء الامبرياليه الامريكيه, وبهذا تنتهي طموحاتها بالمنطقه كما تموت احلامها وتسقط خططها اللعينه.
اننا نعيش اليوم ذات المرحله التاريخيه  التي عشناها قبل اربعون عاما مع فارق نسبي محدود ... قامت الولايات المتحده بين عامي 1965 و 1967 بايقاف اصدار بطاقات اعتماد فضيه من البنوك , وذلك بعد توقف مناجمها عن انتاج الفضه, فاصبح الدولار يساوي اقل من قيمة وزن الفضه التي بداخله كقطعه معدنيه فاوقفت صك الدولار الفضي بناء على ذلك .
من اجل التوضيح اكثر نؤكد ان فترة 2008-2010 هي فتره تبدء تاثيرها مع حلول الثلث الاخير من هذا العام وتمتد حتى منتصف عام 2010 وتبقى تفاعلاتها تتراكم لفتره تتجاوز العقد لترسم ملامح مرحله جديده , نعيش نحن واوحفادنا نتائجها طوال  اكثر من قرنين الى ثلاثة قرون من الزمان... "هذا الافتراض مبني على الحدس والقراءه الفلكيه ".
من اجل اجراء مقارنه بسيطه فلنتذكر اعوام 1918-1920 التي طالت نتائجها حياتنا حتى هذه الايام ... من يقرأ التاريخ جيدا يكتشف  انه امام مرحله سوف يتشكل خلالها تجمعات جديده, تخلف التشكيلات القائمه على سبيل المثال لا الحصر لن تبقى الامم المتحده او مجلس الامن تدور في الفلك الامريكي ... لربما تنهار او تتغيير اسس العمل ولربما تتحول المنظمات والموؤسسات العالميه الى اسماء جديده وذات محتوى جديد  وباسلوب عمل مختلف نتيجة توازونات دوليه جديده.
ليس غريبا ان نرى نهاية  لنتائج الغاء الاحتياط في البنك الفدرالي ولنذهب ابعد من ذلك نشهد نهاية نتاج الثوره الصناعيه التي بدءت في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر . على ضوء ذلك سوف  نشهد ولادة نظام اقتصادي جديد , العالم سيبدء بجني ثمار هذا التغيير في منتصف العقد الثاني لهذا القرن .
 من اجل السير قدما في سبر غور النظام الجديد الذي لا نملك تسميه له بعد, لكن يمكننا مبدئيا اطلاق تسمية الصناعييه الكترونيه العالميه ( العصرنه الكترونيه) خليفة الراسماليه الامبرياليه العالميه... سمات هذا النظام الاوليه تشير الى وجود سوق لكن بدون جنون التوسع , لكن هناك توسع في التبادل التجاري  رغم شبه غياب او غياب كامل للارصده البنكيه   , اي مصانع تعمل بدون اعتمادات بنكيه... لقد مثلت الثوره الصناعيه قبل قرنيين ثوره راسماليه فالانتقال الذي حصل هو انتقال من اقتصاد قائم على العمل اليدوي ( فلاح – اقطاع ) الى اقتصاد قائم على الماكينه التي يملكها ويدعمها راس المال المستغل للبشر ليس كفلاحين بل كعمال تبيع جهدها مقابل نقود يوميه\ شهريه ( عامل – صاحب عمل). اننا ايها الاعزاء نعيش اليوم مرحلة الغسق ما قبل الفجر ... نعيش احلك ساعات الليل , لكن الفجر قادم حتما . لذا لا مكان لليأس و الاحباط بل يجب ان نجد مكان للتخطيط والعمل لتسريع ولادة  مرحله مشرفه لنا جميعا دون استثناء رغم مرارة طعمها في البدايه لبعض الناس ...
نامل ان تكون متوافقه مع طموح مئات الملايين من البشرلتحقق لهم عداله اجتماعيه, مسؤوليه تبادليه نابعه من احترام حقيقي لبعضهم البعض  تشكل اساس تعاوني لعالم اكثر امنا ورخاء لاجيالنا القادمه.
ولازيد هذا المقال غرابة  فانني  ارغب بالتاكيد على ان الحضاره القادمه بعد عقد من الان ستدوم على الاقل قرنين ونصف اي حتى عام 2160 م لانه عام استحقاق لتجديد النظام . ان الحضاره القدمه هي حضاره اساسها الانتماء الانساني القائم على مبادئ بديله لما هو موجود اليوم من ترجمات للثوره الراسماليه الصناعيه.

لتلخيص الملخص  نوجز ما بلي:-
قبل الف عام من اليوم بدءت مرحله دعيت بمرحلة النهضه , حيث توالى عصر الاكتشافات والاختراعات الجغرافيه والعلميه دافعة تقدم الانسان ومجبرة سيطرة الكنيسه على التراجع الى الصوامع, بعد ان حكمت ورسمت حدود التفكير بالعصور المظلمه.... بعد ذلك ارتفعت وتيرة التقدم العلمي لتشكل نهوض تحرري جديد كما يدعوه التاريخيين متجليا بالثوره الصناعيه ليتلوها نمو راس مال جشع تحول الى قوى استعماريه ظالمه ومستغله للشعوب وكان الشعب الفلسطيني احد ضحاياها وجرائمها التاريخيه وذلك بزرع الكيان الصهيوني بدء من بلفور والتقسيم الى اليوم.
 في عام 1980 بالتحديد اي قبل ثلاثة عقود من اليوم ولد في العالم نبته صغيره متواضعه لكن مميزه نوعيا دعيت بالتكنولوجيا الحديثه ,التي تجلت بتعميم جهاز حاسوب شخصي  و جهاز خليوي شخصي ... كلاهما الكمبيوتر والخليوي ترافقا مع طبيعه ذات صله بالذكاء و التواصل الذي حول العالم الى قريه صغيره حطمت الحواجز والاسوار والحدود الجيو- بوليتكيه بين الدول , مفتاح الفكره كان الترابط بين الناس , كمدخل للعالم الجديد ... فاذا كان عام 1980 هو الميناء الذي استضاف فكرة التواصل بين البشر تواصل اقرب للخيال والتجريد لكونه بدون ترابط حقيقي , مع ذلك يسير باتجاه الواقع يوم بيوم ولحظه بلحظه, فالناس تتلامس (تتواصل ) بدون اللمس الحسي المألوف ... انهم مدركون لبعضهم البعض لكن بسيطره قليله ... انهم اذكياء لكنهم يفتقدون الحكمه... المشكله  هي ما سمي بالشبكه , انها ذاك الشيئ \ التحول الاساسي لطبيعة التواصل لهذه المرحله الحضاريه التي ابشر لها ... في العقدين الماضيين كانت تعيش في حالة التسارع ونمو رغم فوضويتها وعبيثيتها الا انها اتسمت بالتمرد والاستقلال حتى على اسيادها من مالكين ... فكيف لصبي لم يتجاوز سن المراهقه باختراق اجهزه الانتلجنسيا العالميه او امن البنوك ذات اليد الطولى بالامن ؟؟؟؟؟؟
هنا تختبئ روح المرحله الحضاريه القادمه !!! حيث لو تم قبول اعتبار الثوره الصناعيه والاقتصاد الراسمالي المحرك لها هما الروح الحقيقي لهذه الحضاره , لوجب علينا اعتبار  الخيال العلمي والتسارع التكنولوجي ذات الطابع التواصلي بين البشر هما روح الحضاره القادمه ...العولمه التي حولت العالم الى قريه هي احد المفاتيح الرئيسيه للدخول الى عالم الشعوب والدوله الحديثه , انها السحر الذي سيذيب ما تبقى من حدود بين الدول و الشعوب ... فلننتظر القادم بشغف ... دعونا نتامل  التغييرات الحاصله من 1980 الى اليوم , ولد الاتحاد الاوروبي و وحدة نقده الجماعيه , ازيل سور برلين وتوحدت الالمانيتين, تحولت الصين الى راسماليه حمراء , تقارب الكوريتين و احداث اخرى تعمل مثل النار لكن من تحت رماد انها متغيرات ايران ,الباكستان , والاهم النار القادمه من امريكا اللاتينيه .... كل هذه التحولات ستكون البلدوزر الذي سيقوم بتحطيم النقد العالمي ويمهد الطريق الى ولادة نظام اقتصادي جديد. انه زمن عالمي لا يعتمد على قوة وسيادة امه بعينها ولن يعتمد بالتاكيد على نقد معين كما هو قائم اليوم فالدولار لن يبقى السيد ولا حتى حلفائه من اوراق نقد من اليورو الى الين الياباني... قرار الولايات المتحده عام 1971 وفي ذات اليوم الذي بلغت فيه ستة عشر عاما , توقف دعم الدولار بالذهب .. ليتحول الاخضر الى مال غير حقيقي , بل الى ورقة نقد ذات ارقام معينه ليس الاّ...من يومها فقد الدولار بريق الذهب لكن لم تسقط ورقة التوت عن عورته ... عامي 2006- 2007 بدءنا نسمع عن ازمة السيوله النقديه؟؟؟؟.  لن يمر عيد ميلادي القادم الا وشهدنا سقوط ورقة التوت عن عورة الاخضر, حيث تسود  حاله من فقدان الثقه بالنقد وتصبح النقود  مثل قطعة ثلج اصابتها شمس تموز... تتوالد حاله من فقدان الثقه تتحول الى هستيريا شائعه تشجع السرقه , الخداع والغش ومن ضمنها غش وخداع النفس . لنختصر القول بالوصف فنقول الامبراطور يصبح بلا ثياب !!!. من المؤكد ان ذلك يحدث بعدة مستويات ويختلف من بلد الى اخر , لكن ازمة السيوله النقديه المزعومه تسير باتجاه التوسع لدرجه تجبر العالم على عقد المؤتمرات الاقتصاديه لاحتواءها و استيعاب تاثيراتها ...مع ذلك لن تكون الا ازمة اقتصاد عالميه بغض النظر عن التسميات او المحاولات الاستيعابيه لها.
 الرئيس الامريكي القادم بغض النظر من يمثل الفيل او الحمار او غير ذلك لا يمتلك برنامج تغيير او حل لازمة النقد التي لربما تصل عرشها قبل حفل تنصيبه وقسمه,  لسبب بسيط لانهم فقط يسعون الى الكرسي في البيت الابيض. الحاله القائمه والمرشحه الى الانفجار تحتاج الى نظام نقدي \ نظام اقتصادي يستند الى روح افضل في استخدام ثروات الطبيعه باسلوب اكثر عداله في التعامل مع مبدء التوزيع الاجتماعي للثروات ... يحتاج الى اسناد متفق عليه لبناء نظام نقد مدعوم باحتياط واضح بالذهب والمعادن الاخرى الثمينه.
البضاعه الاكثر قيمه في السوق ستكون ( البترول ... اليورانيوم ... خلايا السيلكون ... خلايا ضوئيه متطوره, كما هو الحال مع الذهب , البلاتينيوم , الفضه.) .
 اذا كان كل هذا لا يعطي القارئ فكره لما يتوجب فعله !!!! الله يكون بعونه؟؟؟
كلمه اخيره انهي بها هذه القراءه الغريبه العجيبه اقول ... ابنتي الحبيبه هبه ... ابنائي الاعزاء... اطفال فلسطين الاحبه انتم المرشح الاكبر لعيش المرحله القادمه , لذا عليكم الاستعداد لها ...ان الفرصه تتسع امامكم كلما صغر سنكم الحالي. اما البالغين الراغبين بولادة عالم افضل اقول :- اولا علموا ابناءكم اناث وذكور افضل مهارات التواصل  واقصد كل انواع التواصل المختلفه والمتنوعه بمستوياتها وتخصصاتها... علموهم افضل مهارات استخدام التقدم  التكنولوجي المرتيط بذات الفكره ... علموهم مهارات الحضاره القادمه .. علموهم قيمها المفترضه من عدل , مساواه , ديمقراطية , ديموقراطية الشعوب وليس الحكام , علموهم التسامح والتعايش رغم الاختلاف باللون والعرق والدين والجنس وما الى ذلك ...علموهم تعاليم عيسى ومحمد عليهما السلام "احبو بعضكم بعضا , احب لاخيك ما تحب لنفسك "...
اما نحن البالغين في  هذه المرحله يتوجب علينا تصدير ما سبق لاجيالنا القادمه ... علينا الصمود في عقدنا القادم المتوحش  لانه عنوان انهيار العالم المادي الراسمالي ... الذي يزداد توحشا كلما زادت جراحه ... علينا الصمود لتوفير مصادر الحياه لاسرنا  ولتوفير مستلزمات المرحله الحضاريه القادمه ... علينا واجب صناعة الظرف المواتي لنجعل مرحلة الولاده اقصر ومعاناة الناس اقل . علينا الصبر حتى تسترد الانسانيه ما فقدت من انسانيتها وذلك بولادة الحضارة الانسانيه الجديده... الانسانيه هي الشكل والجوهر وهي الاقرب لفكرة بناء جنة الله بالارض.

صبري صفدي                                                                                                      

21\2 \ 2008

No comments:

Post a Comment